فاتري (فرنسا): هبطت في مطار بومباي في غرب الهند فجر الثلاثاء طائرة ركاب أوقفتها السلطات الفرنسية لمدة خمسة أيام بشبهة أنّ ركابها الهنود ضحايا عمليات إتجار بالبشر، بحسب موقع فلايت رادار 24 المتخصص بتعقب الرحلات الجوية.

والطائرة وهي من طراز إيرباص إيه340 كانت قد أقلعت من دبي متّجهة إلى ماناغوا وعلى متنها 303 ركاب هنود، وفي طريقها إلى عاصمة نيكاراغوا توقفت في مطار فاتري الصغير قرب ريمس (150 كلم شرق باريس) للتزوّد بالوقود.

وأثناء توقّفها التقني هذا ورد إلى السلطات الفرنسية بلاغ بأنّ ركّاب الطائرة يمكن أن يكونوا ضحايا عمليات إتجار بالبشر فتقرّر منعها من التحليق.

وبحسب مصدر مطّلع على التحقيق فإنّ هؤلاء الهنود هم على الأرجح عمّال في الإمارات خططوا على ما يبدو للتوجّه إلى أميركا الوسطى لمحاولة دخول الولايات المتحدة أو كندا بطريقة غير قانونية.

والطائرة تابعة لشركة طيران رومانية صغيرة هي "ليجند إيرلاينز" وقد هبطت في مطار بومباي في الساعة الرابعة من فجر الثلاثاء (22,30 ت غ الإثنين).

وعاد كل الركاب الهنود الذي كانوا على متن الطائرة باستثناء 27 راكباً، اثنان منهم تشتبه السلطات في أنّهما مهرّبا بشر والبقية تقدّموا بطلبات لجوء في فرنسا وبين هؤلاء خمسة قاصرين.

ولم توجّه السلطات اتّهامات لهذين الهنديين المولودين في 1984 و2000 واللذين أوقفا بشبهة تهريب البشر، إذ منحتهما وضع شاهدين مساعدين وأطلقت سراحهما بعد أن استجوبهما قاضي تحقيق في باريس.

وطلبت النيابة العامة في بادئ الأمر إيداعهما الحبس الاحتياطي، لكنّهما أُبلغا بوجوب مغادرتهما الأراضي الفرنسية، وفق ما قال محامون لفرانس برس.

وأشادت سالومي كوهين، محامية أحد المتهمين، بقرار قاضي التحقيق "الذي لم يخضع لضغوط التغطية الإعلامية لهذه القضية".

ويرتبط التحقيق القضائي بشبهات المساعدة على الدخول والإقامة غير القانونية لأجانب في البلاد ضمن عصابة منظمة والمشاركة في منظمة إجرامية، بحسب النيابة العامة.

وذكر مصدر مقرب من التحقيق أنه لم يتم قبول تصنيف الإتجار بالبشر في هذه المرحلة نظرا إلى أن ركاب الطائرة صعدوا طوعاً على متنها على ما يبدو.

ورفع القضاء قرار مصادرة الطائرة الأحد وعملت السلطات بعدها على "استصدار التصاريح اللازمة" لإقلاعها.

وكان من المقرر أن تتوقف الطائرة لأسباب تقنية لمدة ساعة واحدة في فاتري وهو الوقت اللازم للتزوّد بالوقود خلال رحلة من دبي إلى ماناغوا حيث أفاد ركاب أمام السلطات القضائية الأحد أنهم أرادوا الذهاب في رحلة سياحية.

لكن الطائرة مُنعت من الإقلاع بعدما وصل "بلاغ من مجهول" أفاد بأن الركاب "يرجّح بأنهم ضحايا تهريب بشر" من قبل عصابة منظّمة، وفق ما أفاد مكتب النائب العام في باريس فرانس برس الجمعة.

وقالت جنفييف كولا، المنسقة في منظمة كاريتاس الإغاثية الكاثوليكية لفرانس برس الأحد "لا نعرف ما إذا كان الأمر يتعلق بالاتجار بالبشر أم تهريب مهاجرين... لكن لمدة ثلاث ليال وثلاثة أيام تم احتجاز 303 أشخاص من رجال ونساء وأطفال، كانوا في مرحلة عبور في المطار".

واعتبرت أن ذلك "أمر يدعو للاستغراب".

ووفرت السلطات أسرّة فردية ومراحيض وحمامات، بالإضافة إلى منطقة "للعائلات" لضمان الخصوصية.

لكن نقيب المحامين في شالون أون شامباني فرانسوا بروكورور أعرب عن قلقه بشأن "الظروف المعيشية الصعبة والسيئة" في هذه المنطقة التي أقيمت بموجب قرار اصدرته قيادة الشرطة.

وشكّك القضاء الأحد في شرعية احتجاز الركاب في منطقة الانتظار، معتبراً أنه غير قانوني بالنسبة لأول ثلاثة ركاب استجوبهم قاضي الحريات والاحتجاز.

وجاء في منشور للسفارة الهندية في فرنسا على منصة إكس "شكرا للحكومة الفرنسية ومطار فاتري على حلّ المسألة سريعاً".