لاهاي: يُفتتح الاثنين في لاهاي مكتب دولي مكلف التحقيق في الغزو الروسي لأوكرانيا، في ما يُنظر إليه على أنه خطوة أولى نحو إنشاء محكمة في نهاية المطاف لمحاكمة القادة الروس.

يجمع المركز الدولي لمحاكمة جريمة العدوان ضد أوكرانيا (ICPA) مدعين عامين من كييف والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية.

تتمثل مهمة المكتب في التحقيق وجمع الأدلة، ويُنظر إليه على أنه خطوة أولى قبل إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة كبار المسؤولين الروس عن اندلاع الحرب في أوكرانيا، وهو مطلب كييف.

وفي إطار افتتاح هذا المركز، يعقد عدد من كبار المسؤولين مؤتمرا صحافيا في مقر الوكالة القضائية للاتحاد الأوروبي في لاهاي حسبما ذكرت وكالة "يوروجست" في بيان.

ومن بين هؤلاء خصوصا المدعي العام الأوكراني أندريي كوستين، والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، ونائب وزير العدل الأميركي كينيث بولايت، والمفوض الأوروبي لشؤون العدل ديدييه رينديرز، وفق "يوروجست".

واعتبر كوستين ان افتتاح المكتب الجديد في لاهاي سيؤدي الى "محاسبة" قادة موسكو على جريمة الحرب المتمثلة بالعدوان بسبب غزو اوكرانيا.

وقال ان افتتاح المكتب يُشكِّل "إشارة واضحة على ان العالم متحِد وثابت على طريق محاسبة النظام الروسي على كل جرائمه".

محكمة خاصة
تكثفت الدعوات لانشاء محكمة خاصة بالحرب في اوكرانيا إذ أن المحكمة الجنائية الدولية ليست مختصة بالنظر سوى بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية المرتكبة على الأراضي الأوكرانية.

اصدرت المحكمة ومقرها في لاهاي في آذار/مارس مذكرة توقيف في حق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب الترحيل القسري المفترض لاطفال أوكرانيين.

تزايد الدعم الدولي باستمرار وفي شباط/فبراير أعلنت المفوضية الأوروبية إنشاء المركز الدولي لمحاكمة جريمة العدوان ضد أوكرانيا.

وقالت بروكسل إن هدف المركز يتمثل في "محاكمة المسؤولين عن غزو" أوكرانيا.

أضافت مشاركة الولايات المتحدة ثقلا لطلب انشاء محكمة مع أن واشنطن لا تزال ترفض ان تصبح عضوا في المحكمة الجنائية الدولية.

غارلاند
وخلال زيارة الى لاهاي في حزيران/يونيو عين وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند مدعية خاصة لجرائم العدوان هي جيسيكا كيم بصفتها ممثلة لدى المركز الدولي لمحاكمة جريمة العدوان ضد أوكرانيا.

لكن تبقى مسألة معقدة عالقة بشأن كيفية عمل مثل هذه المحكمة.

تؤيد أوكرانيا استصدار قرار من الجمعية العامة للامم المتحدة.

لكن بعض الجهات الداعمة الغربية لكييف تخشى الا تكون المبادرة تحظى بدعم كاف دوليا وتدعو بدلا من ذلك الى انشاء محكمة هجينة مؤلفة من قضاة أوكرانيين ومن جنسيات أخرى.

والمحكمة الجنائية الدولية التي أنشئت العام 2002 للنظر في أخطر الفظائع المرتكبة في العالم، ليست لديها سلطة الحكم على جرائم العدوان التي ترتكبها موسكو، ذلك أنّ روسيا ليست من الدول الموقّعة على نظام روما الأساسي.

غير أنّها فتحت بعيد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا تحقيقاً في جرائم ارتكبت في هذا البلد. وأصدرت في آذار/مارس مذكرة التوقيف في حق الرئيس الروسي.

وردا على ذلك وضعت السلطات الروسية المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان على قائمة "المطلوبين".

فتحت موسكو بدورها تحقيقًا جنائيًا في حق كريم خان وثلاثة قضاة في المحكمة. وبحسب هذا التحقيق الروسي فان خان متهم "بإطلاق ملاحقات جنائية في حق شخص معروف أنه بريء" و"التحضير لهجوم على ممثل دولة أجنبية".