إيلاف من لندن: مع احتمال أن تقرر الحكومة البريطانية حظر نشاط جماعات اليمين المتطرف، قالت تقارير إن نشطاء هذه الجماعات يخططون لإقامة أكثر من 30 احتجاجًا هذا الأسبوع في أعقاب حدث طعنات مدينة ساوثبورت الدامية.

وتأتي هذه الاحتجاجات بعد احتجاجات عنيفة في وقت سابق من هذا الأسبوع، والتي شهدت اعتقال أكثر من 100 شخص خارج مقر داونينغ ستريت يوم الأربعاء و10 اعتقالات في سندرلاند ليلة الجمعة بعد إشعال النار في مبنى بجوار مركز للشرطة وإلقاء أشياء على الضباط.

منشورات ترويجية
وقالت قناة (سكاي نيوز) إنها شاهدت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تروج لمزيد من الأحداث في مدن في جميع أنحاء المملكة المتحدة على مدى الأيام المقبلة، بما في ذلك واحدة تستهدف مسجدًا، في حين يتم التخطيط أيضًا لاحتجاجات مضادة ردًا على مظاهرات اليمين المتطرف.

وقد حددت ما مجموعه 30 احتجاجًا تجري اليوم السبت - 25 نظمها نشطاء من اليمين المتطرف وخمسة أطلق عليها "احتجاجات مضادة للعنصرية".

ومن المقرر تنظيم أربعة احتجاجات أخرى من اليمين المتطرف وحدث وصف بأنه "وقفة احتجاجية سلمية" غدًا الأحد.

أمل لا كراهية
وتقول مجموعة المناصرة (أمل لا كراهية Hope Not Hate) إن العديد من الأحداث "تأتي في إطار أجندة واسعة النطاق مناهضة للتعددية الثقافية، ومناهضة للمسلمين، ومناهضة للحكومة" وليس لها منظم واحد.

وتتبع هذه الأحداث هجومًا بسكين على فصل رقص تحت عنوان تايلور سويفت في مركز مجتمعي في ساوثبورت يوم الاثنين، مما أسفر عن مقتل ثلاث فتيات. وتبع الهجوم موجة من المعلومات المضللة عبر الإنترنت حول خلفية المهاجم.

ووافق رؤساء الشرطة البريطانية على نشر ضباط بأعداد كبيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع لردع العنف وسيكون هناك مدعون عامون إضافيون على أهبة الاستعداد لتوجيه الاتهامات للأشخاص الذين يعتزمون التسبب في اضطرابات عنيفة، وفقًا لغافين ستيفنز، رئيس مجلس رؤساء الشرطة الوطني.

وقال ستيفنز لراديو (بي بي سي): "سنكون لدينا قدرة متزايدة في استخباراتنا، وفي إحاطتنا، وفي الموارد المتاحة في المجتمعات المحلية"، مضيفًا أن وجود مدعين عامين إضافيين سيضمن "أن نرى عدالة سريعة".

ويأتي ذلك في أعقاب إعلان رئيس الوزراء السير كير ستارمر يوم الخميس أنه ستكون هناك استجابة "وطنية" جديدة للاضطرابات، من خلال ربط قوات الشرطة بشكل أفضل في جميع أنحاء البلاد.

كما أعلنت حالة التأهب القصوى في المساجد في مختلف أنحاء البلاد، بحسب المجلس الإسلامي البريطاني.

ماذا حدث في سندرلاند؟
وكانت وقعت مواجهة بين الشرطة والمحتجين خارج أحد المساجد مساء الجمعة، حيث ألقيت أشياء على الضباط وأضرمت النيران في مركز شرطة محلي.

وتم القبض على عشرة أشخاص بتهمة ارتكاب مجموعة من الجرائم - بما في ذلك أعمال شغب عنيفة وسرقة - ونقل أربعة من ضباط الشرطة إلى المستشفى بعد إصابتهم، ويحتاج اثنان منهم إلى مزيد من العلاج.

كما تم إلقاء مقذوفات على الشرطة أثناء محاولتها احتواء مجموعة من عدة مئات من المحتجين في ساحة كيل بالمدينة.

العنف واليمين المتطرف
وقال لويس أتكينسون، عضو البرلمان عن منطقة سندرلاند الوسطى، إنه يمكن رسم رابط بين أعمال الشغب ورابطة الدفاع الإنجليزية (EDL)، التي أسسها الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون.

كان بعض المحتجين يرتدون أعلام إنجلترا، وكان من الممكن سماع هتافات دعم لروبنسون، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي لينون.

وقال النائب العمالي إن الاحتجاجات بدأت تظهر من قبل أشخاص في عدد من مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي في أعقاب طعنات ساوثبورت.

وقال السيد أتكينسون لراديو بي بي سي 4: "التقط اليمين المتطرف، على سبيل المثال، ستيفن ياكسلي لينون، تلك الأحداث وبدأ في الترويج لها وتشجيع الأفراد المعروفين من اليمين المتطرف على الانضمام".

وعندما سُئل عما إذا كان من الممكن رسم رابط مع رابطة الدفاع الإنجليزية، قال: "يمكنني رسم رابط لأن أحد الأعلام في الشارع الليلة الماضية حمل إشارة إلى نورث ايست إنفيلد North East Infidels، وهي فرع نازي من رابطة الدفاع الإنجليزية من الفصل الشمالي الشرقي لما كان يُعرف بـ EDL".

وقال إن الأفراد الذين كانوا متورطين في EDL "ما زالوا هناك" ويحتاجون إلى مراقبة من قبل الشرطة.

حظر اليمين المتطرف
ومن جهتها، قالت نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر إن وزيرة الداخلية إيفات كوبر ستنظر فيما إذا كان ينبغي حظر EDL، على الرغم من إصرار الزعيم السابق تومي روبنسون على أن المجموعة لم تعد موجودة.

واتهم روبرت جينريك، المرشح لزعامة حزب المحافظين، "اليمين المتطرف" بتنظيم أعمال شغب في مختلف أنحاء البلاد، وقال "إذا كانت هناك قضية" لحظر رابطة الدفاع الإنجليزية، فيجب "النظر فيها".