ايلاف من لندن : بعد 47 عامًا من الحرمان، أعلن العراق والامم المتحدة الاربعاء عن تمليك الإيزيديين منازلهم وأراضيهم في قضاء سنجار، في قرار يشمل ربع مليون مواطن من أبناء الطائفة.

وأشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدته جينين هينيس بلاسخارت في بيان مشترك، تابعت "ايلاف" نصه، الى انه بسبب السياسات التمييزية، لم يكن مسموحاً لنحو ربع مليون مواطن عراقي إيزيدي في قضاء سنجار بمحافظة نينوى (شمال) من تملك منازلهم وأراضيهم السكنية منذ عام 1975.

وفي 12 ديسمبر 2022، وافق مجلس الوزراء العراقي على مرسوم تقديم حل شامل ودائم للإيزيديين في سنجار، يمنح المرسوم ملكية الأراضي السكنية والمنازل في 11 مجمعاً سكنياً لشاغليها.

يشار الى ان سنجار هي مدينة عراقية ومركز قضاء تقع في غرب محافظة نينوى الشمالية على جبل سنجار وتبعد 80 كيلومترا عن الموصل عاصمة المحافظة وهي موطن ايزيديي العراق ويبلغ عدد سكانها حوالي 150 الف نسمة.

هروب جماعي لأيزيدي سنجار اثر احتلال داعش في أغسطس 2014

سياسات إقصائية

وقال السوداني: "يأتي قرار الحكومة العراقية بتمليك العراقيين الإيزيديين لمنازلهم في سنجار، التي حرموا من تملكها منذ أكثر من 47 عاماً بسبب السياسات الإقصائية الظالمة التي انتهجها النظام الديكتاتوري السابق، يأتي في سياق سعي الحكومة العراقية، الواضح والصريح، لرعاية حقوق المكوّنات العراقية، وخصوصاً المكوّن الإيزيدي الكريم في سنجار وسهل نينوى".

وأكد رئيس الوزراء العراقي أن هذا القرار "كان من ضمن المتبنيّات الراسخة للدولة العراقية، وتم العمل على دراسته وتقديمه بالتشارك مع موئل الأمم المتحدة (هابيتات)". واضاف: "كان هذا التوجه واضحاً ومؤكداً في سياق البرنامج الحكومي، والمنهاج الوزاري الذي قدّمناه، والذي صوّت عليه مجلس النواب العراقي".

ونوه إلى أن هذا القرار، ومعه قرارات أخرى ستُتخذ لاحقاً ضمن جدول عمل رئاسة الوزراء، "تصب كلها باتجاه رعاية حقوق أبناء هذه المكوّنات العراقية الكريمة، واحتضانهم، وضمان حقوقهم ضمن مبدأ المواطنة الكاملة والعدالة والمساواة".

تحقيق الأمن لربع مليون أيزيدي

من جانبها، رحبت بلاسخارت بالخطوة الحاسمة التي اتخذها مجلس الوزراء العراقي، "والتي أدت في النهاية إلى توفير الحيازة الآمنة للآلاف من الإيزيديين في ما يتعلق بحقوقهم في السكن والأرض والملكية".

واعتبرت ان المرسوم "يشكل اعترافاً رسمياً بملكية أراضيهم ومنازلهم وينهي عقوداً من التمييز، ونأمل أن يخفف من معاناة الإيزيديين ويشجع عودتهم إلى سنجار/ نينوى".

الحصول على حقوق ملكية الارض

أما ميمونة محمد شريف، المديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة، فرأت في القرار إنجازًا عظيمًا للعراق الذي يبذل جهوداً كبيرة لحماية واحترام حقوق الإنسان في ما يتعلق بالسكن اللائق. وقالت: "عانى الأيزيديون العراقيون في سنجار من التمييز المستمر، مما حرمهم من حصولهم على الأراضي وحقوق السكن ووثائق الملكية".

وأكدت المديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة أن هذه الخطوة التي اتخذتها الحكومة العراقية "هي خطوة واعدة ومشجعة، لأنها تعزز الوصول إلى حقوق الأراضي للسكان المهمشين في العراق وتخلق زخماً كبيراً للسكان في بلدات سنجار للحصول على حقوق ملكية الأرض، ولأول مرة منذ نحو 47 عاما".

يشار الى ان موئل الأمم المتحدة يتعامل منذ عام 2018، مع حقوق الأراضي والممتلكات للأقلية الإيزيدية في سنجار من خلال تسجيل أكثر من 14,500 طلب تمليك، وإصدار شهادات إشغال الأراضي لإثبات حقوق الاشغال للإيزيديين، باستخدام التقنيات الرقمية الحديثة، بهدف دعم قضايا التمليك لهم.

وأكد موئل الأمم المتحدة أنه سيعمل بشكل وثيق مع المؤسسات المعنية، واللجان المشكلة من قبل الحكومة العراقية بهدف المساعدة في تسريع عملية تسجيل الملكية وإصدار سندات ملكية كاملة للمنازل المشمولة بهذا القرار".

الأيزيديون في مقدمة ضحايا داعش
يذكر ان الايزيديين كانوا في مقدمة ضحايا تنظيم داعش في منطقة الشرق الأوسط حيث حاصر التنظيم حوالي 50 ألفا منهم في الجبال الواقعة في الشمال الغربي من العراق دون غذاء أو ماء لدى اجتياحه البلاد صيف عام 2014 .

أيزيديون هاربون من مناطقهم بشمال العراق اثر احتلالها من داعش منتصف عام 2014

فقد تعرض الايزيدون في العراق لجرائم إبادة عندما سيطر داعش على سنجار، موطنهم الاصلي، في 4 آب 2014، وقتل عددا كبيرا منهم يصل إلى 5 آلاف شخص وقام بسبي العديد من النساء الإيزيديات بينما هرب البقية الى جبل سنجار، حيث حوصروا هناك لعدة أيام ومات العديد منهم بسبب الجوع والعطش والمرض، إلى أن تمكنت قوات البيشمركة ومسلحي حزب العمال الكردستاني التركي بدعم من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من تأمين هروبهم من الجبل إلى مناطق أكثر أمانا وخدمة.

والأيزيديون أتباع ديانة شرق أوسطية ذات جذور قديمة، جميع أبنائها من الأكراد، ويعيش معظمهم حول مدينتي الموصل وسنجار في شمال العراق. وهناك أيضًا مجموعات في سوريا وتركيا وإيران وجورجيا وأرمينيا حيث يُقدّر العدد الإجمالي للايزيديّين بحوالي 800 الف إلى مليون نسمة.

وتعتبر الثقافة الأيزيدية ثقافة كردية ويتحدّث معظمهم اللغة الكردية فيما يتحدث القليل منهم أيضًا العربية نظرًا لقربهم وعيشهم في ظلّ مناطق عربية عراقية تحيط بهم.