طهران: تلقى الإيرانيون بهدوء الجمعة خبر وقوع انفجارات في وسط البلاد، فيما تجمع الآلاف في طهران تأييدا للضربة غير المسبوقة التي نفذتها الجمهورية الإسلامية ضد إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي.
وتوجه العديد من سكان العاصمة الجمعة إلى المتنزهات أو إلى الجبل القريب، مغتنمين الطقس الربيعي الجميل في يوم العطلة الأسبوعي هذا.
والواقع أن العديدين منهم استيقظوا في الصباح على نبأ وقوع انفجارات فجرا، علموا بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما بعث مخاوف من بدء هجوم انتقامي توعدت به إسرائيل ردا على أول هجوم بالمسيرات والصواريخ على أراضيها.
وشنت إيران الهجوم ردا على ضربة استهدفت قنصليتها في دمشق، ونسبت إلى إسرائيل.
لكن بعد ساعات، خيمت أجواء هادئة في العاصمة كما في أصفهان، المدينة التاريخية الكبرى في وسط البلاد حيث دوّت الانفجارات قرابة الساعة الرابعة فجرا (00,30 ت غ).
وقللت السلطات ووسائل الإعلام الرسمية من أهمية الانفجارات، موضحة أنها ناجمة عن تدمير الدفاعات الجوية "أجساما مشبوهة" في الأجواء على مقربة من قاعدة عسكرية. ولم ترد أنباء عن وقوع ضحايا أو أضرار.
وبعد بضع ساعات، لم يأت الرئيس إبراهيم رئيسي على ذكر هذا "الحادث" في خطاب ألقاها خلال جولة قام بها في شمال شرق إيران.
واستؤنفت الملاحة الجوية بعدما علقت إثر الانفجارات، وأعيد فتح عدد من المطارات بعد إغلاقها لفترة وجيزة، ولا سيما مطاري طهران.
دعوة إلى لزوم الحذر
ورغم عودة الحياة إلى طبيعتها، لم يخفِ محسن، سائق سيارة الأجرة الستينيّ في طهران، خوفه من أن يتدهور التوتر الحالي إلى نزاع مفتوح بين إيران وإسرائيل. وقال لوكالة فرانس برس "الحرب مدمّرة ... ليس لنا فحسب، بل للعالم بأسره".
كما قال بهروز، رجل الإطفاء المتقاعد البالغ 71 عاما، "أنا ضدّ الحرب. لا يمكن أن نفرح بموت أحد، سواء كان إيرانيا أو إسرائيليا أو غزّاويا"، في إشارة إلى الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
في المقابل، قال علي، العامل البالغ 48 عاما، "إن أرادت إسرائيل مهاجمة بلادنا، فمن واجبنا أن ندافع عنها ببسالة، لأن لا حق لإسرائيل إطلاقا في التدخل في إيران".
وبعد صلاة الجمعة، خرجت تظاهرات في طهران وعدد من المدن جمعت بضعة آلاف من أنصار الحكومة، وجرت بدون أي حوادث.
ولوح المتظاهرون في وسط طهران بأعلام إيرانية وفلسطينية وأعلام حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، وهتفوا الشعارات التقليدية المناهضة للغرب التي يرددونها منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979، "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا" و"الموت لبريطانيا" و"الموت لفرنسا"، على ما أفاد صحافي في فرانس برس.
ودعت عدة دول الجمعة من بينها الصين رعاياها إلى التزام الحذر بسبب أوضاع أمنية "تتطور بسرعة". وكانت دول أخرى مثل فرنسا أوصت رعاياها بـ"مغادرة إيران موقتا" بعد الهجوم على إسرائيل الأسبوع الماضي.
التعليقات