نبدأ عرض الصحف من مقال لصحيفة جيروزاليم بوست، بعنوان "طريقة حكم نتنياهو سوف تؤدي إلى اعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية"، للكاتبين مايا تسيدكياهو، وريف إتزاكي.

يرى الكاتبان أنه لا مبرر للشعور بالاستغراب من خطوات دول أوروبية قررت الاعتراف بدولة فلسطينية، معللان ذلك بأن 143 دولة اعترفت بها أصلا، عندما أعلن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات عن إنشائها في الجزائر عام 1988، وانضمام دول إلى هذا الاعتراف على مر السنين، مثل السويد، عام 2014.

ويرى الكاتبان أنه مع أخذ بريطانيا وأمريكا هذا الموضوع بعين الاعتبار، واعتراف النرويج، وأيرلندا، وإسبانيا، وسلوفينيا (مع سير مالطا وبلجيكا على ذات الخطى)، وفي المقابل استمرار نتنياهو برفض الإعلان عن استعداده في مرحلة ما في المستقبل، لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وخاضعة لضمانات أمنية دولية، فإن هذا الأمر لن يؤدي إلى عزل إسرائيل وإضعافها فحسب، بل قد يؤدي إلى نتائج كارثية محتملة.

ماذا يعني الاعتراف بالدولة الفلسطينية بالنسبة لإسرائيل؟

"إذا توقف الاعتراف بدولة فلسطينية على الدول الأوروبية الأربع أو الخمس، فإن الخطوة ستظل رمزية، على غرار اعتراف السويد قبل عقد من الزمن. ولكن في سيناريو آخر، وهو ليس بعيد الاحتمال، نظراً للدعم العالمي القوي للفلسطينيين هذه الأيام، فإن الباب سوف يُفتح أمام الدول الخمسين التي لم تعترف بعد بدولة فلسطينية"، بحسب كاتبي المقال.

ويرى الكاتبان أنه مع "انخفاض شعبية السلطة الفلسطينية، وازدياد شعبية حماس في الشارع الفلسطيني"، فإن الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية من قِبَل الدول الغربية يهدد بخلق دولة "حماستان".

ويقولان: "إن مثل هذه النتيجة من شأنها أن تتعارض مع مصالح تلك الدول التي تسعى إلى تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط".

يعتبر الكاتبان أن رفض نتنياهو الانخراط في أي نقاش حول الحل السياسي في اليوم التالي للحرب، كان سبباً في التعجيل باتخاذ القرارات النرويجية والأيرلندية والإسبانية الاعتراف بدولة فلسطينية.

وفيما يخص الضغط الذي من الممكن أن تمارسه إسرائيل على الدول الأوروبية التي اعترفت بدولة فلسطينية، يرى الكاتبان أنه "ضعيف"، لأن "سحب السفراء سيؤدي إلى تآكل المناورة الدبلوماسية الإسرائيلية على وجه التحديد عندما تكون هناك حاجة ماسة إليها، حيث إن هناك اجتماعات رفيعة المستوى لا يمكن إلا للسفراء عقدها. وفي هذا الوقت الاقتصادي الصعب بالنسبة لإسرائيل، سيكون من غير المسؤول الإضرار بمبيعات الأسلحة أو عملية نقل المعلومات الاستخباراتية المتبادلة"، بحسب تسيدكياهو وإتزاكي.

وينهيان بقولهما: "لا ينبغي لنا أن ننسى الدعم الهائل وغير المسبوق الذي أظهرته أوروبا لإسرائيل رداً على هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بما في ذلك الدول الأعضاء التي انتقدت إسرائيل. لقد أهدرت الحكومة اليمينية الحالية هذه النوايا الحسنة، حيث أدت سياساتها إلى تنفير هذه الحكومات بدلاً من حشد دعمها المستمر من خلال الحنكة السياسية الإيجابية".

"الغرب ينظر إلى إسرائيل على أنها دولة ديمقراطية"

مقر المحكمة الجنائية الدولية
Getty Images

وننتقل إلى صحيفة الغارديان البريطانية ومقال للكاتبة نسرين مالك بعنوان "برفضه الدعوات المطالبة باعتقال نتنياهو يقوض الغرب نظامه العالمي".

وتقول الصحيفة إنه "منذ إنشائها، وجهت المحكمة الجنائية الدولية الاتهامات إلى 50 شخصا، 47 منهم أفارقة. كما ركزت تحقيقاتها بشكل كبير على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في الدول الأفريقية".

