نابلس (الأراضي الفلسطينية): أعلن الجيش الاسرائيلي قتل ثلاثة فلسطينيين مسلحين صباح الأحد بالقرب من نابلس بشمال الضفة الغربية المحتلة، بعد أن فتحوا النار على موقع عسكري إسرائيلي.
ويأتي ذلك في وقت يبدو أن النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين دخل دوامة عنف جديدة يصعب الخروج منها منذ تولي واحدة من الحكومات الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، بقيادة بنيامين نتانياهو، السلطة في نهاية كانون الأول/ديسمبر.
وقال الجيش الاسرائيلي إن الفلسطينيين الثلاثة قتلوا عند حاجز صرة جيت في منطقة خاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية غرب نابلس، المدينة الفلسطينية الكبيرة التي تشكل معقلاً لفصائل مسلحة.
وتشكّل المنطقة التي ينفذ فيها الجيش الاسرائيلي عمليات منذ حوالى عام، بؤرة للعنف.
"عرين الأسود" تعلن مسؤوليتها
وأعلنت مجموعة "عرين الأسود" المسلحة مسؤوليتها عن تنفيذ عملية اطلاق النار باتجاه الجيش الاسرائيلي في تلك المنطقة، مؤكدة أن القتلى الثلاثة هم من أعضائها.
وقالت المجموعة الناشئة في بيان وزع عبر انستغرام إنها "تزف للسماء خيرة ابنائها ومقاتليها، أبطال مسلسل عمليات التأثر". وأكدت وقوع "الاشتباك من مسافة صفر قبل ان يتوزع مقاتلونا في المنطقة، فارتقوا شهداء".
ونشرت المجموعة ووزارة الصحة الفلسطينية أسماء القتلى الثلاثة وهم محمد وصفي الشامي (24 عاماً) وعدي رفيق الشامي (22 عاماً) ومحمد رائد دبيك (18 عاماً).
ومع أنه لم يثبت ارتباط "عرين الاسود" بأي من الفصائل الفلسطينية، دانت حركتا الحماس والجهاد الإسلامي مقتل عناصر المجموعة وأكدتا امكانية الرد على مقتلهم.
وقبل بدء الاجتماع الأسبوعي للحكومة الاسرائيلية، أشاد نتانياهو في كلمة بالقوات الاسرائيلية التي "تعمل على مدار الساعة ضد هؤلاء الذين يسعون الى قتلنا".
وقال "القاعدة بسيطة (...) من يلحق الأذى بنا أو يحاول ذلك كائنا من كان، سوف يدفع الثمن".
وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم في بيان إن "الاحتلال الصهيوني ارتكب جريمة جديدة ضد شعبنا الفلسطيني في مدينة نابلس في سياق سياسته النازية ضد شعبنا".
وأضاف أن "هذه الدماء ستكون لعنة على الاحتلال ووقودا لتصاعد الانتفاضة العظيمة في الضفة الغربية"، مؤكداً أن "معادلة الرد على جرائم الاحتلال حاضرة".
إسرائيل تحتفظ بالجثامين
من جهتها، حملت حركة الجهاد الاسلامي الحكومة الاسرائيلية مسؤولية ما وصفته بأنه "جريمة بشعة جديدة". وقالت في بيان لها " ستبقى مقاومة شعبنا ثابتة على دربها ولن تتراجع".
في المقابل، أشاد رئيس مجلس المستوطنين الإقليمي في السامرة بالجيش لنجاحه في "القضاء على خلية إرهابية قاتلة عاملة في المنطقة". وقال يوسي دغان في بيان "سنواصل العيش والبناء هنا في السامرة والمنطقة بأسرها" مستخدما الاسم اليهودي التوراتي لشمال الضفة الغربية، في الوقت الذي تعهد نتانياهو بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية.
وقال سكان في صرة في اتصال أجرته وكالة فرانس برس إنهم سمعوا عيارات نارية حوالى الساعة 03,30 (01,30 ت غ).
وذكرت مصادر طبية فلسطينية أنه لم يتم إدخال قتلى إلى مشرحة نابلس، مما يوحي بأن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بالجثامين.
أعمال العنف
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان إن "مسلحين أطلقوا النار على جنود (إسرائيليين) في نقطة عسكرية مجاورة لمفترق طرق جيت".
وأضاف أن "جنودا ردوا (...) بالذخيرة الحية" و"تم تحييد ثلاثة رجال مسلحين" بينما استسلم رابع وهو محتجز للاستجواب. وأكد متحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس في وقت لاحق أن المهاجمين الثلاثة الذين تم "تحييدهم" فلسطينيون وأنهم قتلوا.
ولم يصب أي جندي إسرائيلي حسب الجيش الذي نشر صورا لأسلحة استخدمها، على حد قوله، الفلسطينيون الذين قتلوا، وهي ثلاثة رشاشات "ام-16" مع ذخائر ومسدس.
منذ بداية العام الجاري، أدت أعمال العنف إلى مقتل 81 فلسطينيًا بينهم أفراد فصائل مسلحة ومدنيون بعضهم من القصر، و13 اسرائيليا هم 12 مدنياً - بينهم ثلاثة قاصرين -، وشرطي واحد بالإضافة إلى سيدة أوكرانية حسب حصيلة وضعتها فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية اسرائيلية وفلسطينية.
وشهدت الضفة الغربية الجمعة مقتل فلسطينيين أحدهما فتى يبلغ من العمر 16 عاما ألقى زجاجة مولوتوف وسقط برصاص جنود اسرائيليين، والثاني شاب في العشرينات من العمر كان مسلحا بسكاكين وعبوات ناسفة حسب الجيش، قتله مستوطن يهودي بالرصاص.
وقبل يوم ومساء أول يوم من عطلة نهاية الأسبوع الإسرائيلية، فتح عضو فلسطيني في الجناح العسكري لحركة حماس الإسلامية النار على مقهى في وسط تل أبيب مما أدى إلى جرح ثلاثة أشخاص.
والأربعاء حض منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند اسرائيل والفلسطينيين على وقف العنف بدون تأخير، حيث قال في بيان "نحن في خضم دورة عنف يجب وقفها على الفور".
توسيع المستوطنات
وتعهدت حكومة نتانياهو بمواصلة توسيع المستوطنات في الضفة الغربية التي يعتبرها المجتمع الدولي غير شرعية.
والشهر الماضي اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "كل مستوطنة جديدة تشكل عقبة أخرى في مسار السلام".
وشدد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أيضا خلال زيارة قصيرة لإسرائيل الجمعة، على ضرورة "خفض التصعيد" و"تخفيف التوتر واعادة الهدوء خصوصا قبل عطلة عيد الفصح (أوائل نيسان/أبريل) ورمضان" الذي يفترض أن يبدأ في نهاية آذار/مارس.
وكان مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند دعا الأربعاء إسرائيل والفلسطينيين إلى إنهاء العنف دون تأخير. وقال في بيان "نحن في وسط دوامة عنف يجب وقفها على الفور".
التعليقات