إيلاف من لندن: كشف مسؤول إسرائيلي رفيع لـ"إيلاف" عن نية بلاده العودة إلى الوساطة القطرية التي وصفها بأنها "أكثر تأثيراً على حماس من الوساطة المصرية". وأوضح المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن "المخابرات المصرية راوَغَت في محادثات الصفقة الأخيرة وأكدت لنا أنها تفعل ذلك لصالحنا، لكن تبين أنهم يراوغون لتحقيق أهداف خاصة بهم". وقال إن مصر راوغت "لغاية في نفس يعقوب".

مفاوضات إبرام صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس فشلت في اللحظات الأخيرة قبل أسابيع، واتهم كل طرف الآخر بالتسبب في فشل المفاوضات. وقد كان الاتفاق على الصفقة قاب قوسين أو أدنى، حتى رقص فلسطينيو غزة فرحًا بإعلان حماس الموافقة عليها، لكن في اللحظة الأخيرة، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وأعضاء حكومته الاتفاق الذي تم التوصل إليه، لأنه تضمن بندًا ينص على انتهاء الحرب، خلافًا لما اتفق عليه الطرفان سابقًا.

وقال مصدر مطلع على مجريات الصفقة إن إسرائيل رفضت بنود الاتفاق بسبب التعديلات التي طرأت على بعض المصطلحات في التفاصيل، مما أدى إلى إلغاء الاتفاق. وقدم المصدر الذي تحدث لـ"إيلاف" أمثلة على التعديلات التي أدخلت على الاتفاق في اللحظات الأخيرة، مشيرًا إلى أن بينها تغيير جملة "33 محتجزًا حيًّا" إلى "33 محتجزًا حيًّا وميّتًا"، مما يعتبر نقضًا لما اتفق عليه سابقًا.
إلى ذلك، أشارت "سي إن إن" إلى أن مصادر أميركية تتهم مصر بالتحايل على الجميع، مُتَّهمة إياها بمراوغة الأميركيين والإسرائيليين وقطر، وتغيير اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه في باريس. كما أشارت إلى أن مصر حصلت من خلال محاولاتها على أموال من الإمارات والسعودية والبنك الدولي، وذلك بزعم أنها كانت تقوم بدور إنساني، ولكن بعد ذلك اتضح أن دورها في الوساطة كانت لمآرب أخرى وفقاً لـ"سي إن إن".
وأشار المسؤول الإسرائيلي الرفيع، الذي زار لندن مؤخرًا والتقى عددًا من المسؤولين والشخصيات العربية والخليجية، إلى أن وساطة قطر تبقى الأفضل حتى وإن كانت سياسة قطر لا تُروق لإسرائيل، لكنها ملتزمة بما تتعهد به، وتقوم بذلك بشكل مهني ومستقيم، على حد قوله. وأضاف أن لجنة التفاوض الإسرائيلية أوصت الحكومة بأن تكون المباحثات عن طريق قطر فقط، بينما يتولى الجانب المصري تأمين التفاصيل اللوجستية مثل دخول الصليب الأحمر واستلام المحتجزين والأسرى، وتسليم الأسرى الفلسطينيين، والاهتمام بمسألة المساعدات من معبر رفح، وغير ذلك.