وتقول الكاتبة إنه "من المصطلح عليه منذ فترة طويلة وإن لم يتم ذكره بصراحة هو أن المحكمة وعملياتها تستهدف نوعا معينا من القيادة السياسية التي يسهل ملاحقتها".

وتقول الكاتبة إن زعيما منتخبا قال للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إن "المحكمة مبنية للأفارقة والبلطجية مثل بوتين"، وذلك بعدما قدم فريقه طلبا مؤخرا لإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه وثلاثة من قادة حماس.

وتضيف أن ما يعزز هذا الانطباع هو أن الولايات المتحدة لم تخضع لأي محاكمات في السنوات التي تلت تأسيس المحكمة، رغم غزوها للعراق وأفغانستان، بدعم من بريطانيا في كثير من الأحيان، وأنشأت سجناً خارج نطاق القضاء للمشتبه في ضلوعهم في أعمال إرهابية، وأنشأت شبكة للتعذيب والاعتقال تابعة لوكالة المخابرات المركزية.

وتقول الكاتبة إن "الغرب ينظر إلى إسرائيل على أنها دولة ديمقراطية، ويرى أن البلدان التي لا تنتمي إلى قفص الاتهام هي تلك التي تحقق في نفسها، ويُنظر إليها على أنها لا تحتاج إلى الرقابة الأبوية من المحاكم العالمية."

وتضيف الكاتبة أن مجلس الشيوخ الأمريكي قدم تقريراً وإدانة لأساليب الاحتجاز والاستجواب التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية، في حين أدان تحقيق تشيلكوت في حرب العراق الحملة العسكرية البريطانية ووجد أن الأساس القانوني لم يتم التعامل معه بطريقة مرضية. وتقول إن هذا هو أقصى ما ذهبت إليه التحقيقات، وكان ذلك كافياً للحفاظ على قشرة خادعة من العدالة.

وترى الكاتبة أنه باستمرارهم في التعامل مع إسرائيل باعتبارها دولة مسؤولة ولكن أفعالها تشوبها عيوب إنسانية في بعض الأحيان، فإن حلفاءها يجرون حسابات من شأنها أن تقوض مصالحهم على المدى الطويل. وترى أن دعمهم لتصرفات إسرائيل لا يضعف القانون الدولي فحسب، بل يضعف القدرة على محاسبة أعدائهم والحفاظ على الخطوط الحمراء ضد الدول المتحاربة في عالم أصبحت فيه أدوات النظام الدولي أكثر أهمية من أي وقت مضى.

"طرد إسرائيل من الفيفا قد يساعد في إنهاء حرب غزة"

المنتخب الاسرائيلي لكرة القدم
Getty Images

ننتقل إلى صحيفة هآرتس الإسرائيلية، ومقال لتامير سوريك بعنوان "طرد إسرائيل من الفيفا يمكن أن يساعد في إنهاء حرب غزة".

يقول الكاتب إن المبادرة الفلسطينية الأخيرة بتعليق عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، قد تشكل لحظة تحوّل، لأنها تتعارض مع التحالفات المشتركة وخطوط الانقسام في المجتمع اليهودي الإسرائيلي.

ويقول الكاتب إن كرة القدم ثقافة عالمية، والمشاركة في المسابقات الدولية يمكن أن تزود المشجعين بشعور بالشرعية، وخاصة إذا كانت الشرعية موضع شك.

ويصف الكاتب الثقافة الإسرائيلية بالمهيمنة والتي تتوق دوما للحصول على الشرعية الدولية، ويمكن رؤية تجسيد ذلك في المشاركة النشطة لإسرائيل في الفعاليات الدولية.

ويقول إن إسرائيل حريصة مثلا على المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية والجمهور الإسرائيلي حريص على التصويت في المسابقة، ويضيف أيضا أن الجمهور الإسرائيلي كان حريصا بشدة على متابعة بطولة العالم لكرة القدم للناشئين.

ويقول الكاتب إن ما يسمى بـ "المعسكر الصهيوني- يسار الوسط" يسعى إلى دمج إسرائيل في الاقتصاد العالمي والثقافة العالمية، مقارنة بائتلاف نتنياهو، لكن تشجيع كرة القدم يزيل الخطوط الفاصلة في الصراعات الداخلية في إسرائيل.