جدد رئيس وزراء السودان السابق عبد الله حمدوك، اليوم الأربعاء، دعوته لقيادة الجيش السوداني إلى لقاء عاجل لبحث سبل وقف الحرب في البلاد، وانقاذها من التفتت، فيما قال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار إن اجتماع البرهان وحميدتي المرتقب في جيبوتي سيناقش مخرجات اتفاق جدة.

شروط
والبحث في ما توصل إليه الفريقان في اتفاق جدة يعني خروج قوات الدعم السريع من المدن والمساكن والمقرات التي احتلها، على أن تلي ذلك مراحل تفاوضية أخرى لوقف الحرب.

وفي حديثه لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، أشار عقار إلى أن موعد لقاء جيبوتي بين البرهان وحميدتي لم يتحدد بعد منذ أعلنت منظمة إيغاد عن إلغاء الاجتماع الذي كان مقررًا في نهاية الشهر الماضي.

وإذ أكد عقار على تمسك الجيش بشروطه، قال: "سنناقش في جيبوتي تنفيذ اتفاقية جدة، أي خروج الدعم السريع من المساكن ومن المقرات ومن المؤسسات الخدمية المتواجدين فيها ومن المدن، بما في ذلك مدينة ود مدني، وأيضا المدن التي يحتلونها في دارفور".
تابع: "إذا تم تنفيذ هذه الخطوات ستكون هناك مرحلة ثانية وثالثة ورابعة، وما زال أمامنا فترة زمنية لوقف الحرب وفترة زمنية أخرى لإنهائها".

إعلان "أديس أبابا"
كانت قوات الدعم السريع وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) قد أعلنتا أمس الثلاثاء توقيع إعلان "أديس أبابا" في العاصمة الإثيوبية من أجل وقف الحرب في البلاد.
وبهذا الإعلان، ستكون قوات الدعم السريع مستعدة لوقف الأعمال العدائية بشكل فوري وغير مشروط عبر التفاوض المباشر مع الجيش السوداني.

وقال الإعلان إن مشروع خارطة الطريق وإعلان المبادئ يشكل "أساسا جيدا لعملية سياسية تنهي الحرب في السودان"، مضيفا أن (تقدم) ستطرح التفاهمات المتفق عليها مع قوات الدعم السريع على الجيش السوداني لتكون أساسا للوصول لحل سلمي ينهي الحرب.

واعتبر عقار أن هذا الاتفاق الذي حصل في إعلان أديس ابابا هو اتفاق بين شركاء، حيث أن "تقدم" والدعم السريع شريكان، وهما جسم واحد في جسمين، ولا شيء جديد في ذلك.

كما أكد أن لا علم لدى مجلس السيادة السوداني بإجراء لقاء بين "تقدم" والحكومة السودانية، ولم تصل إليهم أي دعوة لعقد اجتماع معها.
وأضاف: لا ندري ما هي "تقدم"، لقد سمعنا عنها فقط كما سمع الجميع.
ووصف الأشخاص الذين وقعوا "إعلان أديس أبابا" مع الدعم السريع أمس بأنهم الحاضنة السياسية المعروفة للدعم السريع، والداعمين لتمرده.

قتلٌ وتشريد
واندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل نيسان بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت فيه الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليًا.

وتسبب الصراع في مقتل أكثر من تسعة آلاف وتشريد أكثر من ستة ملايين داخل السودان وخارجه، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.