الرياض: التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العاصمة السعودية الرياض، والتي وصلها الاثنين، في مستهل جولة شرق أوسطية تهدف إلى إرساء هدنة للحرب في غزة، بينما يتواصل القتال في جنوب القطاع.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن سيبحث في الرياض الجهود الإقليمية لردع هجمات الحوثيين على السفن بالبحر الأحمر، ضمن عدة ملفات.

وجرى خلال الاجتماع استعراض أوجه العلاقات الثنائية، وآفاق التعاون المشترك، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار.

وشدد بلينكن قبيل الزيارة على ضرورة "الاستجابة بشكل عاجل إلى الاحتياجات الإنسانية في غزة"، بعدما دقّت مجموعات الإغاثة مرارا ناقوس الخطر حيال التداعيات المدمّرة للحرب التي تقترب من دخول شهرها الخامس، على القطاع المحاصر.

مقترح هدنة
وتشير التوقعات إلى أن بلينكن سيناقش لدى وصوله إلى المنطقة مقترح هدنة وُضع خلال اجتماع عقده كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والمصريين والقطريين في باريس في كانون الثاني (يناير).

وأعرب مسؤولون في الولايات المتحدة عن "تفاؤلٍ حذرٍ" بأن شهوراً من الجمود ربما تفسح المجال قريباً أمام اتفاق من شأنه أن "يوقف القتال في غزة".

وينصّ المقترح الجديد على وقف القتال لمدة ستة أسابيع مبدئيا، بينما تفرج حماس عن الأسرى مقابل أسرى فلسطينيين، وفق مصدر في حماس.
لكن حماس أكدت أنه لم يتم بعد التوصل إلى أي اتفاق بينما أعرب بعض المسؤولين الإسرائيليين عن معارضتهم لأي تنازلات.

تحرك دبلوماسي
ويبدو أن التحرك الدبلوماسي بات أكثر إلحاحًا لحل الأزمة مع ازدياد الهجمات التي تشنّها مجموعات مدعومة من إيران تضامنا مع حماس في البحر الأحمر وعلى مواقع قوات التحالف في سوريا والعراق، إضافة إلى الشكاوى المتكررة من المنظمات الإنسانية التي ترفع الصوت مطالبة بمساعدة سكان غزة الذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية.

وتأتي رحلة بلينكن بعد يومين من الضربات التي شنّتها الولايات المتحدة ضد أهداف الحوثيين في اليمن، وقصف 7 مواقع في سوريا والعراق مرتبطة بميليشيات لها علاقات وثيقة مع إيران، وهو تصعيد كبير في استخدام القوة الأميركية يهدد بتوسيع نطاق الصراع الناجم عن الحرب الإسرائيلية ضد "حماس" في غزة.

وكانت الخارجية الأميركية قد قالت في بيان إن بلينكن سيسعى في جولته الدبلوماسية لحلّ المشكلات المتشابكة المرتبطة بالحرب في غزة.

يُذكر أن بلينكن صرّح قبيل مغادرته متوجها إلى الشرق الأوسط، بأن الأزمة الإنسانية ستكون من بين القضايا التي سيركز عليها.

وأوضح أنه قال لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن "التعامل بشكل عاجل مع الاحتياجات الإنسانية في غزة وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط هي أولويات نتشاركها مع السعودية".

ضرورة التحرك الدبلوماسي
وتتزامن زيارة بلينكن مع سماع دوي قصف مدفعي في مناطق شرق رفح وخان يونس، المدينة الرئيسية في غزة.

وأكد المكتب الإعلامي التابع لحكومة "حماس" بأن القصف الإسرائيلي تواصل على وسط وجنوب القطاع الساحلي، بما في ذلك على مسافة قريبة من المستشفيات.

ووفقاً لوزارة الصحة التابعة للحركة، فإن 128 شخصاً، معظمهم نساء وأطفال، سقطوا في القصف الإسرائيلي ليل الأحد الاثنين في القطاع المحاصر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي بأن جنوده واصلوا تنفيذ "غارات مستهدفة" في وسط وشمال غزة، مضيفاً أن قواته قتلت في خان يونس "عشرات الإرهابيين الذين نفّذوا كميناً ضد الجنود في أنحاء المدينة".

وتقدّم الجيش الإسرائيلي نهاية الأسبوع الماضي جنوباً باتّجاه المدينة الحدودية، محذّراً من أن قواته البرية قد تدخل رفح في إطار العملية الرامية "للقضاء" على الحركة.

وباتت رفح، التي أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق من انفجار الوضع فيها في ظل تفاقم "اليأس"، تؤوي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بعدما نزحوا جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وتفيد إسرائيل بأن عناصر "حماس" أعدّوا في خان يونس لهجوم أكتوبر، وبأن كبار المسؤولين في الحركة يختبئون في المدينة.

وبات التحرّك الدبلوماسي أكثر إلحاحاً، مع ازدياد الهجمات التي تشنّها مجموعات مدعومة من إيران، ما دفع لتنفيذ ضربات مضادة.