يقول خبير صيني إن من وراء الخطوة الحوثية بقصف السفن المتصلة بإسرائيل ومنعها من عبور باب المندب ثلاثة أهداف استراتيجية

إيلاف من بيروت: امتد تأثير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى البحر، حيث تعرضت العديد من السفن التجارية لهجوم حوثي في مياه البحر الأحمر، فأعلن عدد من شركات الشحن العملاقة، بما في ذلك شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن (MSC)، وميرسك، وسي إم إيه سي جي إم، وهاباج لويد، تعليق رحلاتها في البحر الأحمر.

تصل الحصة التراكمية للشركات الأربع المذكورة أعلاه في سوق شحن الحاويات العالمي إلى 53 في المئة، وبالتالي، منع الحوثيون أكثر من من نصف الشحن الدولي من عبور البحر الأحمر.

يقول الخبير الصيني يانغ تشن، نائب مدير مركز أبحاث شمال شرق آسيا في جامعة شنغهاي للعلوم السياسية والقانون، إن من وراء الخطوة الحوثية ثلاثة أهداف استراتيجية.

أهداف استراتيجية
أولاً، الوقوف بوجه السيطرة الأميركية على محيطات العالم. بحسب تشن، لا يهاجم الحوثيون السفن التجارية لإظهار عجز الولايات المتحدة عن السيطرة على البحر الأحمر فحسب، لكن أيضًا لإخبار العالم أن "قدرة الولايات المتحدة على توفير الأمن البحري تراجعت، وهي بالتالي لا تستحق أن تكون قوة بحرية مهيمنة".

ثانياً، دعم حماس بضرب الاقتصاد الإسرائيلي. فالهجوم الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر "لا يمنع إسرائيل من الحصول على موارد من العالم الخارجي فحسب، بل يضرب الاقتصاد الإسرائيلي ويؤثر بشكل أكبر على مصادر إنفاق تل أبيب الحربي"، كما يقول تشن، مرددًا بذلك المعزوفة الحوثية المدعومة من إيران.

ثالثًا، تحصيل رأس مال سياسي. يقول تشن: "الحوثيون يمثلون منظمة متمردة في اليمن. في 28 فبراير 2022، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 2624، الذي عرّف الحوثيين المسلحين في اليمن بأنهم يشكلون منظمة إرهابية، ووسع العقوبات ضدهم. يملك الحوثيون قوة عسكرية قوامها 200 ألف جندي، لكنهم لم يتمكنوا أبدًا من انتزاع اعتراف العالم بهم". يضيف الخبير الصيني: "في الشرق الأوسط، تعتبر المقاومة المسلحة لإسرائيل صحيحة سياسيا، ويأمل الحوثيون في الحصول على رأس مال سياسي من خلال هذه الخطوة وتمهيد الطريق لاعتراف المجتمع الدولي بهم في المستقبل".

تغييرات في النمط الاستراتيجي
بحسب الخبير الصيني نفسه، استمرار تفاقم أزمة البحر الأحمر قد يؤدي إلى تغييرات في النمط الاستراتيجي للقوة البحرية العالمية. فإن هجمات الحوثيين على السفن التجارية ستدفع بالولايات المتحدة إلى الرد، "ولهذا أعلن وزير الدفاع الأميركي في البحرين تعاون الولايات المتحدة مع دول أخرى لإطلاق عمليات مرافقة و تسيير دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن"، معددًا: المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.

وينسب الخبير الصيني إلى مسؤول أميركي لم يكشف عن هويته قوله إن دولًا أخرى وافقت على الانضمام إلى عملية تأمين الملاحة في البحر الأحمر، لكنها لم ترغب في الكشف عن هويتها. وقالت وسائل إعلام أميركية إن فرقة العمل 153 التي تم تشكيلها في أبريل الماضي ستؤدي عملية المرافقة في البحر الأحمر.

إلى ذلك، يضيف الخبير الصيني: "تؤدي أزمة البحر الأحمر إلى تفاقم الصراعات بين الولايات المتحدة وإيران. فإذا هاجمت الولايات المتحدة الحوثيين في اليمن، فهذا سيجعل الوضع غير مواتٍ للولايات المتحدة. وهذه هي المعضلة الأكبر التي تواجههاواشنطن وحلفائها، وهي عواقب الهيمنة التي يجب على الولايات المتحدة أن تعاني منها بمفردها".

المصدر: "الصين.نت"