في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1947، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قراراً بتقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة يهودية والأخرى عربية، مع وضع القدس تحت إدارة الأمم المتحدة.
رفضت جامعة الدول العربية القرار ووصفته بأنه قرار غير شرعي.
شنت الجماعات اليهودية المسلحة هجمات على القرى الفلسطينية، مما أجبر الآلاف على الفرار، وتدهور الوضع ليتحول إلى حرب شاملة عام 1948 مع انتهاء الانتداب البريطاني ورحيل القوات البريطانية وإعلان استقلال دولة إسرائيل ودخول جيوش الدول العربية المجاورة الحرب ضد إسرائيل.
ألحقت القوات الإسرائيلية الهزيمة بالجيوش العربية وكانت نتيجة الحرب التهجير الدائم لأكثر من نصف السكان الفلسطينيين.
ومع نهاية حرب 1948 التي يسميها الإسرائيليون "حرب الاستقلال"، بينما يطلق عليها الفلسطينيون "النكبة"، بات ما بين 750 إلى 800 ألف فلسطيني في عداد اللاجئين.
توجه اللاجئون إلى الضفة الغربية التي كانت تحت السيطرة الأردنية وإلى قطاع غزة الذي كان تحت الإدارة المصرية وإلى الأردن ولبنان وسوريا.
كانت حصة قطاع غزة من النزوح الفلسطيني، من القرى والبلدات الفلسطينية المجاورة ووسط وجنوب فلسطين، نحو 200 ألف لاجئ، ليعيشوا مع 80 ألفاً من سكان غزة الأصليين، ضمن مساحة لا تتجاوز 360 كيلو متراً مربعاً.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط حالياً 5.9 مليون لاجئ، بينهم أكثر من 1.7 مليون في قطاع غزة حسب بيان للأونروا صدر في شهر أغسطس/آب الماضي.
ويعتمد نحو 80 في المئة من سكان غزة على المساعدات الدولية، بحسب الأمم المتحدة، كما يعتمد نحو مليون إنسان على المساعدات الغذائية اليومية.
مخيم الشاطئ
يعد مخيم الشاطئ ثالث أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة، وواحداً من أكثر المخيمات اكتظاظا بالسكان. ويقع المخيم على ساحل البحر الأبيض المتوسط في مدينة غزة. يقطنه 90,713 لاجئ مسجلين لدى الأونروا.
لا يسمح لسكان غزة والمخيم بالصيد في شواطئ غزة وشماله إلا ضمن مساحة ستة أميال بحرية فقط. كما أدت القيود الإسرائيلية المفروضة على المساحة المخصصة للصيد وبشكل خاص على مخيم الشاطئ إلى انخفاض كميات الصيد وبالتالي فقدان العديد لمصدر رزقهم.
إضافة إلى القيود التي تفرضها إسرائيل على أنشطة الصيد البحري، تستخدم القوات الإسرائيلية الذخيرة الحية ضد الصيادين لفرض مساحة الصيد، حيث سُجل حوالي 90 حادثة إطلاق نار في شمال غزة في النصف الأول من عام 2023 .
مخيم البريج
تم إنشاء المخيم في خمسينيات القرن الماضي لاستضافة اللاجئين الذين كانوا يقيمون في ثكنات الجيش البريطاني والخيام. معظم سكان المخيم هم من أبناء المدن الواقعة شرق قطاع غزة مثل الفالوجا. يقطنه الآن حوالي 46,629 لاجئ مسجل لدى الأونروا. ومثل المخيمات الأخرى، يعتمد سكانه على مساعدات الأونروا.
و90 في المئة من المياه في هذا المخيم والمخيمات الأخرى، غير صالحة للاستهلاك البشري، حيث يتم تصريف ما يصل إلى 80,000 متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة أو المعالجة جزئيا إلى البحر في غزة كل يوم، مما يتسبب بمخاطر صحية بيئية خطيرة بما في ذلك الإسهال بين الأطفال.
مخيم دير البلح
وهو أصغر مخيمات اللاجئين في قطاع غزة و يتميز بقلة المساحة واكتظاظه بالسكان.
تم توفير مساكن مؤقتة للاجئين الأصليين في المخيم الذين فروا من منازلهم في وسط وجنوب فلسطين نتيجة حرب عام 1948. تم بناء مساكن من الطوب الطيني للاجئين واستبدلت لاحقاً بمساكن اسمنتية.
ويسكن في المخيم حالياً ما يزيد عن 26,674 لاجئ.
مخيم جباليا
وهو أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة. ويقع إلى الشمال من غزة بالقرب من قرية جباليا.
واستقر فيه اللاجئون الذين قد فروا من القرى والمدن الواقعة في جنوب فلسطين بنهاية حرب 1948.
يقطنه الآن حوالي 116,011 لاجئ مسجل لدى الأونروا، على مساحة لا تتجاوز 1.4 كيلو متر مربع.
ويعد مخيم جباليا، أقرب مخيم إلى معبر إيريز مع إسرائيل.
ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، كان أكثر من 21,000 فلسطيني يمرون عبر إيريز للعمل في إسرائيل يوميا قبل الانتفاضة الثانية.
ومنذ 12 يونيو/حزيران 2007، أي بعد سيطرة حماس على قطاع غزة يسمح لفئة محدودة جداً من أبناء القطاع بالحصول على تصاريح للخروج من غزة للعمل في إسرائيل.
وفي السنوات الماضية، شمل من يُسمح لهم بالحصول على التصاريح، مرضى ممن لديهم تحويلات طبية للعلاج خارج غزة ومرافقيهم والتجار وموظفي المنظمات الدولية وفي بعض الحالات الإنسانية الاستثنائية.
وتوجد في المخيم 32 منشأة تابعة للأونروا، 16 مبنى مدرسي، ومركز توزيع أغذية وثلاثة مراكز صحية، اثنان منها في مخيم جباليا، والثالث في منطقة الصفطاوي. كما يوجد مكتبان للإغاثة والخدمات الاجتماعية ومكتبة عامة و 7 آبار مياه ومكتب صيانة ومكتب صرف صحي واحد .
مخيم خان يونس
يبعد مخيم خان يونس مسافة كيلو مترين عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى الشمال من رفح، وإلى الغرب من مدينة خان يونس التي تعد مركزا تجاريا رئيسيا.
في أعقاب حرب عام 1948، توافد اللاجئون إلى المخيم بسبب أعمال العنف التي دارت في مناطقهم، وكان معظمهم من منطقة بئر السبع. ويقطن في مخيم خان يونس اليوم حوالي 88,854 لاجئ.
ومثل باقي المخيمات، يعتمد معظم سكان المخيم على المساعدات الغذائية والنقدية المقدمة من الأونروا.
وتمثل النظافة العامة مصدر قلق كبير آخر، حيث أن 90 في المئة من إمدادات المياه في المخيم غير صالحة للاستهلاك البشري.
وتوجد 25 منشأة تابعة للأونروا في المخيم، 16 مبنى مدرسي ومركزان لتوزيع الأغذية، أحدهما يغطي المناطق الغربية والآخر المناطق الشرقية لخان يونس. إضافة إلى ثلاثة مراكز صحية ومكتبان للإغاثة والخدمات الاجتماعية ومكتب صيانة وصرف صحي واحد.
مخيم المغازي
يقع مخيم المغازي وسط قطاع غزة إلى الجنوب من مخيم البريج. وتأسس في عام 1949، وهو واحد من أصغر المخيمات في غزة، من حيث الحجم وعدد السكان.
ويتسم مخيم المغازي بضيق أزقته وارتفاع كثافته السكانية، حيث يسكن فيه ما يزيد عن 33,255 لاجئ في مساحة لا تزيد عن 0.6 كيلومتر مربع.
ومعظم اللاجئين الذين قدموا إلى المخيم عام 1948 هم من أبناء القرى الواقعة جنوب ووسط فلسطين. ومثل باقي المخيمات في غزة، معدل البطالة والفقر مرتفع جدا بين سكان المخيم.
توجد في المخيم تسع 9 منشآت تابعة للأونروا.
مخيم النصيرات
يقطن في هذا المخيم الذي يقع وسط غزة، أكثر من 80,409 لاجئ.
استمد المخيم إسمه من قبيلة بدو محلية.
ويعاني معظم السكان هنا من فقر مدقع في ظل ارتفاع البطالة.
وتعتمد نسبة كبيرة من السكان على برامج المساعدات النقدية والغذائية التي تقدمها الأونروا، ومثل مخيمات اللاجئين الأخرى، تعتبر مسألة كمية ونوعية المياه مصدر قلق كبير.
مخيم رفح
يقع مخيم رفح إلى الجنوب من غزة بالقرب من الحدود المصرية. تأسس في عام 1949. ويسكنه حالياً حوالي 133,326 لاجئ.
انتقل الآلاف من اللاجئين من المخيم إلى المشروع الإسكاني القريب في تل السلطان، فأصبح من الصعب تمييزه عن المدينة المحاذية له. وبعد مرور أكثر من سبعة عقود على النزوح لا يزال الاكتظاظ الشديد المشكلة الأساسية في المخيم، حيث يعيش اللاجئون في مساكن وأزقة ضيقة للغاية.
ولأنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة تاريخ طويل، ولكنها انتشرت أكثر بين عامي 2007 و 2013 حيث بلغ عددها أكثر من 1500 نفق، الأمر الذي أدى إلى تخفيف آثار الحصار المفروض على قطاع غزة.
كان المخيم يعتمد على تصدير الزهور قبل فرض الحصار على القطاع عام 2007.
خلال عام 2013 و 2014 دمر الجيش المصري كل أنفاق التهريب تقريباً.
ورغم سنوات ازدهار تجارة الأنفاق فإن الفقر بين أبناء المخيم لا يزال واسع الانتشار كما أن 90 بالمئة من المياه في المخيم غير صالحة للاستهلاك البشري.
التعليقات