ذهب العراقيون إلى موعدهم الذي طال انتظاره مع الصندوق في انتخابات مجالس المحافظات الأولى منذ اكثر من 10 سنوات.
فمنذ 2013 لم يتم تنظيم الانتخابات المحلية في العراق بسبب الوضع الأمني آنذاك كما لم تشهد محافظة كركوك انتخابات مماثلة منذ عام 2005.
وفي تمام السابعة صباحا فتح 7166 مركز اقتراع ابوابه لاستقبال أكثر من 16 مليون ناخب، في الانتخابات التي قاطعها التيار الصدري.
تصويت السوداني
وقد ادلى رئيس الوزراء العراقي بصوته في مركز تصويت عادي وهو مدرسة الوطن في بغداد حتى يطمئن بنفسه على سلاسة العملية الانتخابية كما تابع سير تنفيذ الخطط الأمنية المرافقة لانتخابات مجالس المحافظات.
وأكد السوداني بعد ادلائه بصوته أن انتخابات مجالس المحافظات تمثل ركناً مهماً لتطبيق اللامركزية الإدارية، وتمثيل أبناء المحافظات في الحكومات المحلية.. لافتا إلى أن المحافظات، مجالس ومحافظاً، تعد ركناً ثانياً للدولة وتساعد الحكومة الاتحادية في تنفيذ برنامجها التنفيذي.
وأشاد رئيس الوزراء العراقي بالجهود الاستثنائية للأجهزة الأمنية في تأمين الانتخابات، وتوفير الأجواء السليمة للقوى السياسية والمرشحين، أثناء الحملة الانتخابية.. موضحا أن مفوضية الانتخابات بذلت جهوداً كبيرة لإنجاز كل متطلبات الانتخابات.
وتجدر الإشارة الى هذه المرة الأولى التي لا يشارك فيها رئيس وزراء في استحقاق انتخابي واقتصر دوره على الاشراف على تنفيذ العملية الانتخابية حتى تخرج بأفضل صورة تضمن نزاهتها حتى تعكس رأي المواطن العراقي دون ضغوط من هذا الحزب السياسي او ذاك.
فعلى عكس سابقيه يعد السوداني اول رئيس وزراء، لم يغادر العراق، لا يشارك بقائمة انتخابية،كما لا يدعم طرفا محددا ما يجعله الأكثر قدرة على تنظيم انتخابات نزيهة تعكس راي المواطن العراقي.
انتخابات مدعومة من الحوزة
وبرغم مقاطعة التيار الصدري لهذه الانتخابات فقد شاركت فيها رموز دينية في النجف ما يدل على ان الحوزة والمرجعية تدعم استمرار النظام الديمقراطي ومشاركة الناس في الانتخابات وهذا عكس ما كان يتم الترويج له بالمقاطعة بدعوى ان مرجعية النجف تقض ضد اجراء هذه الانتخابات.
واظهرت صور وفيديوات على مواقع التواصل الاجتماعي، احد كبار اساتذة الحوزة العلمية في النجف الاشراف آية الله الشيخ هادي آل راضي وهو يدلي بصوته في الانتخابات المحلية، كما ونقلت إدلاء وكيل المرجعية الدينية العليا، السيد رشيد الحسيني وهو يدلي بصوته في الانتخابات المحلية ضمن احد مراكز الاقتراع بمدينة النجف.
انتخابات كركوك
وتعد كركوك، المحافظة الأكثر تنافسية واثارة بسبب طبيعة المحافظة التي تشهد صراعا سياسيا قوميا، حيث تحاول الأحزاب الكردية الحصول على منصب المحافظ وإعادة نفوذها السياسي بعد فقدانه عقب العملية العسكرية في كركوك عام 2017 التي نفذت على خلفية استفتاء الانفصال الذي اقامته حكومة كردستان حينها.
ويتنافس على مقاعد مجلس محافظة كركوك 248 مرشحا من 10 ائتلافات وخمس قوائم مستقلة لأحزاب سياسية وثلاثة مرشحين مستقلين، بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
وكان من المقرر إجراء الانتخابات المحلية في 2018، غير أنها تأجلت على وقع التظاهرات الشعبية في العاصمة بغداد ومناطق وسط وجنوب العراق، تطالب بحل المجالس بعد اتهامات بالفساد على خلفية نفقاتها السنوية التي تجاوزت 200 مليار دينار عراقي (أكثر من 150 مليون دولار).
ومع تولي محمد شياع السوداني رئاسة الحكومة، تعهد بإعادة عمل مجالس المحافظات، وفقاً لورقة الاتفاق بين القوى السياسية التي تشكلت على إثرها الحكومة، وصوّت البرلمان على موعد إجراء انتخابات جديدة.
وبغض النظر عن نتائج الانتخابات الا ان قدرة الحكومة على تامينها وتنظيمها دون أي عوائق او حوادث امنية تذكر تعكس تصميم السوداني على الوفاء بوعوده التي قطعها حينما تسلم منصبه وكذلك تدل على ان الصورة السياسية في العراق تكتسي بالوان ديمقراطية حقيقية.
التعليقات