تواصل الصحف العربية والإسرائيلية والبريطانية تغطيتها لحرب غزة، ونبدأ جولة الصحف لهذا اليوم من صحيفة هآرتس الإسرائيليّة، التي نشرت مقالاً بعنوان "بعد عائلات الرهائن.. حان الآن دور عائلات الجنود لزعزعة إسرائيل"، للكاتب زافي برعيل.
يرى الكاتب أنه من المرجح أن تصبح عائلات الجنود قريباً "أعداء للشعب"، وتمنع الجيش الإسرائيلي من الانتصار أو على الأقل من استكمال حملته "الانتقامية" في غزة.
ويُذكّر الكاتب بما حدث بعد عام من اندلاع حرب لبنان الأولى (مايو/أيار 1983)، بعد مقتل حوالي 500 جندي فيها، حيث شكّلت مجموعة من الإسرائيليين منظمة "آباء ضد الصمت"، والتقى ممثلون عن الحركة بوزير الدفاع آنذاك، موشيه أرينز، الذي أوضح لهم أنه يعارض بشدة انسحاب الجيش من لبنان.
وقال أرينز حينها: "إذا قمنا بإعادة الانتشار من جانب واحد فإن الإرهابيين والسوريين سيملأون الفراغ وسينشأ خط جديد للمواجهة بالقرب من الحدود" - لم يقنع آرينز الآباء الذين واصلوا نضالهم حتى يونيو/حزيران 1985.
ويقول الكاتب: "لم تُحل الحركة إلا عندما انسحب الجيش الإسرائيلي من معظم أنحاء لبنان، معتقدة أنها حققت أهدافها. استمرت الحرب، ومات الجنود، وكانت المأساة مع كارثة المروحية عام 1997، والتي قتل فيها 73 جندياً. وبعد ثلاثة أشهر، تأسست حركة الأمهات الأربع".
ويضيف: "من المهم أن نتذكر المناقشة العامة المريرة التي دارت رحاها في إسرائيل أثناء حرب لبنان الأولى، وذلك لأن تصريحات مماثلة تُسمع اليوم ضد عائلات الرهائن الـ136 المحتجزين في قطاع غزة، والذين يطالبون بعودة أحبائهم. العمليات العسكرية أيضاً بدأت تبدو وكأنها تكرار لتلك الحرب".
ويتابع أرينز قائلا: "بعد الحادث المروع الذي قتل فيه 21 جندياً، ارتفع عدد أفراد الخدمة الذين قتلوا منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة إلى 217. في حرب لبنان الأولى، بين عامي 1982 و 2000، بلغ عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي 1216. وهذا يعني أنه خلال 107 أيام بلغ عدد الجنود الذين قتلوا في إسرائيل والقطاع 44 في المئة من عدد القتلى في الحرب التي استمرت 18 عاما".
وينهي قائلاً: "إسرائيل التي 'صحت' في أكتوبر/تشرين الأول دخلت في سبات، وعلمتنا حرب لبنان الثانية أن الحركة الاحتجاجية لا يمكنها الانتظار حتى يتوقف القتال. وقد تعلم أهالي الرهائن هذا الدرس جيداً؛ والآن حان الوقت لكي تطرح عائلات الجنود أيضاً أسئلة محددة وتصر على الحصول على إجابات حقيقية".
"الحوثيون ليسوا جماعة يمكن قصفها حتى الانقراض"
وإلى صحيفة الغارديان البريطانية، ومقال بعنوان "الحوثيون ليسوا جماعة يمكن قصفها حتى الانقراض – وإليكم السبب" للكاتبة أمل سعد.
ترى الكاتبة أن "محور المقاومة" هو أكثر من مجرد مجموعة من الجماعات المدعومة من إيران، بل هو تحالف أيديولوجي، وأن الحرب التي شنها هذا المحور ضد إسرائيل والولايات المتحدة تمثل "المرة الأولى في التاريخ التي يبادر فيها تحالف من الجهات الفاعلة غير التابعة لدولة معينة للدفاع بشكل جماعي عن جهة فاعلة أخرى غير تابعة لدولة ما، وهي حماس على وجه التحديد".
وترى الكاتبة أنه بدلاً من الاعتراف بهذه الجماعات وبأن لها دوافع ومصالح خاصة بها، تواصل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل تحويلها إلى "شبكة عابرة للحدود الوطنية من وكلاء إيران" الذين يعتقدون أنه يمكن تهديدهم وقصفهم لإجبارهم على الاستسلام، وهذا يشكل "سوء فهم" أساسي، بوجهة نظر الكاتبة، للديناميكيات داخل المحور والوحدة التي لا تتزعزع بين أعضائه، وكل هذا من شأنه أن يجعل تدخل القوى الغربية في المنطقة أكثر تكلفة.
