إيلاف من لندن: أعلن رئيس الوزراء البريطاني عن إنشاء وحدة وطنية للتعامل مع "الاضطرابات العنيفة"وذلك على وقع تداعيات أعمال العنف التي شهدتها مدن بريطانية في اليومين الماضيين.

وقال السير كير ستارمر: "هؤلاء البلطجية متنقلون، ويتنقلون من مجتمع إلى آخر، ويجب أن يكون لدينا استجابة شرطية يمكنها القيام بنفس الشيء".

وسوف يتضمن ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية، ونشر تقنية التعرف على الوجه على نطاق أوسع، واتخاذ إجراءات وقائية باستخدام أشياء مثل أمر السلوك الإجرامي لتقييد حركة بعض الأشخاص "قبل أن يتمكنوا من ركوب القطار".

وسائل التواصل

وأرسل السير كير ستارمر رسالة إلى شركات وسائل التواصل الاجتماعي: "الاضطراب العنيف الذي يتم الترويج له بوضوح عبر الإنترنت - هذه أيضًا جريمة. يحدث في مقرك ويجب احترام القانون في كل مكان."

وقال رئيس الوزراء إن الحكومة ستتخذ "كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمان شوارعنا". مركدا أن "التحريض على العنف عبر الإنترنت جريمة جنائية - هذه ليست مسألة حرية التعبير."

وقال ستارمر إنه "يجب تحقيق التوازن" مع مقدمي المنصات ويجب إجراء "محادثة ناضجة".

وعندما سُئل عن العواقب التي سيواجهونها، قال: "وسائل التواصل الاجتماعي فرصة رائعة، لكنها تحمل أيضًا مسؤولية."

رسالة للمجتمعات المسلمة

وعندما طُلب منه توجيه رسالة إلى المجتمعات المسلمة، قال رئيس الوزراء: "سأتخذ كل خطوة ضرورية للحفاظ على سلامتكم. يظهر اليمين المتطرف من هم، وعلينا أن نظهر من نحن."

وقال السير كير إن هذا هو السبب وراء عقد الحكومة اجتماعها مع رؤساء الشرطة اليوم الخميس لضمان "أقوى استجابة ممكنة" لحماية جميع المواطنين، بما في ذلك المسلمين.

هارتلبول

وعلى صلة، قال رئيس شرطة كليفلاند إن 150 شخصًا خرجوا إلى هارتلبول مساء أمس "مرتكبين بعض أعمال الشغب العنيفة".

وقال مارك وبستر إن 11 شخصًا تم القبض عليهم ومن المتوقع اعتقال المزيد خلال الـ 48 ساعة القادمة.

وقال متحدثًا خارج مركز شرطة هارتلبول إن أربعة ضباط أصيبوا واحتاج اثنان إلى العلاج في المستشفى.

مواجهات وعنف

وبعد المواجهات التي اندلعت بين الشرطة وأنصار اليمين المتطرف في بلدة ساوثبورت شمال غربيّ إنكلترا مساء أول أمس، والتي أدت إلى إصابة العشرات من عناصر الشرطة، اندلعت في عدة مدن وبلدات بريطانية مواجهات جديدة بين اليمين المتطرف والشرطة ليلة الأربعاء.

وكان رئيس الوزراء كير ستارمر مع قادة الشرطة. ويأتي الاجتماع بعد اتهام صبي يبلغ من العمر 17 عامًا بطعن ثلاث فتيات حتى الموت في ورشة رقص يوم الاثنين الماضي في ساوثبورت.

وأُصيب خلال الحادثة ثمانية أطفال آخرين بجروح، بينهم خمسة في حالة حرجة. كذلك أصيب شخصان بالغان بجروح خطيرة. ووضع المتهم في الحبس الاحتياطي للمثول أمام محكمة ليفربول الجزئية اليوم الخميس.

