شيكا (اليابان): شكل المئات من سكان بلدة شيكا اليابانية التي ضربها الزلزال طوابير في ظل الطقس البارد بانتظار الحصول على مياه الشرب التي باتت شحيحة.

وامتد الطابور إلى خارج مبنى البلدية ومحيطه متجاوزا الحجارة التي اقتلعتها من الأرض سلسلة هزّات قوية وقعت يوم رأس السنة.

انقطعت المياه عن العديد من المنازل فيما ضربت هزّات ارتدادية شيكا وبلدات أخرى في منطقة إيشيكاوا (وسط) بعد زلزال أول بلغت قوته 7,5 درجات.

وكان تسوغوماسا ميهارا من بين الأشخاص الذين وقفوا ينتظرون الحصول على مخصصاتهم من المياه (ستة لترات) وأكد لفرانس برس أن الهزة القوية لم تكن تشبه أي حدث شهده من قبل.

وروى الرجل البالغ 73 عاما أنه أعطى أحفاده الهدية النقدية التقليدية لمناسبة رأس السنة وكان يأخذ قيلولة عندما أيقظه الزلزال.

وقال "شعرت بالعجز التام.. كل ما كان بإمكاني القيام به في تلك اللحظة كان الصلاة على أمل انتهائه قريبا".

أدى الزلزال إلى تناثر الأطباق المحطمة في مطبخه، لكن أحدا من أفراد عائلته لم يتعرّض إلى الأذى ولم تنقطع الكهرباء عن منزله. وقال إن "المشكلة هي المياه" حاليا.

وانتظرت يوكو (58 عاما) أيضا الحصول على المياه التي وزّعها مسؤول يضع كمامة ويرتدي سترة زرقاء في عبوات بلاستيكية صغيرة.

وقالت "كنت في الطابق الثاني أشاهد التلفزيون عندما ضرب الزلزال"، مضيفة أنها اضطرت للإمساك بالشاشة لمنع سقوطها.

وأضافت "شعرت بالخوف على حياتي بكل تأكيد، لكن لم يكن بإمكاني الهرب لأنني أعيش مع عائلتي".

"الأسوأ على الإطلاق"
أدت سلسلة الزلازل إلى انهيار مبان كبيرة وتسببت بموجات تسونامي تجاوز ارتفاعها المتر فيما اندلعت نيران هائلة في مدينة واجيما، دمّرت جزءا من منطقة تضم سوقا.

وبحلول الثلاثاء، تأكد مقتل 48 شخصا على الأقل في الكارثة التي خلّفت تصدّعات عميقة في الإسمنت وأدت إلى انهيار منازل خشبية بالكامل لم يبق منها غير أسقفها على الأرض.

وبعد الهزّة الرئيسية يوم رأس السنة، وهو عطلة رسمية في اليابان تتجمّع خلالها الأسر، دُعي سكان المناطق الأكثر تضررا إلى إخلائها فيما حذّرت السلطات من موجات تسونامي كبيرة محتملة.

وساد الصمت في منطقة قرب شيكا لا يسمح للمركبات بدخولها، حيث شاهد صحافيو فرانس برس سيارة مهجورة عالقة في صدع في الشارع.

واصطف السكان خارج متاجر التسوق لتخزين المستلزمات، لكن بعض المتاجر أغلقت أبوابها بسبب عدم تلقيها إمدادات.

وكُتب على لافتة في أحد المتاجر "نحن مغلقون اليوم. تم إجلاؤنا".

وكانت جهود إنقاذ تجري إذ حاول عمال بناء إصلاح التصدّعات في الطرقات باستخدام معدات ثقيلة فيما سارعت مركبات الجيش والشرطة إلى الموقع.

وتجمّع أفراد عائلة من أجداد وأطفال خارج منزل خشبي تقليدي في واجيما.

ووصفت الوالدة أكيكو (46 عاما) الزلزال بأنه "قوي وعنيف" وقالت إن العائلة لم تتمكن من العودة إلى منزلها لأن الطرقات مغلقة.

وقالت "حتى وإن تمكنا من العودة إلى المنزل، لا أعتقد ان الأمور يمكن أن تعود إلى طبيعتها في أي وقت قريب" نظرا إلى الشح في الأساسيات مثل المياه.

ويتوجّه أفراد العائلة وجيرانهم إلى مركز إجلاء قريب لقضاء حاجاتهم مستخدمين أكياسا بلاستيكية وضعت في دورات المياه يتم استبدالها يدويا من قبل السكان لدى امتلائها.

وقالت أكيكو "أشعر بالقلق من إمكانية التعرّض إلى التهابات".

وأفادت أن مطلع العام 2024 "سيبقى محفورا في ذاكرتي إلى الأبد".

وتابعت أن ما حصل "ذكّرني بمدى قيمة عيش حياة طبيعية".

وأكدت "شهدنا الأسوأ على الإطلاق، لذا.. سأعمل الآن على المضي إلى الأمام سعيا لاستعادة حياتنا".