واشنطن: قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، إن حركة حماس هي "العقبة الوحيدة بين شعب غزة ووقف لإطلاق النار" مع إسرائيل، محذراً من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح سوف يؤدي لوقوع خسائر لا يمكن قبولها.

وأضاف بلينكن في منتدى سيدونا الذي ينظمه معهد ماكين في ولاية أريزونا: "نحن ننتظر لنرى ما إذا كان بإمكانهم فعلا قبول الإجابة بـ"نعم" بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن". وتابع: "الواقع في هذه اللحظة أن العقبة الوحيدة بين شعب غزة ووقف إطلاق النار هي حماس".

وكرر بلينكن تحذيراته من هجوم إسرائيلي كبير على مدينة رفح المكتظة في غزة، قائلا إن إسرائيل لم تقدم خطة لحماية المدنيين، مضيفاً أنه "في غياب مثل هذه الخطة، لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح لأن الضرر الذي ستُحدِثه يتجاوز حدود المقبول".

وأشار إلى صعوبات في التفاوض مع حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة مجموعة إرهابية ولا تدخل في محادثات مباشرة معها. وقال إن "قادة حماس الذين نجري معهم محادثات غير مباشرة، عبر القطريين وعبر المصريين، يعيشون بالطبع خارج غزة".

وتابع أن "صانعي القرار في نهاية المطاف هم أولئك الموجودون في غزة نفسها والذين ليس لدى أي منا اتصال مباشر معهم".

وفد حماس إلى القاهرة
يأتي ذلك فيما أعلنت حركة حماس أن وفدا من الحركة سيتوجه، اليوم السبت، إلى القاهرة بروح إيجابية وعزم على إنضاج اتفاق يحقق مطالب حماس، وذلك بعد أن منحت إسرائيل الحركة الفلسطينية أسبوعاً بدءاً من أمس الجمعة للموافقة على مقترح الهدنة، وإلا اجتاحت القوات الإسرائيلية رفح.

وقالت حماس إن الحركة تسعى لاتفاق يضمن انسحاب إسرائيل من غزة وعودة النازحين وإنجاز صفقة تبادل جادة للمحتجزين.

هذا ووصل مدير وكالة المخابرات المركزية CIA وليام بيرنز إلى القاهرة للانضمام إلى المحادثات بشأن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

ونقل موقع "أكسيوس" Axios عن ثلاثة مصادر مطلعة على سير المحادثات أن زيارة بيرنز تعكس الضغط الذي تتعرض له إدارة الرئيس جو بايدن للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.

ووفقا للمصادر الثلاثة فإن المحادثات الحالية تمثل نقطة حاسمة للمفاوضات بين حماس وإسرائيل.

أسبوع
هذا ومنحت إسرائيل حماس أسبوعاً للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار وإلا فإنها ستبدأ عملية عسكرية في رفح، حسب ما نقلت مصادر لـ"وول ستريت جورنال" Wall Street Journal.

وقالت الصحيفة إن حماس تسعى إلى هدنة طويلة الأمد وضمانات من الولايات المتحدة بأن إسرائيل ستحترم وقف إطلاق النار.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قد ذكرت الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي أكمل استعداداته للعملية المنتظرة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وأوضح المصدر أن رئيس الأركان وافق على خطط العملية في المعقل الأخير لحماس في قطاع غزة.

"حمام دم"
وقد حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الجمعة من أن هجوما عسكريا إسرائيليا على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة "قد يؤدي إلى حمام دم"، داعيا إلى وقف إطلاق النار.

وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة "إكس": "تشعر منظمة الصحة العالمية بقلق عميق من أن عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح بغزة قد تؤدي إلى حمام دم وتزيد من إضعاف النظام الصحي المعطوب أصلا".

وفي الوقت الحالي، يواصل الجيش الإسرائيلي قصف المدينة التي يريد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مهاجمتها برا "للقضاء" على آخر كتائب حماس.

وتقول الأمم المتحدة وعدد من الدول إنها تخشى "حمام دم" في رفح التي تشكل أيضا نقطة العبور البرية الرئيسة للمساعدات الإنسانية للقطاع الذي يحاصره الجيش الإسرائيلي كليا منذ 9 تشرين الأول (أكتوبر).

احتمال إغلاق المعابر
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تخشى احتمال إغلاق المعبر لأن "كل الإمدادات الطبية تقريبا تمر عبر معبر رفح"، بحسب ممثلها في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن.

وتخضع المساعدات الدولية لرقابة إسرائيلية صارمة، ويمر معظمها من مصر عبر رفح، لكنها تظل غير كافية على الإطلاق نظرا للاحتياجات الهائلة لسكان غزة الذين يناهز عددهم 2.4 مليون نسمة. وفي مواجهة الصعوبات في إيصال المساعدات برا، تشارك دول عدة في إنزال مواد غذائية جوا في غزة.

واندلعت الحرب إثر هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 35 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين، كان آخرهم درور أور، أحد سكان كيبوتس بئيري وقد أعلنت إسرائيل وفاته الجمعة.

وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة الى 34,62 شخصا غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاع الحرب، وفق وزارة الصحة في غزة.