تقوم إسرائيل بتوسيع هجومها البري على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في وسط قطاع غزة، في الوقت الذي تحذر فيه من أن الحرب مع حماس سوف تستمر لعدة أشهر.

وقد أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ بعد أن أفادت التقارير أن الغارات الإسرائيلية أدت إلى مقتل عشرات الأشخاص في مخيمات البريج والنصيرات والمغازي في الأيام الأخيرة. ويتواصل القتال العنيف أيضاً جنوباً في مدينة خان يونس.

في غضون ذلك، وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما يحدث في غزة بأنه "يتجاوز حرب الإبادة".

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 195 شخصاً على الأقل قتلوا في أنحاء القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وقُتل أكثر من 21,100 شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، خلال 11 أسبوعاً من القتال، وفقاً للوزارة.

اندلعت الحرب نتيجة لهجوم غير مسبوق عبر الحدود شنه مسلحون من حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقُتل فيه ما لا يقل عن 1200 شخص - معظمهم من المدنيين - واحتُجز حوالي 240 آخرين كرهائن.

ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مسؤولين محليين وشهود عيان قولهم إن عشرات المدنيين قتلوا بينما واصلت إسرائيل ضرباتها في أنحاء غزة خلال الليل.

ووردت أنباء عن قصف عنيف في المنطقة الوسطى، خاصة في مخيمات البريج والمغازي والنصيرات.

وفي النصيرات، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلي عائلتي ناصر وحزوقي، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة العشرات، بحسب وكالة وفا الرسمية.

وذكرت وكالة أنباء صفا التابعة لحركة حماس أيضا أن خمسة أشخاص قتلوا في غارة على مدرسة للبنات في المغازي.

في غضون ذلك، قال سكان لوكالة رويترز للأنباء إن قتالاً عنيفاً يدور شرق وشمال منطقة البريج وفي قرية جحر الديك القريبة.

إسرائيل
EPA
أمرت إسرائيل بإخلاء مناطق في وسط غزة حيث تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 150 ألف شخص يعيشون فيها

ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي، لكن المتحدث باسمه، الأميرال دانيال هاغاري، قال للصحفيين مساء الثلاثاء، إن قواته "وسعت نطاق القتال ليشمل المنطقة المعروفة باسم المعسكرات المركزية".

كما كرر الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء أمره للسكان بمغادرة أكثر من اثنتي عشرة منطقة مركزية تمتد من محيط غزة-إسرائيل إلى الساحل، بما في ذلك مخيمي البريج والنصيرات.

ووفقا للأمم المتحدة، كانت المناطق المتضررة موطناً لنحو 90 ألف شخص قبل الحرب، وهي تضم الآن أيضاً ستة ملاجئ تستضيف نحو 61,000 نازح، معظمهم من الشمال.

وقد طُلب من السكان الانتقال فوراً إلى الملاجئ في بلدة دير البلح القريبة، والتي تكافح للتعامل مع مئات الآلاف من النازحين.

وأعرب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يوم أمس الثلاثاء، عن قلقه البالغ إزاء استمرار قصف المنطقة الوسطى ومخيماتها المكتظة بالسكان، نقلاً عن تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود أفاد بأن مستشفى الأقصى في دير البلح استقبل 131 قتيلا، بعد الغارات الإسرائيلية على المغازي والبريج يوم الأحد.

كما حذر المكتب من "الوضع الإنساني المتفاقم والكارثي بالفعل"، قائلا إن جميع الطرق التي تربط المخيمات الثلاثة قد دُمرت وأن أي ملاجئ ومستشفيات لا تزال تعمل تعاني من الاكتظاظ الشديد ونقص الموارد".

وقالت امرأة فلسطينية تعيش في المملكة المتحدة، اسمها آلاء، لبي بي سي إن عائلتها كانت في المغازي أثناء غارات يوم الأحد وكانوا "يضطرون للعيش وسط فقدان وخوف مستمرين".

وأضافت: "عايشنا انتشال الناس من تحت الأنقاض وفقدان الأصدقاء وأفراد الأسرة والتشريد وفقدان المنازل، واضطر ابن أخي البالغ من العمر أربع سنوات إلى المغادرة مع عائلتي في ذلك اليوم وكان يبكي ويسأل عن والده الذي قُتل قبل شهر".

هرتسي
Reuters
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إن قواته ستصل إلى قيادة حماس، سواء استغرق الأمر أسبوعاً أو أشهراً

وحذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، من أن القتال مع حماس يدور في "منطقة معقدة" وبالتالي "سيستمر لعدة أشهر أخرى".

وأضاف: "لا توجد حلول سحرية أو طرق مختصرة للتفكيك الأساسي لمنظمة إرهابية، باستثناء القتال المستمر والحازم، ونحن عازمون بحزم".

وأضاف: "سنصل أيضاً إلى قيادة حماس، سواء استغرق الأمر أسبوعاً أو أشهراً".

وكان يتحدث وسط مؤشرات جديدة على تصاعد التوترات الإقليمية مع حوادث مرتبطة بالجماعات المدعومة من إيران في البحر الأحمر وعلى الحدود اللبنانية وفي العراق.

وفي أول مقابلة له منذ بداية الحرب قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الحرب لم يسبق لها مثيل في التاريخ الفلسطيني.

وقال لقناة أون تي في المصرية: "ما يحدث في الأراضي الفلسطينية هو أبعد من الكارثة وأكثر من مجرد إبادة جماعية، لم يشهد الفلسطينيون شيئاً كهذا من قبل".

وأضاف: "حتى خلال كارثة النكبة عام 1948، ما يحدث اليوم أسوأ بكثير"، في إشارة إلى حرب الشرق الأوسط التي أعقبت إعلان إسرائيل استقلالها عام 1948، عندما فر مئات الآلاف من الفلسطينيين أو أُجبروا على ترك منازلهم.

وحذر عباس أيضاً من أن الضفة الغربية يمكن أن تنهار في أي وقت.

وقُتل ستة فلسطينيين، بينهم فتى يبلغ من العمر 17 عاماً، يوم الأربعاء، في غارة إسرائيلية على مخيم للاجئين بالقرب من مدينة طولكرم غربي الضفة الغربية، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.