إيلاف من بيروت: أغارت الطائرات الأميركية على أهداف في غرب العراق ومحافظة دير الزور شرق سوريا، مستهدفة مقار فصائل مسلحة موالية لإيران ومستودعات أسلحتها وصواريخها، رداً على هجوم بمسيرة على قاعدة البرج 22 في الأردن الأحد الماضي، وسقوط 3 جنود أميركيين وجرح 34 آخرين.

بحسب القيادة الأميركية في المنطقة الوسطى، استهدفت الغارات الأميركية ليل الجمعة – السبت 85 هدفاً في العراق وسوريا، تابعة للميليشيات الإيرانية، بينها سبع منشآت تابعة لميليشيات مرتبطة بالهجوم على القاعدة في الأردن، أي كتائب حزب الله العراقية.

تولت الإغارة على هذه المواقع قاذفات استراتيجية من نوع B1، أطلقت 125 صاروخًا ثقيلًا دقيق التوجيه، لتصيب منشآت ومواقع لعمليات قيادة ومراكز استخبارات وتخزين صواريخ وقذائف وطائرات بدون طيار، تابعة لفصائل مسلحة مدعومة من إيران ولفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

بلا توقف
قال دوغلاس سيمز، مدير العمليات الأميركية المشتركة، إن قاذفات B-1 التي شاركت في الضربات انطلقت "في رحلة بدون توقف" من الولايات المتحدة، مؤكدًا على دقة ضرباتها.

لكن ثمة تصريحات متداولة تفيد بأن القاذفات انطلقت من قاعدة لاكنهيث الجوية في بريطانيا، من دون أي تأكيد رسمي لتلك المعلومات.

وأخبر سيمز شبكة سي أن أن الأميركية: "المؤشرات الأولية تشير إلى أننا ضربنا بالضبط ما أردنا ضربه، مع عدد من الانفجارات الثانوية المرتبطة بالذخيرة والمواقع اللوجستية التي استهدفتها الغارات"، مضيفًا أن القيادة الأميركية توقعت سقوط ضحايا عندما اختارت أهدافها.

الحدود بين العراق وسوريا التي استهدفتها الجولة الأولى من القصف الأميركي (Google Maps)

في سوريا
شنت الطائرات الحربية الأميركية غاراتها على مواقع للميليشيات الإيرانية في دير الزور وريفها، بدأت عند الساعة 12 صباحًا بالتوقيت المحلي. وبحسب موقع "فرات بوست"، قصفت هذه الطائرات مواقع للميليشيات الإيرانية قرب قلعة الرحبة في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي، إضافة إلى نقاط عسكرية في مزارع الحيدرية والهاشمية ببادية المدينة. وتعتبر مزارع الحيدرية أحد أهم معاقل الميليشيات الإيرانية في مدينة الميادين، إذ تضم مستودعات أسلحة وذخيرة ومعسكرات تدريب.

كما قصفت الطائرات مواقع للميليشيات قرب الفرن الآلي على طريق بور سعيد وسط مدينة دير الزور، ومواقع أخرى قرب مطار دير الزور العسكري، إضافة إلى موقع في حويجة صكر.

في ريف المدينة الغربي، دمرت الطائرات مستودعات أسلحة في قرية عياش، التي تحوي أكبر مستودعات أسلحة للميليشيات في دير الزور، كما قصفت موقعًا آخر في بلدة التبني، وفقًا لموقع "فرات بوست".

إلى ذلك، طال القصف الأميركي مواقع للميليشيات في مدينة البوكمال شرقي دير الزور، منها مقر لحزب الله اللبناني في حي الصناعة، وآخر لحزب الله العراقي في منطقة حميضة قرب الحدود السورية - العراقية.

إلى ذلك، كشفت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتباك كبير في صفوف الميليشيات الموالية لإيران، "نظرًا إلى نقص المعلومات الاستخباراتية لديها عن الأماكن المتوقعة للاستهداف، ومدى جاهزية الميليشيات لاستيعاب حجم الضربة الأميركية المتوقعة خلال الساعات المقبلة، في ما تم اتخاذ إجراءات بحسب الإمكانيات المتاحة، بينما تفتقر الميليشيات لأي خطة لمواجهة الهجوم الأميركي في حال كان واسع النطاق".

أضاف المرصد: "وفقا للمصادر، يتم التواصل بين هذه المجموعات والقيادات عبر مجموعات تطبيقي واتساب وتلغرام، من دون الاعتماد على وسائل التواصل العسكرية خوفا من الاختراق".

في العراق
ركزت الغارات الأميركية التي استهدفت العراق على مناطق حدودية مع سوريا، وتحديدًا القائم حيث تنتشر الفصائل المسلحة والميليشيات الإيرانية، والعكاشات في الأنبار حيث مراكز الحشد الشعبي.

ونسبت "فرانس برس" إلى مسؤول في الداخلية العراقية، طلب عدم كشف هويته، قوله: "تم استهداف أحد مقار الفصائل المسلحة ضمن منطقة القائم، وهو مخزن للسلاح الخفيف بحسب معلومات أولية، وقد سقط في هذا الاستهداف ثمانية عناصر".

استهدفت غارة ثانية مركز قيادة لعمليات الحشد الشعبي في منطقة العكاشات المحاذية للحدود.

وقال مسؤول في الحشد الشعبي لـ "فرانس برس" إن غارة استهدفت موقعا لكتائب حزب الله العراقية في منطقة القائم.

بيان سوري
تعليقًا على الغارات، أصدرت وزارة الدفاع السورية بيانًا نشرته على حسابها في فيسبوك قالت فيه أن الهجمات الأميركية بشرق سوريا استهدفت منطقة يحارب فيها الجيش بقايا تنظيم داعش، "وهذا يؤكد أن الولايات المتحدة وقواتها العسكرية متورطة ومتحالفة مع هذا التنظيم، وتعمل لإعادة إحيائه ذراعاً ميدانياً لها سواء في سوريا والعراق بكل الوسائل"، مضيفة أن "سيطرة القوات الأميركية على أجزاء من الأراضي السورية احتلال لا يمكن أن يستمر".

وتابع البيان أن الجيش السوري عازم على تحرير كامل الأراضي السورية من كل إرهاب واحتلال"، مع الاعتراف بأن الغارات الأميركية أدت إلى مقتل عدد من المدنيين والعسكريين وإصابة آخرين بجروح وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.

وختم البيان بأن هذا "العدوان" لا مبرر له "سوى محاولة إضعاف قدرة الجيش السوري وحلفائه في مجال محاربة الإرهاب".

بيان عراقي
قال اللواء يحيى رسول، المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية، فجر السبت إن الغارات الأميركية على بلاده "انتهاك للسيادة العراقية"، متخوفًا من أن تؤدي إلى عواقب وصفها بالـ "وخيمة على أمن العراق واستقراره".

أضاف رسول في بيانه: "تتعرض مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية إلى ضربات جوية من قبل طائرات الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تأتي هذه الضربات في وقت يسعى فيه العراق جاهدا لضمان استقرار المنطقة".

وتابع قائلًا إن هذه الضربات "تعد خرقاً للسيادة العراقية وتقويضا لجهود الحكومة العراقية، وتهديدا يجر العراق والمنطقة إلى ما لايحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الامن والاستقرار في العراق والمنطقة".