تل أبيب: اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بوقوع خطأ مأساوي بعدما أدت غارة إسرائيلية في مدينة رفح جنوب غزة إلى مقتل ما يزيد على 45 شخصا.

وفي دليل آخر على عمق الخلافات في الداخل الإسرائيلي، وجه زعيم المعارضة يائير لابيد، انتقادات لاذعة لنتانياهو، متهما إياه بالفشل.

انعقدت جلسة الكنيست الأخيرة على وقع تبادل الاتهامات والمشادات الكلامية، وقد كان رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم المعارضة في قلب المشاحنات.

وقال نتانياهو: "في رفح، قمنا بإجلاء نحو مليون مدني وعلى الرغم من جهودنا القصوى لعدم إلحاق الضرر بالمدنيين الأبرياء، وقع الليلة الماضية خطأ مأساوي. نحن نحقق في الحادث وسنتوصل إلى نتيجة لأن هذه هي سياستنا".

وبدل إخماد الغضب في أروقة الكنيست حيث تنقسم الآراء بين مؤيد ومعارض لسياسة البلاد، أشعلت تصريحات نتانياهو انتقادات التيار المعارض وعائلات المحتجزين لدى حماس.

هجوم لفظي
وسارع منافسه القديم يائير لابيد إلى اتهامه بالفشل الذريع، واصفا إياه برئيس وزراء غير شرعي.

وقال لابيد: "مع هذه الحكومة لن نربح الحرب. شعب إسرائيل يستحق أكثر من ذلك. نحن نستحق حكومة جادة وعاقلة تعتني بمشاكلنا. نحن نستحق رئيس وزراء غير متعب، وغير منهك، وغير مذنب بارتكاب العديد من الكوارث".

هجوم لابيد اللفظي لم ينته عند هذا الحد فقد توعد بطرد نتانياهو من الحكومة.

وقال بأن رئيس حكومة البلاد يخشى في الواقع من الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتيش.

وسبق أن لفت زعيم المعارضة مرات عدة إلى أن إسرائيل لن تنتصر في الحرب في ظل الجهاز التنفيذي الحالي.

ودعا إلى إجراء انتخابات فورية لتشكيل حكومة متوازنة وجادة.

فعلى حد قوله، نتانياهو يتسبب في تفويت فرصة تاريخية للتوصل إلى اتفاق سلام إقليمي، يؤدي إلى تسوية في غزة وفي الشمال.

وكان قد أمهل الوزير في حكومة الحرب، بيني غانتس، نتنياهو حتى الثامن من حزيران (يونيو) المقبل، لوضع استراتيجية واضحة للحرب وما بعدها، وإلا فسينسحب من الحكومة.

وكشفت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن المعارضة بقيادة لابيد ستحاول الدفع بغانتس لمغادرة الحكومة حتى قبل نهاية المهلة التي حددها.