استدعت بيلاروسيا السفير الأوكراني لديها قائلة إنها أسقطت صاروخاً للدفاع الجوي الأوكراني في الأراضي البيلاروسية.

وقع ذلك خلال واحدة من أعنف الهجمات الجوية الروسية على أوكرانيا حتى الآن.

وتظهر صور بثها التلفزيون الرسمي البيلاروسي ما يبدو أنه حطام صاروخ في أحد الحقول الزراعية.

وقال متحدث عسكري أوكراني إن الحادث كان "نتيجة للدفاع الجوي".

وطالبت بيلاروسيا، وهي حليف رئيسي لروسيا، كييف بإجراء تحقيق شامل، بعد أن سقط الصاروخ وهو من طراز "إس-300" بالقرب من الحدود بين البلدين.

وهذه هي أول مرة تُسقط فيها بيلاروسيا صاروخاً أوكرانياً منذ بداية الغزو الروسي في فبراير/ شباط الماضي.

وقد تم استدعاء السفير الأوكراني إلى مبنى وزارة الخارجية في العاصمة مينسك.

وقال المتحدث باسم الوزارة أناتولي غلاز لوكالة "رويترز" للأنباء إن "الجانب البيلاروسي يعتبر هذا الحادث خطيراً للغاية".

ودعا أوكرانيا إلى "اتخاذ إجراءات شاملة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل".

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إنها مستعدة لدعوة خبراء من دول لا تساند "دولة روسيا الإرهابية" للمساعدة في التحقيق بالحادث، مضيفة بأنها تحتفظ بـ "حق غير مشروط في الدفاع عن أجوائها وحمايتها".

وقالت أيضاً إنها لا تستبعد أن يكون ذلك "استفزاز متعمد" قامت من خلاله موسكو بإطلاق صواريخ كروز على مسار سيتم اعتراضها فيه فوق الأراضي البيلاروسية.

خريطة بيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا يظهر فيها موقع إسقاط الصاروخ في بلدة هارباشا
BBC

من جانبها، قالت بيلاروسيا إن الصاروخ سقط بالقرب من قرية "هارباشا" في منطقة "بريست"، والواقعة على بُعد حوالي 15 كيلومتراً عن الحدود مع أوكرانيا.

وقال شاهد لإذاعة أوروبا الحرة: "نوافذنا كانت تهتز والبيت كان يهتز مما لا بد أنه كان موجة صوتية."

أما المفوض العسكري لمنطقة بريست، أوليغ كونوفالوف، فقد سعى إلى التقليل من شأن الحادث.

فقال في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "للأسف، أشياء كهذه تحدث".

وقارن ما جرى بالحادث الذي وقع الشهر الماضي عندما سقط صاروخ في بولندا، ما أدى إلى مقتل شخصين. وقال ينس ستولتنبيرغ، أمين عام حلف شمال الأطلسي ( الناتو) إن الدفاعات الجوية الأوكرانية هي المسؤولة "على الأرجح" عن إسقاطه، لكن أوكرانيا نفت ذلك.

وتقيم بيلاروسيا علاقات وثيقة جداً مع روسيا، وسمحت لموسكو باستخدام أراضيها في فبراير/ شباط من أجل شن الغزو على أوكرانيا.

وقد زعم مسؤولون أوكرانيون مؤخراً بأن روسيا ربما تخطط لشن هجوم جديد من بيلاروسيا، لكن الحكومات الغربية تقول إنها لم تشاهد دليلاً على ذلك.

سكان أوكرانيون يسيرون في موقع منازل سكنية دُمرت خلال ضربة صاروخية روسية على مدينة كييف
Reuters
مدن في عموم أوكرانيا استهدفت بموجة من الهجمات الصاروخية الروسية، من بينها العاصمة كييف

وفي هذه الأثناء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن معظم المناطق في البلاد تعاني من انقطاع في التيار الكهربائي في ظروف متجمدة بعد موجة كبيرة من الهجمات الصاروخية الروسية.

فقد أطلقت موسكو العشرات من الصواريخ على مدن في عموم أوكرانيا، الخميس، ومن بينها كييف وخاركيف وليفيف وأوديسا.

وحذر زيلينسكي من أن موسكو "تدفع نفسها فقط للغوص عميقاً وصولاً إلى طريق مسدود".

وقال: "إن وضع الدولة الإرهابية الأكبر في العالم ستكون له عواقب على روسيا ومواطنيها لفترة طويلة. وكل صاروخ (يُطلق) يؤكد فقط أن كل هذا يجب أن ينتهي بإجراء محاكمة. وهذا بالضبط ما سيحدث".