إيلاف من لندن: بالتزامن مع اطلاق السلطات العراقية لفعاليات اسبوع "كلا للمخدرات" فقد كشفت أرقام صادمة اعلنتها الخميس عن المدى الخطير لتغلغل السموم البيضاء بين افراد المجتمع العراقي.

وكشف مدير الادارة القانونية في المديرية العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية في وزارة الداخلية العراقية العميد مهند حاتم اليوم عن ارقام صادمة لعدد المعتقلين والمحكومين بجرائم المخدرات خلال الاشهر الستة الاولى من العام الحالي وحدها بمعدل وصل الى 41 معتقلاً في اليوم الواحد.

اعتقال الآلاف من المتهمين
وقال المسؤول العراقي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي العراقي تابعتها "ايلاف" عن اعتقال أكثر من 7400 متهم وضبط اكثر من 9 ملايين حبة كبتاجون المخدرة خلال الاشهر الستة الماضية بمعدل 41 شخصا في اليوم.
وأضاف ان عدد المدانين المتهمين بجرائم المتاجرة او تعاطي المخدرات في السجون العراقية حاليا يبلغ 4 الاف و93 مدانا.. كمنوها الى ان محافظات البلاد الوسطى والجنوبية هي الاعلى في كميات المخدرات المضبوطة فيها .. واشار الى ان محافظة الانبار الغربية اصبحت منطقة مرور محلية وخارجية للمخدرات.. موضحا ان كل من يضبط بحوزته اكثر من 25 غراما من المخدرات يعامل كمتاجر بها.

حملات توعية لوزارة الداخلية العراقية بمخاطر السموم البيضاء الخميس 22 يونيو 2023 ضمن اسبوع "كلا للمخدرات" (الداخلية)

وكشف المسؤول الامني العراقي عن محاولات تجري في العراق لصناعة المخدرات لكنه وصفها بالبسيطة.. مؤكدا ان وزارة الداخلية وضعت استراتيجية محكمة لمكافحة المخدرات وتنسيق استخباري كبير مع دول الجوار لمكافحة المخدرات حيث تشير المعلومات الى ان معظم عمليات تهريب المخدرات الى العراق تتم عبر الحدود الايرانية والسورية الى العراق ..وفي هذا الاطار اشار العميد حاتم الى الشروع في بناء 6 مصحات لعلاج مدمني المخدرات

اسبوع "كلا للمخدرات"
وجاء الكشف عن هذه الارقام الصادمة لمدى تغلغل آفة المخدرات في المجتمع العراقي بالتزامن مع اطلاق وزارة الداخلية لاسبوع "كلا للمخدرات" حيث ينظم إعلام قيادة قوات الشرطة الاتحادية حملة للتوعية والتثقيف بمخاطر السموم اابيضاء.
وينفذ اعلام الداخلية حاليا حملة ارشاد وتوعوية واسعة للتعريف بالآثار السلبية لآفة المخدرات وتهديدها لأمن وسلامة الفرد والمجتمع.

وتتضمن الحملة "لقاءات مع المواطنين وشخصيات فنية واعلامية وتوزيع البوسترات والملصقات الإرشادية والتوعوية للتأكيد على أهمية تكاتف الجهود للتصدي لهذه الظاهرة السلبية وما تسببه من مخاطر صحية ونفسية واجتماعية بالإضافة إلى الجوانب القانونية المتعلقة بتجارة هذه السموم أو حيازتها وتعاطيها" كما تشير الوزارة في بيان تابعته "ايلاف".
ومن ضمن هذه الحملة فقد نظمت مديرية شؤون العشائر مؤتمرا موسعًا لشخصيات وشيوخ عشـائر محافظة نينوى الشمالية وذلك تحت شعـار "المخدرات والإرهاب وجهان لعملة واحدة".

اعلان البراءة من المتهمين بالمخدرات
ويسلط المؤتمر الضوء على "أهمية مكافحة المخدرات وإعلان البراءة من قبل شيوخ العشائر لكل من يتاجر ويروج ويتعاطى بهذه الجرائم حفاظا على مجتمع خال من المخدرات من أجل تحقيق الاستقرار الأمني والاجتماعي".
وكان مؤتمر دولي لمكافحة المخدرات انعقد في بغداد في العاشر من ايار مايو الماضي قد قرر تأسيس بنك معلومات إقليمي وإنشاء مكاتب اتصال وتعيين ضباط ارتباط في مجال مكافحة المخدرات بين الدول العربية والاقليمية وذلك تعزيزا للجهد الدولي للحد من ظاهرة تعاطي المخدرات وترويجها.
وأكد المؤتمر على سرعة تبادل المعلومات عند ضبط مواطني احد الطرفين في اراضي الطرف الاخر وتوفير المعلومات الضرورية عن الاشخاص المضبوطين .. وأوصى بتحديث القوانين والإجراءات وأشكال المواجهة من النواحي التشريعية والعملية والتنظيمية.

منافذ ادخال المخدرات الى العراق
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت في 29 كانون الأول ديسمبر من العام الماضي عن عدد هو الاكبر خلال عام 2022 من المقبوض عليهم بقضايا المخدرات خلال السنوات الاخيرة.
وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء خالد المحنا إن "عدد الذين تم القبض عليهم بهذه الجرائم خلال عام 2022 بلغ أكثر من 14 ألف متهم".
يشار الى أن المدن العراقية تشهد تفشي ظاهرة انتشار المخدرات وخاصة في جنوبي البلاد في ظل تدابير أمنية مشددة من قبل الأجهزة الأمنية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
وتؤكد مديرية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العراقية ان مادتي الكريستال والحشيشة تدخل من ايران الى المحافظتين الجنوبيتين ميسان والبصرة اللتين لهما حدود مشتركة معها فيما تدخل حبوب الكبتاغون والمؤثرات العقلية عن طريق سوريا نحو محافظة الأنبار.
وتقف أسباب عديدة وراء تفشي هذه الظاهرة أبرزها ضعف الرقابة الأسرية والاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا وعدم متابعة المدارس بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وضعف الوازع الديني وهشاشة إجراءات الحكومة في مكافحة هذه الظاهرة من خلال إنشاء مصحات خاصة لمعالجة مدمني المخدرات وعدم ضبط المنافذ الحدودية.
وفي السنوات الأخيرة بات العراق من بين البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع.
وكان القانون العراقي قبل عام 2003 يعاقب مروجي المخدرات بالإعدام شنقاً إلا أن الإعدام ألغي في عام 2017 وفرضت عقوبات تصل إلى السجن 20 عاماً كما يمكن علاج المتعاطين في مراكز التأهيل أو الحكم بسجنهم فترة تصل إلى 3 سنوات.