جنيف: يتخذ الصراع في السودان منحى عرقياً في دارفور، حسبما أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الأشخاص الذي فرّوا من القتال إلى الخارج 560 ألفاً، كما اقترب عدد النازحين في الداخل من مليوني شخص.

وتشعر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بقلق كبير إزاء الاحتياجات الإنسانية المتزايدة للأشخاص المتضرّرين من الأزمة في السودان، حيث يستمر عدد النازحين في الارتفاع ولا يزال إيصال المساعدات محدوداً بشدة بسبب انعدام الأمن، فضلاً عن عدم القدرة على إيصالها والافتقار للتمويل.

وقال رؤوف مازو مساعد المفوّض السامي لشؤون العمليات للصحافيين في جنيف، إنّ "560 ألف شخص خلال ما يزيد قليلاً عن شهرين هو عدد هائل".

وأضاف أنّ "العبء الذي يمثّله اللاجئون الذين يصلون إلى البلدان (المجاورة) يمكن أن يخيف الحكومات في بعض الحالات. لذلك يجب علينا دائماً تذكير بلدان اللجوء ونطلب منها الاستمرار في إبقاء حدودها مفتوحة، ولكن يجب علينا أيضاً التأكّد من أنّ لديها الوسائل لتوفير احتياجات المساعدة الإنسانية وفي بعض الأحيان للتنمية أيضاً".

مواصلة القتال
ومنذ 15 نيسان/أبريل، يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو نزاعاً دامياً في السودان.

ويتواصل القتال منذ ذلك الحين، كما يستعر في جزء كبير من دارفور، المنطقة الواسعة في الغرب السوداني التي لا ينفك اللاجئون يفرّون منها والتي عانت من الحرب الأهلية في العقد الأول من القرن الحالي.

وقال مازو "ربما يكون الوضع في دارفور هو أكثر ما يقلقنا"، موضحاً أنّ عدداً متزايداً من اللاجئين الفارّين إلى تشاد "يصلون مصابين بجروح".

وأضاف "هناك اشتداد للصراع في دارفور. البعد العرقي الذي لاحظناه في الماضي، للأسف، يعود". وتابع "اليوم نشهد اتساعاً وازدياد حدّة الصراعات".

لاجئون
وقدّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى الآن، أنّ هذه الاشتباكات الدامية ستُسفر عن مليون لاجئ في ستة أشهر.

غير أنّ مازو قال "لسوء الحظ، بالنظر إلى الاتجاهات والوضع في دارفور، من المحتمل أننا تجاوزنا المليون" نازح.

وبالتالي، في حين قدّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصول 100 ألف شخص إلى تشاد في غضون ستة أشهر، فقد بات هذا الرقم يقدّر الآن بنحو 245 ألفاً، حسبما أضاف.

ومع ذلك، لم تقم المفوضية بعد بتحديث جميع توقّعاتها للمنطقة.