يصادف اليوم مرور عشر سنوات على اختطاف المصور الصحفي البريطاني جون كانتلي من قبل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

ويُعتقد أن كانتلي هو الرهينة الأجنبي الوحيد الذي احتجزه التنظيم ولم يُطلق سراحه أو يقتله أمام الكاميرا.

ظل كانتلي محتجزا لفترة أطول من الرهائن البريطانيين الآخرين، وظهر في مقاطع الفيديو الدعائية للتنظيم، على الرغم من أن مصيره لا يزال مجهولا.

ويرجح أنه مات، لكن لم يُعثر على جثته أبدا، وأقامت عائلته جنازة له مؤخرا.

ففي كنيسة نورمان الجميلة في إحدى قرى مقاطعة هامبشاير الهادئة، عُزفت بعض أغاني الروك المفضلة لجون كانتلي أمام عائلته وأصدقائه الذين تجمعوا لاحياء ذكراه.

كان كانتلي عاشقا لركوب الدراجات النارية ومغامرا وراويا - لكنه قبل كل شيء كان مصورا صحفيا شغوفا.

في عام 2012، وبعد العمل في بعض من أكثر المناطق خطورة ووعورة في العالم، بما في ذلك أفغانستان وجبال الهيمالايا، ذهب كانتلي إلى سوريا لتوثيق تطور الحرب الأهلية هناك.

وفي يوليو/تموز من ذلك العام، اُختطف كانتلي مع مصور هولندي، وأُطلق عليه الرصاص أثناء محاولته الهرب قبل أن تتدخل مجموعة مسلحة أخرى وتؤمن إطلاق سراحهما. عاد جون إلى بريطانيا، لكنه عاد بعد ذلك خلافا لنصيحة البعض، إلى سوريا لمواصلة عمله.

وأخبرتني شقيقته جيسيكا أن "جون كان يعلم مخاطر الذهاب المتكرر إلى سوريا لتوثيق الفظائع التي كان الرئيس الأسد يرتكبها بحق الشعب السوري. احترمت قراره بالعودة، وتفهمت سبب شعوره بضرورة الذهاب إلى هناك".

لقد كان هذا قرارا قاتلا بالنسبة لجون.

وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، وبعد عبور الحدود التي يسهل اختراقها من تركيا إلى سوريا، اختطفه مسلحون عند نقطة تفتيش مع الصحفي الأمريكي جيمس فولي. ووقعا في أيدي ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وعلى مدى السنوات اللاحقة، اُحتجز كانتلي في ظروف مروعة، وتعرض للجوع والتعذيب مع الرهائن الأمريكيين والأوروبيين.

أُطلق سراح الأوروبيين واحدا تلو الآخر، مقابل فدية ضخمة كما أشارت بعض التقارير، بينما قُتل جميع البريطانيين والأمريكيين الآخرين أمام الكاميرا.

وكان اثنان من الذين يعذبونهم من الجهاديين البريطانيين من غرب لندن: الشفيع الشيخ وألكساندا كوتي. وقد أُدانتهما محكمة أمريكية وحُكم عليهما بالسجن مدى الحياة.

تقول شقيقة كانتلي: "سأظل دائما فخورة عندما أسمع عن ريادة جون ودعمه الدائم للآخرين وتعامله معهم بلطف، ومعظمهم من الرجال الأصغر سنا الذين احتُجز معهم كرهائن. (كان عمره 42 عاما عند اختطافه). لقد احتجزوا في ظروف فظيعة للغاية لا يمكننا أن نتخيلها. لقد كان رجلا طيبا ومحترما".

ومن المثير للاهتمام أن كانتلي نجا لسنوات من خلال العمل كمتحدث باسم الأسرى، وكتابة ونشر التقارير الدعائية التي كان يريد تنظيم الدولة الإسلامية سماعها. وظهر في 14 من مقاطع الفيديو الخاصة بالتنظيم، وكان يرتدي في البداية بذلة برتقالية.

وقال لرهائن آخرين إنه كان يفعل ذلك رغما عنه، بل وأخبر أحد الرهائن الذين كانوا في طريقه للعودة إلى وطنه بأنه يريد من حكومة البريطانية حينها أن تقصف السجن لإنهاء عذابه.

شوهد كانتلي آخر مرة في ديسمبر/كانون الأول 2016 في الموصل، وبما أنه لم يُعثر على جثته حتى الآن، فمن المرجح أنه لقي حتفه في قصف التحالف بقيادة الولايات المتحدة لتلك المدينة التي كان يتحصن بها تنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت أخته جيسيكا: "أنا افتقد جون بشدة وحزينة عليه للغاية. لكن روحه التي لا تقهر لا تزال معنا بطريقة رائعة".