كيشيناو: أغلقت مولدافيا مجالها الجوي موقتا الثلاثاء بسبب رصد "جسم طائر يشبه منطادا للأرصاد الجوية" على خلفية توتر مع روسيا المتهمة بالسعي إلى زعزعة استقرار هذا البلد فيما أرسلت رومانيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) طائرات مقاتلة للتحقق.

وكانت هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة عند أبواب أوكرانيا أعلنت ظهر الثلاثاء قرارها الذي أدى إلى وقف كل الرحلات الجوية. وذكرت وسائل الاعلام المحلية حينها أن "أسباباً أمنية" تقف وراء القرار من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وفي بيان نشر مساء، أوضحت مديرية الطيران المدني أنها "تلقت تقريرا مفاده أن جسماً صغيراً مجهولاً رُصد".وأضافت "نظرًا لظروف الطقس والعجز عن تعقب الجسم وتحديد هويته ومسار رحلته" أغلق المجال الجوي احترازاً. وأعيد فتحه عند الساعة 14,46 (12,46) ما أن زال الخطر.

وفي خضم قضية الأجسام المضادة المجهولة التي اسقطتها الولايات المتحدة، رصدت رومانيا المجاورة أيضا هدفا مماثلا "يتمتع بمواصفات منطاد للأرصاد الجوية" يحلق على ارتفاع 11 ألف متر. ولم يعرف أن كان الأمر يتعلق بالمنطاد نفسه. وارسلت طائرتان مطاردتان رومانيتان موضوعتان تحت قيادة حلف ناتو إلى المنطقة لاستيضاح الوضع لكنهما عجزتا عن "تأكيد وجود الهدف الجوي بالعين المجردة وبأجهزة الرادار في الطائرتين" على ما أفادت وزارة الدفاع.

وأتى القرار المولدافي غداة اتهام رئيسة مولدافيا مايا ساندو روسيا بالتخطيط لاستخدام العنف للإطاحة بقيادة الدولة المؤيدة لأوروبا بمساعدة مخرّبين يصوّرون أنفسهم على أنهم متظاهرون مناهضون للحكومة.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن خلال قمة للاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي أنّ كييف "اعترضت خطة لتدمير مولدافيا من قبل الاستخبارات الروسية".

والأربعاء نفت وزارة الخارجية الروسية الادعاءات المولدافية، مؤكّدة أنّ هذه الاتّهامات "لا أساس لها إطلاقاً".

قلق أميركي عميق

وفي واشنطن، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين "نشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تتحدّث عن مؤامرة من جانب روسيا لزعزعة استقرار حكومة مولدافيا المنتخبة ديموقراطياً".

وشدّد برايس على أنّ بلاده تعمل مع سلطات مولدافيا "للتصدّي للجهود الروسية البعيدة المدى لتقويض المؤسسات الديموقراطية في البلاد".

ومولدافيا التي تعدّ 2,6 مليون نسمة تقع بين رومانيا وأوكرانيا وقد حصلت على وضع دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي صيف 2022، لكنّها واجهت خلال العام الماضي تظاهرات مناهضة للحكومة.

وعلى مدى العام الماضي، أثارت الحرب في أوكرانيا المجاورة مخاوف أمنية عدة فيما سقطت شظايا صواريخ روسية مرّات عدة في أراضيها بعدما عبرت أجواءها.

كذلك تعاني مولدافيا من انقطاع الطاقة بعدما توقفت أوكرانيا عن تصدير الكهرباء إليها نتيجة الضربات الروسية التي استهدفت بناها التحتية.