واشنطن: نفى البيت الأبيض الأربعاء ضلوع واشنطن في قتل حركة طالبان الأفغانية، العقل المدبّر للهجوم الانتحاري على مطار كابول خلال الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من البلاد في 2021.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي في مؤتمر صحافي "ليست لدينا أي علاقة بذلك"، رافضا أي تلميحات على أن واشنطن قد تكون قدّمت معلومات أو مساعدة من أي نوع كانت، مباشرة أم غير مباشرة، في العملية.

وفجّر انتحاري ينتمي الى تنظيم الدولة الإسلامية نفسه وسط حشود من الناس في محيط المطار أثناء محاولتهم الفرار في 26 آب/أغسطس 2021. وأسفر الانفجار عن مقتل 183 شخصاً بينهم 13 جندياً أميركياً كانوا يؤمنون المطار خلال انسحاب قوات بلادهم بعد أكثر من 20 عاما على غزوها أفغانستان.

"نجاعة استراتيجية لواشنطن"
وكان البيت الأبيض أعلن الثلاثاء إن زعيم خلية تنظيم الدولة الإسلامية التي خططت للهجوم، قتل على يد طالبان.

وأوضح كيربي في بيان إن الشخص الذي لم يُذكر اسمه "كان مسؤولاً كبيراً في تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان ومتورطًا بشكل مباشر في التخطيط لعمليات مثل آبي غيت، والآن لم يعد قادرًا على التخطيط أو شن هجمات"، في إشارة إلى موقع الهجوم قرب المطار.

وولاية خراسان هي فرع التنظيم المتطرف في أفغانستان وباكستان.

وأكد كيربي الثلاثاء أن الشخص "قُتل في عملية لطالبان"، دون تفاصيل إضافية.

ورداً على سؤال الأربعاء، لم يحدد كيربي كيف أمكن للاستخبارات الأميركية الحصول على معلومات بشأن مقتله.

وأضاف "لا جدال في أن عدم قدرة هذا الشخص بعد الآن على التحضير، التخطيط وتنفيذ اعتداءات، هو أمر جيد".

واعتبر أن وفاته تظهر نجاعة استراتيجية واشنطن في مكافحة الإرهاب.

وتابع "لقد عملنا بجدّ فعلًا على زيادة قدراتنا بالعمل عن بعد منذ الانسحاب من أفغانستان"، مشدداً على أن ذلك لا يعني فقط الاكتفاء بشنّ ضربات عن بعد بل أيضا "أن نكون قادرين على رؤية ومعرفة ومراقبة" ما يحصل.

وأوضح "أعتقد بأننا أثبتنا أنه حتى اذا كان الأمر أصعب في بعض المواضع، الا أن عدم تواجدنا على الأرض لا يجعل الأمور مستحيلة... ملاحقة الإرهابيين لا تتطلب بالضرورة البقاء في ميدان حرب".

وكانت الولايات المتحدة أعلنت تمكنها في 31 تموز/يوليو 2022، من قتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بضربة من طائرة مسيّرة في أفغانستان.

سيطرة طالبان
وخلال الانسحاب الأميركي الذي أنجز في 30 آب/أغسطس 2021، سيطر مقاتلو طالبان سريعاً على القوات الأفغانية التي درّبها الغرب، ما دفع بالقوات الأميركية المتبقية الى تنفيذ عمليات إجلاء من مطار كابول.

وتمكنت عملية جسر جوي عسكري غير مسبوقة من إخراج أكثر من 120 ألف شخص من البلاد في غضون أيام.

وتنخرط قوات طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية في معارك في مناطق بأفغانستان، ويشير مراقبون إلى الجماعة الجهادية باعتبارها أكبر تحد أمني للحكومة الأفغانية الجديدة.

ويؤكد قادة طالبان سيطرتهم بالكامل على الأمن في البلاد والقضاء بشكل كبير على أي تهديد لتنظيم الدولة الإسلامية وعدم وجود تنظيم القاعدة، علما بأنهم لم يؤكدوا بعد مقتل الظواهري.