دكا: تسيّر قوات الأمن البنغلادشية الإثنين دوريات في العاصمة دكا في وقت يعتزم المتظاهرون المطالبون باستقالة رئيسة الحكومة الشيخة حسينة النزول إلى الشارع مجددا غداة أكثر الأيام دموية خلال أسابيع من الاحتجاجات.
ويخشى محللون أن تفوق حدة أعمال العنف تلك التي شهدتها البلاد الأحد مع اندلاع مواجهات بين آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة وأنصارها، استخدموا فيها العصي والسكاكين بينما أطلقت قوات الأمن النار.
وقطع الجيش والشرطة الطرق المؤدية إلى مقر رئيسة الوزراء بالأسلاك الشائكة في محاولة لتطبيق حظر تجول فُرض مساء الأحد، وفق مراسلي فرانس برس.
وقيّدت السلطات خدمة الانترنت بشكل صارم، بينما أقفلت مكاتب وأكثر من 3500 من مصانع النسيج، القطاع الحيوي للاقتصاد الوطني، أبوابها الإثنين.
ويتوجه قائد الجيش وقر الزمان بكلمة الى الأمة الإثنين، وفق ما أكد متحدث عسكري لوكالة فرانس برس. وقال المسؤول في دائرة العلاقات العامة العسكرية راشد العلم "سيتحدث الجنرال وقر الى الشعب عند الساعة الثانية بعد الظهر (08,00 ت غ)".
وتحولت التظاهرات التي بدأت في تموز (يوليو) ضد وضع نظام حصص لوظائف الخدمة المدنية إلى أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ تولي الشيخة حسينة (76 عاماً) السلطة.
وقال آصف محمود أحد قادة الاحتجاج الرئيسيين في حملة العصيان المدني على مستوى البلاد "ندعو الطلاب والناس في أنحاء البلاد للسير باتجاه دكا".
وأضاف "حان الوقت للتظاهرة النهائية".
"عنف مروّع"
قُتل 94 شخصا على الأقل الأحد بينهم 14 شرطيا، العديد منهم لقوا حتفهم عندما اقتحم متظاهرون مركزا في بلدة إينايتبور (شمال شرق).
وارتفعت بذلك الحصيلة الإجمالية للمواجهات منذ بدء التظاهرات في مطلع تموز/يوليو إلى 300 قتيل على الأقل، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا لتقارير الشرطة ومسؤولين حكوميين وأطباء في مستشفيات.
وشدّد مفوّض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك الأحد على "وجوب وضع حد للعنف المروّع في بنغلادش".
وحذر أستاذ السياسة في جامعة إيلينوي والخبير في شؤون بنغلادش علي رياض، من أن حسينة متمسكة بمواقفها مضيفا أنه يشعر "بقلق بالغ" إزاء الأزمة.
وقال رياض "هذه انتفاضة شعبية غير مسبوقة بكل المقاييس" مضيفا "كما أن شراسة الأطراف الحكومية والموالين للنظام لا مثيل لها في التاريخ".
وشوهد متظاهرون في دكا وهم يتسلقون تمثالا لوالد الشيخة حسينة، الشيخ مجيب الرحمن زعيم الاستقلال، ويحطّمونه بالمطارق، على ما أظهرت مقاطع مصورة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتحققت من صحتها وكالة فرانس برس.
غضب شديد
خلافا للشهر الماضي، لم يتدخل رجال الشرطة والجيش في أوقات كثيرة الأحد لقمع الاحتجاجات واكتفوا بالمراقبة.
ولوّح متظاهرون في دكا بعلم بنغلادش من أعلى عربة مدرعة وسط حشد كبير كان يردد هتافات أمام أنظار رجال الأمن، وفق مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتحققت منها فرانس برس.
وقال مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون ومقره واشنطن مايكل كوغلمان لفرانس برس "الشيخة حسينة تواجه مصيرا محتوما: إنها تفقد الدعم والشرعية بسرعة".
وأضاف أن "الاحتجاجات اكتسبت زخما هائلاً، يغذّيها الغضب الشديد ولكن أيضا الثقة التي تأتي مع معرفة أن قسم كبير من الأمة يدعمها".
تحكم حسينة (76 عاما) بنغلادش منذ العام 2009 وفازت بولاية رابعة على التوالي في انتخابات كانون الثاني (يناير) التي لم تشهد منافسة حقيقية.
وتتهم منظمات حقوق الإنسان حكومتها بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لترسيخ إمساكها بالسلطة والقضاء على المعارضة، بما في ذلك عبر القتل خارج نطاق القضاء.
انطلقت التظاهرات مطلع تموز (يوليو) بسبب إعادة تطبيق نظام الحصص في منح الوظائف والذي قلصته المحكمة العليا منذ ذلك الحين.
التعليقات