ناقش رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجهود المشتركة لملاحقة "الجماعات الإرهابية" على طول الحدود المشتركة للبلدين.

وقال مكتب السوداني في بيان على فيسبوك في 10 يناير/كانون الثاني إن الزعيمين استعرضا أيضاً الجهود المبذولة للسيطرة على الحدود.

وشنت تركيا مؤخراً ضربات تستهدف الجماعات الكردية المتمردة المتمركزة في إقليم كردستان العراق شبه المستقل، وهي الخطوة التي انتقدها السوداني بشدة.

وقال البيان إن أردوغان جدد دعوته للسوداني لزيارة تركيا وحضور منتدى أنطاليا الدبلوماسي، الذي سيُعقد في مدينة أنطاليا الساحلية في مارس/أذار.

كما ناقش السوداني وأردوغان "تأمين حصة العراق من مياه نهري دجلة والفرات"، بحسب البيان.

ويعاني العراق بشدة من نقص المياه، ولا سيما بسبب سد إيليسو التركي الذي بُني عند منبع نهر دجلة، والسدود التركية الأخرى التي بنيت على روافد أصغر.

وخلال السنوات الماضية، كان هناك نقص في المياه بشكل غير مسبوق في شبكة الأنهار، وفي جداول نهري دجلة والفرات.

وبينما لجأت دول مثل تركيا إلى أنشطة بناء السدود على نطاق واسع لتأمين المياه للزراعة والطاقة الكهرومائية، تحملت البلدان المجاورة تبعات هذا النقص، حيث أدى بناء السدود إلى تفاقم التحديات الحالية التي يفرضها تغير المناخ.

وكان العراق على وجه الخصوص الأكثر تضرراً من نقص المياه، إذ واجه في سنوات متتالية أزمات حادة في أجزاء مختلفة من البلاد، وخاصة بسبب سد إيليسو الذي بُني في أعلى مجرى نهر دجلة في تركيا، وكذلك السدود التركية الأخرى التي بنيت على روافد أصغر.

لكن العديد من المناطق في سوريا تأثرت أيضاً، ومع تحول نقص المياه إلى مشكلة في معظم أنحاء المنطقة، وجدت البلدان ذات الموارد الأقل نفسها في وضع سيء للغاية.

ماذا فعلت تركيا؟

بدأ تشغيل سد إيليسو - وهو مشروع ضخم لتوليد الطاقة الكهرومائية على نهر دجلة ويهدف إلى توليد 1200 ميغاوات من الكهرباء لجنوب شرق تركيا - في السنوات الأخيرة.

بدأت تركيا بناء السد في عام 2006، وأشارت تقارير إلى أنه بدأ يعمل بكامل طاقته في ديسمبر/كانون الأول 2020.

ويعد سد إيليسو ثاني أكبر سد في تركيا بعد سد أتاتورك على نهر الفرات، والذي اكتمل بناؤه عام 1990.

ويعد السدان جزءاً أساسياً من مشروع جنوب شرق الأناضول في تركيا، وهو خطة ضخمة على مدى عدة عقود لتوفير المياه اللازمة للري وتوليد الكهرباء في المنطقة الأقل نمواً في البلاد، والتي تهدف لبناء 22 سداً و19 محطة لتوليد الطاقة.

وأثارت العواقب الوخيمة لبناء سد إيليسو على التراث الثقافي اهتماماً واسعاً وإدانات من المنظمات غير الحكومية والنقابات والنواب المعارضين على مدار سنوات.

وأدى ارتفاع منسوب المياه من السد إلى غرق بلدة حصن كيفا، التي يبلغ عمرها 12 ألف عام، في فبراير/شباط 2020، مما أدى إلى إغراق عشرات القرى وتشريد عشرات الآلاف من السكان المحليين.

كيف أثر ذلك على العراق؟

قالت سوريا والعراق مراراً وتكراراً إن تركيا هي السبب في قلة مواردهما المائية، وسعيا للتنسيق للضغط من أجل الالتزام بحصص المياه المحددة مسبقا.

وسعت السلطات العراقية مراراً إلى معالجة القضايا التي تسببها السدود المقامة على منابع الأنهار وفي نقاط معينة، ووصلت التوترات إلى ذروتها بشأن هذه المسألة.

وخلال صيف 2018، تسبب مزيج من تضاؤل موارد المياه والتلوث في وفيات جماعية بين تجمعات الأسماك في نهر الفرات.

وكان نقص المياه من بين الأسباب الرئيسية للاضطرابات الاجتماعية في جميع أنحاء البلاد خلال السنوات التي تلت ذلك.

وأدت قضايا بيئية أخرى، مثل قطع الأشجار في شمالي العراق وسط حملة عسكرية ضد متمردي حزب العمال الكردستاني، إلى تفاقم التوترات مع تركيا.

لكن الجهود المبذولة للضغط على حكومتي تركيا وإيران لم يكن لها تأثير يذكر، بخلاف دفع تركيا إلى تأجيل ملء إيليسو قليلاً، وهو الأمر الذي أدى فعلياً إلى تأخير المشكلة بدلاً من معالجتها.

ومع ذلك، ظلت العلاقات بين العراق وتركيا إيجابية إلى حد كبير. لكن مع تزايد الضغوط التي لا تعد ولا تحصى على السلطات العراقية - بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق كبيرة، والارتفاع الصاروخي لحالات الإصابة بفيروس كورونا، ونقص الخدمات والتوظيف - فإن الأمر مجرد مسألة وقت فقط قبل أن يتأزم الوضع.