غوما (الكونغو الديموقراطية): استخدم الجيش الكونغولي الخميس طائرتين مقاتلتين من طراز "سوخوي 25" لمحاربة متمردي حركة إم 23 الذين سيطروا في الأيام الأخيرة على قرى جديدة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، على الرغم من الدعوات لإلقاء السلاح، على ما ذكرت مصادر متطابقة.
قال أحد سكان كيبومبا، البلدة الواقعة على بعد حوالى 20 كيلومترًا شمال العاصمة الإقليمية غوما، عبر الهاتف "قصفت طائرتان مقاتلتان ودبابات مواقع حركة أم 23 ظهرًا".
وأكد مصدر أمني "لدينا أمل، إننا نتقدم (...) بعد قصف الطائرات".
وتظاهر آلاف الأشخاص الخميس في جمهورية الكونغو الديموقراطية تأييداً لعمليات الجيش ضد متمردي حركة أم23 في شرق البلاد، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
مسيرة داعمة
ففي العاصمة كينشاسا، شارك في المسيرة التي واكبتها الشرطة أكثر من 15 ألف شخص بشكل سلمي، بحسب المنظمين، حاملين لافتات كُتب عليها "ندعم القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديموقراطية مئة بالمئة".
سار المتظاهرون الذين غادروا من بلدية نجابا (وسط)، إلى قصر الشعب، حيث مقر البرلمان، وتليت مذكرة تدعو بشكل خاص إلى "قطع العلاقات الدبلوماسية مع رواندا".
وقال متظاهر يبلغ 17 عاماً لوكالة فرانس برس "من المهم أن اشارك اليوم. لم أذهب إلى المدرسة، جئت إلى هنا للتعبير عن تعلقتي ببلدي (...)، ولأقول لا لحرب إم 23 هذه".
وأكدت برناديت أبيبيفو، وهي امرأة في الستينات، "لقد عانينا الأمرين وأريقت الكثير من الدماء، لتكف رواندا عن تسليح أولئك الذين يقتلوننا. لقد طفح الكيل".
كما ضمت مسيرة مماثلة في بونيا بإقليم إيتوري (شمال شرق) بضع مئات من الأشخاص ينادون بالمطالب نفسها.
نفذ الجيش أولى الضربات في 8 تشرين الثاني/نوفمبر بواسطة طائرتين من طراز سو-25، ولم يعاود استخدامهما منذ ذلك الحين.
وذكرت مصادر إدارية وأهلية في وقت سابق الخميس أن حركة أم 23 واصلت هجومها في هذا القطاع من كيبومبا، كما تقدمت باتجاه غرب إقليم روتشورو الذي تسيطر على ربعه الجنوبي الشرقي، على الحدود مع أوغندا ورواندا.
وإم23 هو الاسم المختصر لـ"حركة 23 مارس"، وهي مجموعة تمرد سابقة يهيمن عليها التوتسي هُزمت في 2013، واستأنفت القتال في نهاية العام الماضي للمطالبة بتطبيق اتفاق وقّع مع كينشاسا ينص على دمج عناصرها في الجيش.
وتسبّب العنف من قبل حركة "ام23" في تجدد التوتر بين جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا، التي تتهمها كينشاسا منذ بداية العام بتقديم دعم نشط لهذا التمرّد، وهو ما تنفيه كيغالي.
في المقابل، تتهم كيغالي الكونغو الديموقراطية بدعم القوات الديموقراطية لتحرير رواندا المشكّلة من متمردين هوتو روانديين شارك بعضهم في الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
مبادرات
وبرزت عدة مبادرات لاحتواء العنف، أبرزها بقيادة تجمع دول شرق إفريقيا الذي قرر نشر قوة عسكرية لدعم الجيش الكونغولي وتنظيم جولة حوار في كينيا في 21 تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي خلال أقل من شهر، سيطرت الحركة على عدة بلدات تقع على الطريق السريع RN2 المؤدية إلى غوما وعبرت الطريق نحو الغرب وواصلت مسيرها نحو عاصمة المقاطعة جنوبًا.
وأكد المتمردون الأربعاء استيلاءهم على كيبومبا، وهو ما أكدته مصادر أمنية صباح الخميس شريطة عدم الكشف عن هويتها.
وقبل أن تباشر الطائرتان القتال، قال أحد هذه المصادر إن كيبومبا وبوهومبا، البلدة القريبة، "يسيطر عليهما العدو. نحن في كيباتي" البعيدة على مسافة 4 كيلومترات إلى الجنوب.
التعليقات