وتقول: "على عكس التحالفات الغربية التقليدية، التي يتم إنشاؤها خصيصاً من قبل دول ذات تفكير مماثل لمحاربة تهديد مشترك دون أي التزامات طويلة الأجل، بدأ محور المقاومة للتحول إلى تحالف في زمن الحرب".
وتضيف: "منذ إنشاء المقاومة، كان ما يربط الأعضاء الأساسيين معاً هو توفير الدعم العسكري والسياسي المتبادل لمواجهة إسرائيل. وبينما زودت إيران حزب الله وحماس وغيرهما من الجماعات الفلسطينية بالمساعدات العسكرية والمالية الطويلة الأمد، عرضت سوريا أراضيها كطريق إمداد آمن لحزب الله وكملاذ آمن لقادة حماس. ومن جانبه، قدم حزب الله التدريب الفني والعسكري لحماس، بما في ذلك الخبرة في صنع القنابل والأنفاق، وقام بالتعاون مع إيران بتهريب تكنولوجيا تصنيع الأسلحة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة".
وتتابع: "وفي عام 2013، شكل المحور أول تحالف له في زمن الحرب، لدعم الدولة السورية. وتدخل حزب الله رسمياً في تلك الحرب وأقنع إيران بنشر حرسها الثوري في سوريا، في حين حذت وحدات الحشد الشعبي المشكلة حديثاً حذوها، مما أدى إلى توسيع المحور"، بحسب سعد.
وتقول: "وما يجعل هذا المحور تحالفاً متماسكاً هو ركائزه الأيديولوجية العميقة وأهدافه الإستراتيجية المشتركة. وتشترك جميع الجهات الفاعلة فيها في أجندة مناهضة للإمبريالية ومعادية للصهيونية، مع اعتبار القضية الفلسطينية نقطة التركيز. واليوم، تشترك في هدفين مشتركين: إرغام إسرائيل على وقف إطلاق النار غير المشروط في غزة، وطرد القوات الأمريكية من العراق وسوريا".
"غزة بين هستيريات جزيرة كاتس ودموع تماسيح بروكسل"
وإلى صحيفة "القدس العربي"، التي نشرت مقالاً بعنوان "غزة بين هستيريات جزيرة كاتس ودموع تماسيح بروكسل".
يقول الكاتب/ة إن الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي انعقد في بروكسل مؤخراً، أسفر عن مبادرة لمواجهة الوضع المتفجر في غزة، البعض أطلق على ذلك التحرك تسمية "ورقة مناقشة" داخلية وزعت على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والبعض اختار لها صفة "خطة سلام" مكونة من 12 نقطة.
ويوضح قائلاً: "الخطة ترتكز أساساً على حلّ الدولتين، وتنصّ بالحرف على أنه 'لا يوجد حل شامل وموثوق سوى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل' كما تقترح عقد 'مؤتمر تحضيري للسلام' يشترك في تنظيمه الاتحاد الأوروبي ومصر والأردن والسعودية وجامعة الدول العربية وتدعى إليه الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وتشدد على أن ذلك المؤتمر سوف ينعقد 'حتى لو رفض الإسرائيليون أو الفلسطينيون المشاركة فيه' ".
ويتساءل: "ما جدوى عقد مثل هذا المؤتمر في ظل احتمالات فشل معلن مسبقاً بسبب احتمال غياب فريقَيْ النزاع، الفلسطيني والإسرائيلي؟ وحتى لو حضر الطرفان فما الفائدة من جلسات المؤتمر وتوصياته إذا كان الائتلاف الإسرائيلي الحاكم الراهن يرفض فكرة الدولة الفلسطينية جملة وتفصيلاً؟ وأيّ معنى في مشاركة الولايات المتحدة، إذا كان تمسك البيت الأبيض بحلّ الدولتين يُجابه يومياً برفض إسرائيلي رسمي قاطع يبلغ أحياناً مستوى السخرية؟"
ويضيف: "ولعل أولى البوادر على وأد هذه الخطة الأوروبية جاءت من وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي اقترح على نظرائه الأوروبيين فكرة تهجير سكان قطاع غزة إلى 'جزيرة صناعية تكون وطناً بديلاً للفلسطينيين' فكان بذلك لا يستغفل عقولهم فقط، بل يصفع ملكاتهم العقلية ويرسل خططهم بصدد المؤتمر المقترح إلى أقرب سلة مهملات في القاعة ذاتها التي شهدت اجتماعه بممثلي الاتحاد الأوروبي"، بحسب كاتب المقال.
ويختم متسائلاً: "فأي مهزلة هذه التي تزعم صناعة السلام، اعتماداً على هستريات كاتس عن الجزر الصناعية، ودموع تماسيح الاتحاد الأوروبي؟"
التعليقات