اليمين المتطرف

وكانت الحادثة فرصة لأنصار اليمين المتطرف للخروج وإثارة أعمال شغب، بعد أن تناقلوا أخبارًا كاذبة لاقت رواجًا على منصات التواصل الاجتماعي، مفادها أن القاتل مسلم ولاجئ قدم إلى المملكة المتحدة عبر القوارب، وهو ما اتضح لاحقًا زيفه.

وكُشفت هويّة القاتل لاحقًا (قاصر) ليتضح أنه ليس مسلمًا، وأنه مولود في بريطانيا، ما يفنّد مزاعم اليمين المتطرف الذي قرر أنصاره الخروج في أكثر من موقع للاحتجاج أدت إلى اضطرابات عنيفة ليل الأربعاء في لندن وهارتلبول ومانشستر لساعات عديدة، بينما أدت مظاهرة في ألدرشوت إلى مواجهة متوترة مع شرطة مكافحة الشغب.

نظريات فاراج

وتعرّض نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح في المملكة المتحدة، لانتقادات بسبب ظهوره وكأنه يعطي مصداقية لنظريات المؤامرة حول الهجوم. وفي مقطع فيديو يوم الثلاثاء، تساءل "عما إذا كانت الحقيقة تُحجب عنا".

وعلّق نيل باسو، وهو ضابط كبير سابق كان مسؤولاً عن مكافحة الإرهاب من عام 2018 إلى عام 2021، قائلاً إن "هناك عواقب حقيقية عندما تفشل الشخصيات العامة في إغلاق أفواهها".

وأضاف: "نايجل فاراج يقدم المساعدة إلى رابطة الدفاع الإنكليزيّة، ويقوّض الشرطة، ويخلق نظريات المؤامرة، ويقدم أساسًا زائفًا للهجمات على الشرطة"، في إشارة إلى الجماعة اليمينية المتطرفة المعادية للإسلام التي يُعتقد أن أنصارها شاركوا في أعمال الشغب في ساوثبورت.

وفي لندن، اعتقل أكثر من 100 شخص بعد أن رشق المتظاهرون في شارع وايتهول الشرطة بالعلب الزجاجية، وألقوا الشماريخ على تمثال ونستون تشرشل في ساحة البرلمان. وفي هارتلبول، أضرمت النيران في سيارة شرطة بعد تجمّع مجموعة كبيرة من الناس في منطقة شارع موراي.

وقالت شرطة كليفلاند إن الضباط تعرضوا للهجوم بالمفرقعات والزجاجات الزجاجيّة والبيض. وذكرت الشرطة أنها ألقت القبض على ثمانية أشخاص.

مانشستر

وفي مانشستر، خرج المتظاهرون بأعداد كبيرة خارج فندق هوليداي إن على طريق أولدهام حوالى الساعة 6 مساءً يوم الأربعاء، حسبما ذكرت صحيفة مانشستر إيفينينغ نيوز.

وتجمّع نحو 40 شخصًا، ذكرت الصحيفة أن من بينهم أطفالًا ورجالًا يرتدون أقنعة، خارج مبنى أولدهام رود، في ما وصفته الصحيفة بأنه "وقفة ضد طالبي اللجوء الذين يأوون حالياً في الفندق". وفرّقت شرطة مانشستر الحشد بعد أن بدأ المتظاهرون بإلقاء الزجاجات على الضباط وأفراد من الجمهور.

وكان الاحتجاج في لندن تحت شعار "كفى".

وهتف المتظاهرون الذين ارتدوا أعلام إنكلترا: "نريد استعادة بلادنا" و"أوه تومي روبنسون"، في إشارة إلى الناشط اليميني.

وارتدى رجل قميصًا يحمل شعار "نايجل فاراج رئيسًا للوزراء، وتومي روبنسون وزيرًا للداخلية".

وقالت الشرطة إن بعض الضباط أُصيبوا بجروح طفيفة واعتُقِل أكثر من 100 شخص بتهمة ارتكاب جرائم تشمل الاضطرابات العنيفة والاعتداء على عامل طوارئ وخرق شروط الاحتجاج.