إيلاف من الرباط: توفي، الأحد، الإذاعي المغربي عبد الصادق بنعيسى، أحد رواد وقيدومي إذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية (ميدي1) التي تبث من طنجة.

ونعت إذاعة (ميدي 1) الراحل، مشيرة إلى أنه ترك بصمة مهنية كبيرة في الإعلام المغربي والعربي. والتحق بنعيسى بإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية سنة1981، وتعلم فيها أسس العمل الإذاعي، قبل أن يعرف بأسلوبه المتميز في سرد القصص البوليسية.

ومن أشهر البرامج التي تميز فيها "ملفات بوليسية" و"هاربون" و"وجوه من الـظل" و"مهمشون".

وترك رحيل بنعيسى حزنا كبيرا في نفوس الإعلاميين المغاربة. ونعت النقابة الوطنية للصحافة المغربية الراحل، الذي قالت عنه إنه "يعد واحدا من أهرامات الإعلام المغربي"، كما كان "من أنبل وأصدق المناضلين" في صفوف هذه النقابة التي "ناضل داخلها حتى وافاه الأجل المحتوم"، حيث كان عضوا سابقا بمجلسها الوطني. وعرف بعدة برامج متخصصة. وأضافت النقابة أن الراحل يعد "أيقونة ميكروفون (ميدي 1)"،وأنه "أمتع المستمعين بقصصه البوليسية، التي أبدع فيها طريقة متفردة في السرد، وقبل ذلك من خلال نشرات الأخبار بإذاعة (ميدي1).

وكتب الصحافي عبد الصمد بنشريف أن بنعيسى كان من الأسماء الأساسية التي بنت تجربة إذاعة (ميدي 1)، كمقدم للنشرات الإخبارية، أو كمعد لبرامج إذاعية لافتة، أو كمبعوث لتغطية عدد من الأحداث الكبرى.

وأضاف أن الراحل يعد "أحد الوجوه البارزة في الإعلام المغربي"، وأنه "لم يكن صحافيا عاديا. كان مثقفا بكل المقاييس وحريصا على سلامة اللغة واللسان وطيب المعشر وخلوقا".

وتحدث بنشريف عن صوت بنعيسى الإذاعي، مشيرا إلى أن له "نبرة خاصة بحكي جذاب وكتابة تصل وتوصل المقصود".

من جهته، كتب الصحافي محمد أحداد: "بلغة عربية أنيقة، لا تخلو أحيانا من انزياحات "بقيوية" تشي بجغرافيته، يتعامل مع الجملة القصيرة كما يتعامل المدقق اللغوي مع النقط والفواصل.. كأنها مسألة حياة أو موت. في السرد الصحفي، وخاصة حين تغيب الصورة، يجب أن تشرك المتابع في تجربة الكتابة. أن تتملكه من أول حرف إلى آخر جملة. وقدر بنعيسى أنه كان ساردا مبهرا، يروي قصص الهاربين وعتاة المجرمين والمهمشين في القاع السحيق من المجتمع. لا أعرف من أين طور هذه المهارة / المعرفة في الحفاظ على جمالية اللغة التي تنقل حميميات الناس، وبين غزارة المعلومات في القصص التي يحكيها "من صلب الواقع". يرحل اليوم عبد الصادق بنعيسى؛ لكن صدى صوته في الطرقات ووسائل النقل العام، والليالي الموحشة، سيطارد كل محب لهذه المهنة، لكل مؤمن أنه لا يزال بالإمكان ممارسة الصحافة دون أن تنزل إلى مدارك البؤس والابتذال. كان ملهما لجيل كامل من الصحفيين، ولي شخصيا".