إيلاف من لندن: اعلنت الخارجية العراقية الثلاثاء عن قرب انتهاء مسبك في فرنسا من أنجاز النواقيس الثلاثة لكنيسة الساعة التي دمرها داعش في مدينة الموصل لتنقل الى هناك من فرنسا في مارس المقبل.

وقالت وزارة الخارجية العراقية اليوم ان سفيرها في باريس وديع بتي شارك في حفل خصص لإرسال النواقيس الخاصة بكنيسة الساعة في مدينة الموصل الشمالية برعاية اودري ازولاي المديرة العامة لمنظمة اليونسكو وذلك في إقليم النورماندي الاثنين حيث زارا معًا المسبك الذي إنجزت فيه النواقيس المُخصصة لكنيسة الساعة والتي من المفترض شحنها في اذار مارس عام 2023 إلى مدينة الموصل.

رئيسة منظمة اليونسكو والسفير العراقي في باريس يطلعون على اعداد وتهيئة نواقيس كنيسة الساعة في الموصل وذلك بمشغل فرنسي في 5 ديسمبر 2022 (الخارجية العراقية)

رسالة محبة وتضامن

وأكَّدت اودري ازولاي دعم منظمة اليونسكو لمبادرة احياء مدينة الموصل لإعادة أعمارها والمناطق الآثاريَّة التي تكتنفها.. مُشيرةً إلى التنسيق مع المختصين في مدينة الموصل من مهندسين تم إستضافة عدد منهم مُؤخرًا في المنظمة للعمل معًا في مشاريع إعادة أعمار المناطق الآثاريَّة والتراثيَّة.
وشكرت كل من ساهم في إنجاز وإستكمال عمل النواقيس التي ستتجه قريبًا إلى مدينة الموصل لتوصل رسالة محبة وتضامن من الشعب الفرنسي إلى الشعب العراقيّ وإلى سكان مدينة الموصل بالتحديد.

رغبة في العيش المشترك

ومن جانبه أكَّد السفير العراقي على أهميَّة ورمزيَّة هذه المبادرة التي رعتها اليونسكو وبالتنسيق مع المتخصصين في مدينة الموصل وعن عمق الرسالة التي تحملها كونها تشير إلى المحبة والرغبة في العيش المشترك بسلام وطمأنينة بين جميع أفراد الشعب العراقيّ .
واشاد بالتنسيق والأسناد الذي تقدمه اليونسكو مؤكدا انه يعكس اهتمام المنظمة بالعراق وبمدينة الموصل خاصة هذه المدينة العريقة بما تحمله من تأريخ والتي عانت على يد العصابات الإرهابيَّة (داعش) لتعود لتنشر المحبة والسلام.

مشروع كلفته 100 مليون دولار

ومن جانبها قالت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها من باريس اليوم ان السفير العراقي لدى فرنسا وديع بتي حنا استبق انتقال هذه الأجراس إلى الموصل بقرعه أحدها للمرة الأولى بعد تنظيفه وضبطه، بحضور المديرة العامة لليونسكو أزولاي والمسؤول الإقليمي للرهبنة الدومينيكانية نيكولا تيكسييه حيث رأى أن قرع الأجراس مجدداً في الموصل "انتصار للحياة، وللاتحاد في مواجهة الإرهاب والعنف".
وبنى الرهبان الدومينيكان في منتصف القرن التاسع عشر هذا الدير الذي صممه مهندس معماري فرنسي، وأقيمت فيه أول كلية للمعلمات في العراق. وأقيمت أجراس الكنيسة وساعاتها على نفقة الإمبراطورة أوجيني الشخصية.
ودمر تنظيم داعش هذا المَعلَم الرمزي عام 2017 قبل أن ينجح الجيش العراقي في إخراجه من المدينة.
وتشرف اليونسكو على إعادة إعمار مدينة الموصل القديمة التي دمرتها المعارك مع التنظيم، وهو مشروع تبلغ قيمته أكثر من 100 مليون دولار.
ورأت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي في هذا المشروع "دعماً لمجتمع الموصل في تنوعه الثقافي والديني والمعرفي والجامعي والمكتبي، إذ يعيد بناء هذه الروح لا الحجر فحسب".

كنيسة الساعة في الموصل قبل ان يدمها تنظيم داعش عام 2017 (فيسبوك)

الأجراس الثلاثة.. في مارس

وقد صُبَّت هذه الأجراس البرونزية الثلاثة لتي تتراوح أوزانها بين 110 كيلوغرامات و270 كيلوغراماً، وكل منها يُصدر صوت نوطة موسيقية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي ويشكل النحاس 78 في المئة من السبيكة والقصدير 22 في المئة.
وسيتولى تنفيذ التركيب والصيانة في العراق فريق من السكان المحليين تلقوا التدريب في المدينة من مالك المصهر ومديره بول بيرغامو.

ومن المقرر أن تُركّب قبل السادس من آذارمارس المقبل الأجراس التي سميت تيمناً برؤساء الملائكة الثلاثة وهم غابرييل (بالعربية جبرائيل) وميشال (ميخائيل) ورافاييل (روفائيل) بهدف "التوجه إلى كل الطوائف".
أما أعمال إعادة إعمار الدير فتُستكمل في كانون الأول ديسمبر عام 2023 على أبعد تقدير.