ايلاف من لندن : أعلن العراق والسعودية الاربعاء عن اتفاق للشروع بالربط الكهربائي بينهما، وتوسيع نقطة الربط في محطة عرعر على حدودهما، وإنجاز الخط الناقل بتسريع العمل بين أجهزة وزارتي البلدين.
جاء ذلك خلال مباحثات في الرياض أجراها وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل اليوم مع وزير الطاقة السعودي الامير عبد العزيز بن سلمان.
واشار الوزير السعودي الى ان هذه المباحثات "لها دلالات كبيرة ونجدها فرصة طيبة ومثمرة لتوسيع افاق التعاون والعمل المشترك بين البلدين"، مشيرا الى ان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد يؤكدان تؤامة مشاريع المملكة مع العراق في قطاع الطاقة. وقال مخاطبا نظيره العراقي: "إننا ندعم بشكل حقيقي تطوير ملفاتكم الاقتصادية ونراقب بعناية نهضتكم وإجراءاتكم الواثقة بالعمل على تنويع مصادر الطاقة واستغلال حقول الغاز".
بدوره، اكد الوزير العراقي "الاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لتعزيز الشراكات مع المملكة"، مشيراً خلال الاجتماع الى التوجه الجدي للحكومة والوزارة بالعمل على تحقيق مكتسبات نوعية لتدعيم ملف الطاقة بين البلدين، كما نقل عنه بيان صحافي لوزارته تابعته "ايلاف".
فريق عمل مشترك
تطرق الوزير الى ثلاثة محاور مهمة في مباحثاته في الرياض، تتمثل في الشروع والانطلاق بمشروع الربط الكهربائي العراقي - السعودي وهو مدعاة مهمة لتبادل منفعة الطاقة واتمام مشروع الشراكة مع شركة "أكوا باور" السعودية للطاقة لنصب محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بواقع ألف ميغا واط، والاستفادة من تجربة السعودية الناجحة بنصب العدادات وحصر هدر الطاقة حيث جرى الاتفاق على تشكيل فريق عمل مشترك يكون معنياً بتطوير المشتركات الموحدة.
كما جرى الاتفاق "على الشروع بالربط الكهربائي وتوسيع نقطة الربط وهي محطة عرعر على الحدود بين البلدين، والانتهاء من انجاز الخط الناقل".
دخول الطاقة المتجددة
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السعودية إن "هذا المشروع سيسهم في دعم موثوقية الشبكات الكهربائية في البلدين وتحقيق وفورات اقتصادية بالإضافة إلى تعزيز تحقيق المزيج الأمثل من الطاقة لإنتاج الكهرباء ودعم استيعاب الشبكات الكهربائية لدخول الطاقة المتجددة وتحقيق الاستثمارات المثلى في مشروعات توليد الكهرباء".
وأوضحت ان مباحثات الوزيرين العراقي والسعودي تطرقت الى فرص التعاون بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة والاستفادة من إمكانات وخبرات شركة أكوا باور في هذا المجال الحيوي وإسهاماتها في تطوير مشاريع مستقبلية في العراق.
اطلع الجانب العراقي على الإصلاحات المالية والتنظيمية التي شهدها قطاع الكهرباء في المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية وإمكانية تبادل الخبرات بين البلدين في هذا المجال.
تزويد العراق بنصف ما تصدره إيران له من الكهرباء
وكان العراق والسعودية قد وقعا في الرياض رسمياً في 25 يناير 2022 على مذكرة تفاهم للربط الكهربائي بينهما سيؤدي الى دخول 500 ميغا واط من الطاقة الى العراق في مرحلته الاولى، ما يمثل قرابة 50 في المئة من الطاقة الكهربائية التي تصدرها ايران للعراق والبالغة 1100ميغا واط.
جاءت هذه المذكرة وفق دراسة كاملة بين البلدين لمشروع الربط الكهربائي من اجل تحقيق مردودات اقتصادية ودخول الطاقة المتجددة إضافة الى ما يجنيه البلدان من تعزيز سوق لانشاء الكهرباء بينهما.
يشار الى ان العراق ينتج حاليا 15 ألف ميغاواط من الكهرباء أي أقلّ بكثير من الـ30 ألف ميغاواط التي يحتاج إليها لتلبية احتياجاته في فترة الذروة خلال الصيف كل عام.
عقود من الحروب والفساد
يملك العراق احتياطيات هائلة من النفط والغاز، وهو ثاني أكبر منتج في منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك)، لكنّه يواجه أزمة طاقة حادّة بفعل عقود من الحروب والفساد وتدهور البنى التحتية، ويعاني تقنينًا في التيار الكهربائي الأمر الذي يزيد من الاستياء الشعبي في البلاد.
يعتمد العراق البالغ عدد سكانه 40 مليونا على إيران للتزود بنحو ثلث إمدادات الغاز والكهرباء، اذ يمنعه تراجع بناه التحتية من تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة اذ يدين العراق لإيران لقاء تزويده بالغاز بأربعة مليارات دولار.
لذلك، تسعى بغداد الى اجراء ربط كهربائي مع دول الجوار ومنها تركيا والأردن والربط الخليجي عبر الكويت، اضافة الى الربط مع السعودية من أجل الحصول على تعويض النقص في الطاقة، خصوصًا في أوقات الذروة.
التعليقات