القدس: يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى واشنطن لإلقاء خطاب تاريخي أمام الكونغرس هذا الأسبوع في مواجهة الضغوط المكثفة للتوصل بسرعة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس في حرب غزة.

سيصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أمضى أطول فترة في الحكم، الأربعاء أول زعيم أجنبي يلقي كلمة أمام اجتماع مشترك للمجلسين أربع مرات، فيما قام ونستون تشرشل بذلك ثلاث مرات.

لكن محللين يقولون إن حرب غزة منذ هجمات 7 تشرين الأول (أكتوبر) أحدثت توترات مثيرة للقلق بين إسرائيل وحليفتها التاريخية.

وتخشى الولايات المتحدة وحلفاء آخرون من ردود فعل غاضبة على الخسائر المدنية في الأراضي الفلسطينية. كذلك، تسبب التظاهرات التي تنظمها عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة مشاكل لنتانياهو.

ولا يزال عقد لقاء بين نتانياهو البالغ 74 عاما والرئيس جو بايدن غير مؤكد.

ويقول بايدن وبعض الوزراء الإسرائيليين إن التوصل إلى اتفاق تتوسط فيه قطر ومصر والولايات المتحدة أمر ممكن. وعرض خطة في أيار (مايو) تنص على وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع يتم خلالها تبادل بعض الرهائن الإسرائيليين مع معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة إن المفاوضين باتوا "على بعد بضعة أمتار وأننا نتجه إلى خط النهاية". لكن حماس اتهمت نتانياهو بالسعي لعرقلة التوصل إلى اتفاق، وقال بلينكن إنه يريد "إيصال الاتفاق إلى خط النهاية" عندما يكون نتانياهو في واشنطن.

ضغط مزدوج
تكثّفت الضربات الجوية في الأسابيع الأخيرة وأصر بنيامين نتانياهو على أن تعزيز الضغط العسكري وحده هو الذي يمكن أن يحرر الرهائن ويهزم حماس. وقال لجنود في غزة الخميس "هذا الضغط المزدوج لا يؤخر الاتفاق بل يدفعه قدما".

أدى هجوم حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) على إسرائيل إلى مقتل 1195 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية. كذلك، احتجز 251 رهينة، لا يزال 116 منهم في غزة، من بينهم 42 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

وأدت الحملة الانتقامية الإسرائيلية إلى مقتل ما لا يقل عن 38919 شخصا في غزة، معظمهم أيضا من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حماس.

في العلن، قدم بايدن دعما قويا لإسرائيل. لكنه عبّر عن قلقه إزاء الهجوم على مدينة رفح الجنوبية في أيار (مايو) وعلق لفترة تسليم القنابل الثقيلة لإسرائيل. ولا تزال إمدادات القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل معلقة.

يرى المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في "مجلس العلاقات الخارجية" ستيفن كوك أنه "لم يسبق أن كانت الأجواء مشحونة إلى هذا الحد من قبل"، مضيفا "من الواضح أن ثمة توترا في العلاقة، خصوصا بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي".

علاقة "متوترة" بين بايدن ونتانياهو
بينما ضغط الجمهوريون لدعوة نتانياهو إلى الكونغرس، فقد الزعيم الإسرائيلي الدعم بين الديموقراطيين.

وأعلن السناتور اليهودي الديموقراطي بريان شاتز من هاواي أنه سيقاطع خطاب الأربعاء، قائلا إنه لن يستمع إلى "خطاب سياسي لن يفعل شيئا لإحلال السلام في المنطقة".

وقال بنيامين نتانياهو بعد دعوته مجددا إلى الكونغرس إنه "سيعرض الحقيقة بشأن حربنا العادلة ضد أولئك الذين يسعون إلى تدميرنا".

يرى كوك أن نتانياهو لديه هدفان من زيارته إلى واشنطن.

أولا إظهار أنه لم "يقوّض" علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة. وثانيا أن "يسعى إلى تحويل المحادثة بعيدا عن النزاع في غزة نحو التهديد الذي تشكله إيران ووكلاؤها" على إسرائيل والولايات المتحدة.

وسيتركز الكثير من الاهتمام على ما إذا كان نتانياهو سيلتقي دونالد ترامب أو شخصية قريبة من المرشح الرئاسي الجمهوري.

لكن على الرغم من التوترات، دافعت الولايات المتحدة عن المصالح الإسرائيلية بينما أدت دورا رئيسيا في جهود الوساطة. ولا تزال العلاقة العسكرية قوية، بحسب المسؤولين.

وقد يكون دعم واشنطن حاسما في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب فداحة الخسائر الإنسانية الناجمة عن الحرب المستمرة منذ حوالى 300 يوم.

وطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في أيار (مايو) من القضاة إصدار أوامر توقيف بحق نتانياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت. كذلك، طلب مذكرات توقيف لثلاثة من قادة حماس.

ردا على ذلك، دعت الغالبية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي إلى فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية.

وأصدرت محكمة العدل الدولية حكمين هذا العام ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ودعت إسرائيل إلى وقف هجومها على غزة.