تل أبيب: لاقى أمر محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف هجومها العسكري في رفح جنوب قطاع غزة، اليوم الجمعة، ردود فعل غاضبة في إسرائيل.

حيث دعا وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى "احتلال رفح".

واعتبر أن "الرد الوحيد على القرار غير المهم الصادر عن المحكمة المعادية للسامية في لاهاي يجب أن يكون باحتلال رفح، وزيادة الضغط العسكري، وسحق حماس حتى تحقيق النصر الكامل في الحرب"، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية.

من جهته قال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إن إسرائيل لن تقبل حكم محكمة العدل الدولية.

كما رأى أن "مطالبة إسرائيل بوقف الحرب على حركة حماس بمثابة مطالبتها بأن تقرر الاختفاء من الوجود"، حسب ما أفادت رويترز.

"مواصلة القتال"
من جانبه أعلن الوزير بحكومة الحرب، بيني غانتس، أن إسرائيل ستواصل حربها التي وصفها بـ"الضرورية" على حركة حماس من أجل إعادة الرهائن وضمان أمنها.

وأضاف في بيان أن "إسرائيل ملتزمة بمواصلة القتال لإعادة رهائنها وضمان الأمن لمواطنيها، أينما ووقتما كان ذلك ضرورياً، بما في ذلك في رفح"، على حد قوله.

كما أردف أن "إسرائيل ستعمل بما يتفق مع القانون الدولي مع ضمان أقصى قدر ممكن من الحماية للمدنيين".

كذلك رفض مستشار الأمن القومي تساحي هانغبي والمتحدث باسم الخارجية في بيان الأسس التي أصدرت محكمة العدل الدولية قرارها بناء عليها، وأصرا على أن العمليات العسكرية في رفح متوافقة مع القانون الدولي.

ورفضا اتهامات جنوب أفريقيا لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ووصفاها بأنها "كاذبة ومشينة".

ما أضافا أن "إسرائيل لا تعتزم ولن تنفذ عمليات عسكرية في منطقة رفح تؤدي إلى ظروف معيشية يمكن أن تتسبب بتدمير السكان المدنيين الفلسطينيين، سواء في شكل كامل أو جزئي"، وفقاً لما جاء في البيان.

وأردفا أن إسرائيل ستواصل السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة "بما يتفق مع القانون".

"إجماع دولي"
فيما صرح المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، لرويترز أن السلطة ترحب بقرار محكمة العدل الدولية، مؤكداً أنه يمثل "إجماعاً دولياً على مطلب وقف الحرب الشاملة على غزة".

بدوره رحب السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة، رياض منصور، بقرار محكمة العدل الدولية.

وقال للصحافيين: "نرحب بهذه التدابير المؤقتة، وخصوصاً حول وقف العملية العسكرية في رفح (...) والدعوة إلى إعادة فتح معبر رفح" لإدخال المساعدات الإنسانية، مشدداً على "وجوب" أن "تحترم" إسرائيل هذه القرارات الملزمة "من دون تردد".

إلى ذلك رحبت حماس بقرار محكمة العدل الدولية، غير أنها أشارت إلى أنها كانت تنتظر أن يشمل كل قطاع غزة.

وقف الهجوم الفوري
وكانت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، قد أمرت في وقت سابق اليوم إسرائيل بوقف هجومها العسكري في رفح، في قرار من شأنه أن يزيد الضغط الدولي من أجل التوصل إلى هدنة بعد أكثر من 7 أشهر من الحرب.

كما قالت المحكمة، التي مقرها في لاهاي، إنه يتعين على إسرائيل "أن توقف فوراً هجومها العسكري وأي أعمال أخرى في محافظة رفح قد تفرض على السكان الفلسطينيين في غزة ظروفاً معيشية يمكن أن تؤدي إلى تدميرهم جسدياً كمجموعة أو على نحو جزئي"، حسب فرانس برس.