إيلاف من لندن: عرضت ايران على العراق تزويده بخبراتها في مجال الصناعات العسكرية وبحثت معه تأمين حدودهما المشتركة امام خطر الجماعات المسلحة المعارضة لها في شماله.
وأكد وزير الدفاع الايراني العميد محمد رضا آشتياني لنظيره العراقي ثابت العباسي استعداد بلاده لتزويد العراق بخبراتها التصنيعية العسكرية لكي يصل الى الاستقلال والاكتفاء الذاتي في هذه الصناعات.
وقال العميد آشتياني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع العباسي اثر محادثاتهما في طهران مساء امس السبت في طهران ان نظرة ايران الى قضايا العراق مبنية على مبدأ دعمه انطلاقا من وحدة البلدين الجيو سياسية بحسب قوله.

عوامل الوحدة
واضاف آشتياني "ان ايران والعراق يحظيان بترابط في الامتداد الجيوسياسي يشمل المجالات القومية والدينية والثقافية والاقتصادية والطاقوية ويجب علينا دعم هذا الترابط كعامل للوحدة بين البلدين لأن الوحدة والتضامن بين الشعبين هو نقطة قوة يريد اعداء البلدين النيل منها ونظرا لمحاولات بعض الاعداء الرامية لتخريب واضعاف هذه العلاقات فان الانتباه واليقظة ازاء هذه المؤامرات امر ضروري لكلا الطرفين" كما نقلت عنه وكالة "ايرنا" الايرانية الرسمية اليوم في تقرير تابعته "ايلاف".
واعتبر وزير الدفاع الايراني ان للعراق ماضيا حضاريا وثقافيا وتاريخيا عظيما وعريقا وان نظرة ايران تجاهه مبنية على مبدأ دعم وحدة وتماسك العراق والمساعدة على تعزيز الاستقرار والأمن والتنمية والتطور والرخاء والازدهار فيه.

اجتماع اللجنة المشتركة في بغداد
واشار الوزير الى ان العلاقات الايرانية العراقية تواصل نموها قائلا "أن اللقاءات المتواصلة بين كبار المسؤولين السياسيين والاقتصاديين والعسكريين وكذلك زيادة حجم التبادل التجاري والتعاون في مجال الطاقة بالاضافة الى عزم البلدين على عقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة خلال الايام المقبلة في بغداد، وتبادل الزوار في ايام زيارة اربعينية الامام الحسين التي تقوم القوات المسلحة العراقية في تامينها والمشاركين فيها.

مواجهة الجماعات الكردية المعادية
واضاف وزير الدفاع الايراني الى ان "تواجد الجماعات الارهابية والخلايا السرّية والناشطة في العراق ومنها في المحافظات المحاذية لايران لازال يشكل خطرا فعليا على أمن البلدين واضاف "لقد تضاعفت ضرورة التنسيق العسكري والاستخباري والامني بين البلدين أكثر من أي وقت مضى" في اشارة الى الجماعات المسلحة الكردية الايرانية المعارضة لنظام بلادها.

الوجود الأجنبي في المنطقة
ووصف الوزير الايراني تنفيذ الاميركيين لعملية اغتيال غادرة لقادة مكافحة الارهاب والتطرف الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني وابو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية في الثالث من كانون يناير 2020 قرب مطار بغداد الدولي بانه جريمة كبيرة".. مبينا أن المتابعة القانونية لملف اغتيالهما مدرجة على جدول اعمال بلاده التي ستستمر بقوة وستواصل دربهم عبر تعزيز وتوثيق العلاقات العسكرية بين البلدين".
واكد العميد آشتياني ان التجربة قد اثبتت بأن "تواجد الدول الاجنبية في أي منطقة من العالم مصحوب بانعدام الأمن والتفرقة وان هذا التواجد في منطقتنا يهدف الى ضمان استمرار تدفق الطاقة وتعزيز الحزام الأمني للكيان الصهيوني عبر خلق الازمات المصطنعة وبث الخلافات والنزاعات بين الدول الاسلامية ولذلك فان هذا التواجد ليس ابدا من اجل ما يدعّونه بشأن حقوق الانسان ونشر الديمقراطية ومساعدة شعوب المنطقة".
وشدد وزير الدفاع الايراني على استعداد بلاده لتزويد العراق بخبراتها العسكرية التصنيعية ليصل الى الاستقلال والاكتفاء الذاتي في الصناعة الدفاعية وقال ان وزارة الدفاع الايرانية تقف بكامل قدراتها الى جانب العراق".

تعاون عسكري وأمني
من جانبه قال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي ان العراق بشعبه وقواته المسلحة مازال في القتال ضد الارهاب وتيارات داعش التكفيرية "وفي هذا الدرب قدمت ايران الصديقة والجارة الدماء والسلاح دعما للعراق ونحن نشكرها".
واشار الى الاهمية الجغرافية والجيوسياسية للمنطقة ، معتبرا التعاون ضرورة لايجاد منطقة آمنة .. واعتبر ان المصالح الجغرافية المتبادلة بين ايران والعراق مكملة لبعضها البعض .
واضاف ان ايران القوية يعني عراق القوي والعراق القوي يعني ايران القوية وهذا هو سبيل معالجة التحديات وحل أزمات المنطقة.
واكد عزم الحكومة العراقية على اعادة بناء القوات المسلحة العراقية بعد حرب طويلة مع التيارات التكفيرية ودعا الى الاستفادة من القدرات الايرانية من اجل تعاون تقني وتكنولوجي وتدريبي بين البلدين.
ووبين ان بلاده عازمة على عقد اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين نظرا لحاجة الطرفين الى متابعة الاتفاقيات المبرمة سابقا مؤكدا ان ذلك من البرامج الجادة للحكومة العراقية.
وشدد وزير الدفاع العراقي على ضرورة تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين لارساء الامن على حدودهما المشتركة.
ووصل العباسي امس الى طهران في اول زيارة له منذ تشكيل الحكومة العراقية الجديدة في تشرين الاول اكتوبر الماضي وذلك على رأس وفد رفيع المستوى بدعوة من نظيره الإيراني بحسب وزارة الدفاع العراقية في بيان تابعته "ايلاف" منوهة الى انها ستستمر يومان لبحث "العلاقات العراقية الايرانية وسبل تطويرها بما يخدم المؤسسة العسكرية" .