تعهدت طهران، التي زودت الخرطوم بطائرات بدون طيار في حربها ضد المتمردين، بإرسال سفينة حربية مقابل السماح لها بالوصول إلى ابحر الأحمر، لكن السودان رفض طلبها

إيلاف من بيروت: تضغط إيران على السودان "من دون جدوى" للسماح لها ببناء قاعدة بحرية دائمة على ساحل البحر الأحمر، "الأمر الذي يسمح لطهران بمراقبة حركة المرور البحرية في قناة السويس"، وفقًا لما تنقله "وال ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤول استخباراتي سوداني كبير.

يقول المسؤول الاستخباري أحمد حسن محمد إن إيران زودت الجيش السوداني بطائرات بدون طيار متفجرة لاستخدامها في قتاله ضد المتمردين، كما عرضت تقديم سفينة حربية تحمل مروحية إذا منح السودان الإذن بإقامة القاعدة. يضيف محمد في مقابلة: "قال الإيرانيون إنهم يريدون استخدام القاعدة لجمع المعلومات الاستخبارية. أرادوا أيضًا وضع سفن حربية هناك، والخرطوم رفضت الاقتراح الإيراني لتجنب استعداء الولايات المتحدة وإسرائيل". ورفض متحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك التعليق للصحيفة الأميركية على هذا الأمر.

تضيف الصحيفة: "من شأن قاعدة بحرية على البحر الأحمر أن تسمح لطهران بتشديد قبضتها على أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، ومساعدة المتمردين الحوثيين المتمركزين في اليمن على شن الهجمات على السفن التجارية". وتقول إيران والحوثيون إن الهجمات تهدف إلى معاقبة إسرائيل وحلفائها على القتال في غزة.

إمداد إيراني
كان للسودان علاقات وثيقة مع إيران وحليفتها الفلسطينية حماس في عهد الرئيس الراحل عمر البشير. وبعد إطاحتته في انقلاب عام 2019، بدأ زعيم المجلس العسكري في البلاد، الجنرال عبد الفتاح البرهان، تقاربًا مع الولايات المتحدة في محاولة لإنهاء العقوبات الدولية، كما تحرك لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

بحسب "وال ستريت جورنال"، يسلط طلب إيران بناء قاعدة الضوء على كيفية سعي القوى الإقليمية للاستفادة من الحرب الأهلية المستمرة منذ 10 أشهر في السودان للحصول على موطئ قدم في البلاد، التي تعد مفترق طرق استراتيجي بين الشرق الأوسط وجنوب الصحراء الكبرى الإفريقية مع خط سحلي طوله 400 ميل.

يقول محمد: "اشترى السودان طائرات بدون طيار من إيران لأننا كنا بحاجة إلى أسلحة أكثر دقة لتقليل الخسائر في الأرواح البشرية واحترام القانون الإنساني الدولي". ساعدت هذه الطائرات البرهان على عكس الخسائر التي تكبدها ضد قوات الدعم السريع، وفقًا لمسؤولين إقليميين ومحللين يتابعون القتال. وفي الأسابيع الأخيرة، استعادت الحكومة السيطرة على مناطق مهمة في الخرطوم وأم درمان.

في فبراير المنصرم، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الجيش السوداني. وقال جون غودفري، سفير الولايات المتحدة لدى السودان في ذلك الوقت، إن التقارير عن المساعدات الإيرانية للخرطوم 'مقلقة جدًا'.