إذا خسر جو بايدن الانتخابات عام 2024، فسيكون أحد الأسباب احتضانه لنتنياهو الذي لا يأبه للمصالح الأميركية

إيلاف من بيروت: صارت حرب إسرائيل في غزة واحدة من أكبر السلبيات السياسية لرئاسة جو بايدن. هكذا يبدأ بول بيلار، المسؤول السباق عن الشرق الأدنى وجنوب آسيا في الاستخبارات الأميركية، مقالته في "ناشونال إنترست"، مضيفًا أن التداعيات السياسية لهجوم حماس في السابع من أكتوبر والرد الإسرائيلي عليه يمثلان علامة سوداء في سجل ساكن البيت الأبيض.

الحرب هربًا
يرى بيلار أن الكثير من هذه التداعيات هي من صنع بايدن نفسه، "بسبب احتضانه الفوري وغير المشروط لحكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية، وهو احتضان واجه بايدن صعوبة في التراجع عنه منذ أن بدأت تلك الحكومة نفسها في إلحاق الموت والدمار بالسكان في غزة، بشكل لا يوصف. والآن، يفشل بايدن في كبح جماح نتنياهو، ما أفقده تأييد قسم كبير من قاعدته داخل الحزب الديمقراطي، الذي سيحتاج إلى دعمه النشط للفوز بإعادة انتخابه".

وبحسب بيلار، يواجه نتنياهو نفسه الكثير من المشاكل السياسية الداخلية. فقد حطم هجوم حماس الصورة التي زرعها رئيس الوزراء منذ فترة طويلة باعتباره حارس الأمن الإسرائيلي، وانعكس هذا في استطلاعات الرأي التي أعقبت الهجوم مباشرة، وأظهرت انخفاضا في دعم الإسرائيليين لنتنياهو وحزبه الليكود. لإنقاذ موقفه السياسي، يملك نتنياهو الحافز القوي لمواصلة الهجوم المدمر على غزة وتجاهل المناشدات الأميركية في ما يتعلق بضبط النفس في العمليات العسكرية أو السعي إلى حل سياسي ينص على حق الفلسطينيين في تقرير المصير. استؤنفت اتهامات الفساد الموجهة ضد نتنياهو مؤخراً بعد توقف لأسابيع بسبب هجوم حماس والحرب. وتوفر هذه المشكلة القانونية دافعاً إضافياً لنتنياهو لمواصلة حرب تصرف الانتباه عن كل شيء آخر

احتكاك إيجابي
يقول بيلار: "الاحتكاك مع إدارة بايدن ليس سلبياً بالنسبة لنتنياهو، بل هو إيجابي، إذ يظهر تصميم رئيس الوزراء الإسرائيلي على الوقوف في وجه أي ضغوط أميركية للسماح بإقامة دولة فلسطينية. فضلاً عن ذلك، لا تزال المساعدات العسكرية الأميركية تتدفق على تل أبيب، والديناميكيات داخل السياسة الأميركية التي حافظت دائمًا على تدفق المساعدة تمنع بايدن من وضع شروط لهذا الدعم". يضيف: "مؤكد أن نتنياهو سيكون سعيدًا برؤية دونالد ترمب متفوقًا على بايدن في انتخابات 2024 الرئاسية الأميركية. وعلى الرغم من إظهار بايدن كل الدعم لإسرائيل، فإن هذا الدعم لا يرقى بعد إلى مستوى ’الهدايا‘ التي حصلت عليها إسرائيل من ترمب، من نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتلة، وتقديم خطة سلام تجعل من الفلسطينيين أتباعًا لإسرائيل، وتحرمهم دولتهم الخاصة".

كان التحالف السياسي بين ترمب ونتنياهو واسع النطاق، "إلى درجة ظهور كل منهما في إعلانات الحملة الانتخابية للآخر"، كما يقول بيلار، مضيفًا: "لنتنياهو سجل طويل في إحراج بايدن. فبعد ساعات فقط من زيارة بايدن، بصفته نائب الرئيس، لإسرائيل في عام 2010 وإعلان الدعم الأميركي غير المشروط لأمن إسرائيل، أعلنت حكومة سابقة بقيادة نتنياهو عن بناء مستوطنات يهودية في القدس الشرقية. وبعد أن أصبح بايدن رئيسًا في عام 2021، زعم أن بايدن نام أثناء اجتماعه مع نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت".

ويختم بيلار مقالته بالقول: "إذا خسر بايدن الانتخابات الأميركية في العام المقبل، فلأسباب عديدة، أحدها احتضانه نتنياهو الذي لا يأبه للمصالح الأميركية ولا لآفاق بايدن السياسية".

المصدر: "ناشونال إنترست"