إيلاف من لندن: تحدى أعرق اتحاد طلابي في العراق السلطات في القدرة على اسكات صوت الطلبة رافضا بشدة حظر فعالياته محملا اياها مسؤولية أمن وسلامة أعضائه.
وعبرت اللجنة التنفيذية للاتحاد العام لطلبة العراق في رد على "قرار وزارة التعليم العالي بمنع نشاطه داخل الجامعات كافة ومتابعة وملاحقة اعضائه" عن استهجانها ورفضها للقرار الذي وصفته بالتعسفي "الذي يمثل كبتاً واضحاً للحريات الطلابية والأكاديمية ويحمل في طياته استهدافاً واضحاً وممنهجاً لصوت الطلبة واتحادهم، بغية التغطية على فشل الإدارات المتعاقبة وفسادها الذي أوصل العملية التعليمية والتربوية إلى الانهيار ومن أجل تمرير المزيد من المشاريع والقرارات المدمرة للتعليم في بلادنا".
الجدير بالذكر أن هذا الاتحاد أسسته قوى وشخصيات يسارية عام 1948، ويعتبر أعرق الاتحادات الطلابية في البلاد، وقدم المئات من الضحايا خلال مواقف سياسية مشهودة له من مختلف الانظمة التي تعاقبت على حكم البلادق منذ ذلك الوقت.
وكان الاتحاد قد لعب دورا رئيسيا في الاحتجاجات الشعبية التي شهدها العراق خريف عام 2019 واسقطت حكومة عادل عبد المهدي السابقة وتصدت لها المليشيات الموالية لايران بالقوة المفرطة ما تسبب في مقتل 650 متظاهرا وجرح حوالي 3 الاف آخرين بحسب احصاءات رسمية للسلطات العراقية نفسها.
رد الاتحاد على قرار مليشياوي
وجاء رد الاتحاد الطلابي هذا اثر صدور قرار من وزارة التعليم العالي العراقية التي يقودها المليشياوي نعيم العبودي موجه الى جامعات البلاد كافة والذي حصلت "ايلاف" على نسخة منه يقول فيه انه "بناء على المعلومات الواردة الينا من قبل جهاز الامن الوطني حول وجود تنظيم بعنوان اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق يعنى بالشريحة الطلابية ويقوم بتنظيم ندوات ومؤتمرات ومهرجانات وزيارات تؤثر سلبا على سير العملية التعليمية فضلا عن امكانية استغلال مثل تلك التنظيمات وتوظيفها لاحقا لتمس سمعة الحرم الجامعي فقد وجه الوزير بضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة وتوجيه التشكيلات الامنية بالتبليغ عن مثل تلك التنظيمات ".
عصائب أهل الحق
يشار الى ان وزير التعليم العالي العبودي هو قيادي في مليشيا عصائب أهل الحق بقيادة الشيخ قيس الخزعلي الموالية لايران وكان قد ظهر مؤخرا في مقابلة تلفزيونية مع قناة عراقية يؤكد فيها انه يتبع ولاية الفقيه للمرشد الاعلى الايراني علي خامنئي من دون اتخاذ اي اجراء رسمي او سياسي ضده.
خطوة بوليسية
وأشارت اللجنة التنفيذية في بيان اليوم حصلت "ايلاف" على نصه الى انه "ما يثير استغرابنا واستنكارنا اكثر هو احالة متابعة هذا القرار الى مكاتب الأجهزة الأمنية في الجامعة في خطوة بوليسية مرفوضة ومخالفة صريحة لقانون التعليم العالي الذي يمنع وجود اي مظاهر عسكرية داخل الحرم الجامعي".
مسؤولون كبار يحملون شهادات مزورة
وأضافت "أن السمعة الأكاديمية قد أهينت عندما اعتمدت المحاصصة الطائفية والاثنية معيار لاختيار الإدارات الجامعية على حساب الكفاءة المهنية والنزاهة وبالغ المتنفذون في سحقها عندما أقر قانون معادلة الشهادات الذي شرع الالاف من الشهادات المزورة خارج العراق ليتولى حاملوها لاحقاً مناصب عليا في الدولة واستمرت الوزارة في إهانة السمعة الأكاديمية وهي تتغافل عن ممارسات مستثمري الكليات الأهلية المسيئة للطلبة والأكاديميين على حد سواء".
المطالبة بسحب "القرار التعسفي"
واعتبرت اللجنة التنفيذية للاتحاد العام لطلبة جمهورية العراق" ان هذا القرار قد جاء في الوقت الذي تغض الوزارة فيه النظر عن ممارسات ما يسمى الفرق الطلابية التطوعية التابعة لأحزاب نافذة وتسهل عملها، لممارسة أبشع الفعاليات الطائفية والسياسية وابتزاز الكوادر التعليمية المهنية.
وطالبت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بسحب قرارها التعسفي هذا وان تقدم اعتذارًا رسميا للاتحاد لما خلفه هذا القرار من إساءة بالغة لتاريخ أول منظمة طلابية في العراق .. وحملتها "مسؤولية أمن وسلامة زملائنا وكوادرنا".
دعوة لوقفة حازمة ضد الممارسات القمعية
وأضافت قائلة "إننا نؤكد على أن هذه الممارسات القمعية لن تثني عزيمتنا عن مواصلة مسيرة اتحادكم الممتدة لخمسة وسبعين عاماً من النضال واستمرار فعالياتنا المطلبية الهادفة إلى بناء حياة طلابية حرة ومستقبل أفضل".
ودعت اللجنة التنفيذية للاتحاد جميع الاتحادات والمنظمات والنقابات المهنية الصديقة "لإدانة هذا القرار الذي يمثل تقويضا للحريات الطلابية والأكاديمية ضمن سلسلة استهداف الحريات العامة المكفولة دستورياً وقانونياً والوقوف بحزم ضد هذه الممارسات".
نبذة
يشار الى ان اتحاد الطلبة العراقي هو منظمة مهنية ديمقراطية جماهيرية غير حكومية مستقلة، تُعنى بالشأن الطلابي ورفع مستوى الوعي الثقافي والديمقراطي لدى الطلبة والمساهمة الفاعلة في تطوير قطاع التربية والتعليم والبحث العلمي.
ويضم الاتحاد في عضويته جميع الطلبة الراغبين في العمل التطوعي في صفوفه بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو القومية أو الدينية.
وقد انتمى الاتحاد إلى اتحاد الطلبة العالمي وساهم بنشاط في جميع فعالياته واحتل مواقع قيادية اذ شغل منصب السكرتير العام ومنصب نائب الرئيس.
وفي عام 1991 أٌعيد عمل الاتحاد في اقليم كردستان مع الاتحاد العالمي ووسع نشاطه وفي ظل الظروف الجديدة بعد سقوط النظام السابق عام 2003.
واستمر عمل الاتحاد في العراق بشكلٍ علني حيث عمل على تحديد مهام جديدة تنسجم مع طبيعة المرحلة الجديدة وشكل لجاناً في كل المحافظات أعطيت مهام لها وعمل على تنظيم المؤتمرات الاتحادية في أوقاتها.
التعليقات