إيلاف من لندن: دافعت جماعات يهودية عن المخرج الحائز على جائزة الأوسكار جوناثان غليزر الذي استخدم خطاب قبوله الجائزة لانتقاد العمل العسكري الإسرائيلي في غزة.

وخلال استلامه جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي عن فيلم الهولوكوست The Zone Of Interest، انتقد غليزر "اختطاف اليهود من قبل احتلال الاسرائيلي".

وقال للجمهور في مسرح دولبي في هوليوود بوليفارد: "لقد تم اتخاذ جميع اختياراتنا لتعكسنا وتواجهنا في الوقت الحاضر، لا أقول انظروا إلى ما فعلوه في ذلك الوقت، بل انظروا إلى ما نفعله الآن. يُظهر فيلمنا إلى أين يؤدي التجريد من الإنسانية في أسوأ حالاتها."

وأضاف كاتب السيناريو الإنكليزي، الذي أخرج أيضًا فيلم "Sexy Beast"، "نحن نقف هنا كرجال يدحضون يهوديتهم والمحرقة التي اختطفها الاحتلال الذي أدى إلى صراع للعديد من الأبرياء، سواء كانوا ضحايا 7 أكتوبر في إسرائيل أو الهجوم المستمر على غزة”.

تصفيق
وقد قوبل خطابه بالتصفيق في ذلك الوقت، ولكن سرعان ما تم إدانته من قبل مجموعات مثل رابطة مكافحة التشهير (ADL)، ومن قبل المئات من الشخصيات اليهودية البارزة في هوليوود الذين وقعوا على رسالة مفتوحة تدين كلماته.

وجاء في الرسالة: "إننا ندحض اختطاف يهوديتنا بغرض رسم معادلة أخلاقية بين النظام النازي الذي سعى إلى إبادة جنس من الناس، والأمة الإسرائيلية التي تسعى إلى تجنب إبادتها".

وقال داني كوهين، المنتج التنفيذي في The Zone Of Interest، إنه كان أحد الذين اختلفوا مع تعليقات غليزر ووصفت رابطة مكافحة التشهير خطابه بأنه "ذريعة للإرهاب".

تحذير أخلاقي

لكن جماعات يهودية تقدمية أخرى دافعت منذ ذلك الحين عن الرجل المولود في لندن البالغ من العمر 58 عاما، بما في ذلك نصب أوشفيتز التذكاري ومنظمة الصوت اليهودي من أجل السلام.

وقال الدكتور بيوتر سيوينسكي، مدير أوشفيتز التذكاري، في بيان: "في خطاب قبوله لجائزة الأوسكار، أصدر جوناثان غليزر تحذيرًا أخلاقيًا عالميًا ضد التجريد من الإنسانية. لم يكن هدفه النزول إلى مستوى الخطاب السياسي".

وأضاف: "النقاد الذين توقعوا موقفا سياسيا واضحا أو فيلما يدور حول الإبادة الجماعية فقط، لم يفهموا عمق رسالته. وقال: "منطقة الاهتمام" ليس فيلما عن المحرقة. إنه في المقام الأول تحذير عميق حول الإنسانية وطبيعتها".

وأيدت منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" التي تصف نفسها بأنها "منظمة ناشطة يهودية يسارية مناهضة للصهيونية" في الولايات المتحدة وتدعم مقاطعة البضائع الإسرائيلية، غليزر.

وقالت المنظمة في بيان لها يوم الثلاثاء: "أولئك الذين يهاجمون غليزر يوضحون وجهة نظره لصالحه. فهو يريد تطبيق دروس المحرقة على الفظائع التي "تواجهنا في الوقت الحاضر"، في حين أن منتقديه لا يريدون شيئا أكثر من صرف انتباهنا عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

وخلصت إلى القول: "في الواقع، جليزر يتحدث باسم العدد الهائل والمتزايد من اليهود الذين يكرمون تاريخنا من خلال الانضمام إلى أشقائنا الفلسطينيين في نضالهم من أجل الحرية والعدالة".

أعدت المادة من تقرير قناة (سكاي نيوز)