حرب أخرى توشك أن تشتعل في أي لحظة بين إيران وإسرائيل خصوصا بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وحرب مشتعلة منذ 10 أشهر بين إسرائيل وحركة حماس وبإمكان إسرائيل أن توقفها، وكيف سيبدو الوضع بعد مقتل هنية؟، عناوين بارزة من بين عدة مواضيع ناقشتها أبرز الصحف العالمية.

البداية من صحيفة صانداي تايمز ومقال كتبه مايكل كلارك بعنوان "كيف يمكن أن تبدو الحرب بين إسرائيل وإيران؟"

يقول الكاتب -الذي نسب الاغتيال لإسرائيل التي لم تعلق على العملية-، إن اغتيال إسرائيل لزعيم حماس إسماعيل هنية صباح الأربعاء بعد ساعات فقط من مقتل القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، يمكن أن يبدأ دوامة جديدة على الطريق إلى حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.

ويضيف أن الإسرائيليين يتحدون الإيرانيين لبدء حرب بسبب هنية عندما ترد طهران ــ وهو ما ستفعله بالتأكيد ــ في غضون الأيام القليلة المقبلة.

العواصم الغربية، بحسب الكاتب، تردد أنه لا إسرائيل ولا طهران تريدان حربا شاملة. ويُعتقد أن إيران ستحفز عملاءها الآخرين (حماس والحوثيين في اليمن)، للقتال دعما لحزب الله، لكنها في نهاية المطاف ستضحي بأي منهم لتجنب الوقوع في الجانب الخطأ من حرب مباشرة مع إسرائيل.

كما أن هناك قلقاً متزايداً، وخاصة في واشنطن من أن غرائز البقاء السياسي لدى نتنياهو والصهاينة المتطرفين الداعمين لحكومته، تجعلهم يستعدون لمواجهة حزب الله في لبنان عاجلا وليس آجلا، كما يشير الكاتب.

وإذا كانت الحكومة الإسرائيلية مستعدة لفتح جبهة قتالية جديدة في لبنان، فما الذي قد تنطوي عليه هذه الحرب؟ من المؤكد أنها لن تكون مثل الحروب السابقة في عام 1978 أو 1982 أو 2006، والتي منحت الجيش الإسرائيلي انتصارات باهظة الثمن لم تحل سوى القليل من المشاكل الأمنية في البلاد.

فبالرغم من قلة شعبية حزب الله بين اللبنانيين، من وجهة نظر الكاتب، إلا أن الحزب أقوى بكثير مما كان عليه قبل عشرين عاما، إضافة إلى امتلاكه الآلاف من الصواريخ بما في ذلك الطائرات بدون طيار وقذائف الهاون والمدفعية الصاروخية، التي تمكنه من مهاجمة إسرائيل.

يشير الكاتب إلى أن الحروب الإسرائيلية السابقة في لبنان ركزت بشكل عام على تطهير الأراضي اللبنانية من أعدائها وخلق منطقة عازلة، لكن هذه المهمة ستكون أكثر صعوبة هذه المرة، فإذا أطلق الحزب صواريخه كلها في بضع دفعات ضخمة فإنها سوف تطغى فورا على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

ويقول إذا لم يكن بوسع الإسرائيليين العيش مع هذا الخطر، فسوف يضطرون إلى تنفيذ سلسلة من الهجمات السريعة في عمق لبنان للسيطرة على مواقع إطلاق الصواريخ. وإذا لم يتمكنوا من تحقيق ذلك، فقد يحاولون شن حملة جوية شرسة لتحييد التهديد الصاروخي، الأمر الذي سيدفع حزب الله لإطلاق النصف الآخر من ترسانته "النووية".

ويختم الكاتب بالقول: إذا تعثرت إسرائيل في الأراضي الجبلية في لبنان، أو وجدت نفسها تقصف أهدافا أبعد إلى الشمال مع تأثير استراتيجي ضئيل، فإن هذه العملية ستكون مرهقة، وتهدد باستمرار الهجمات المتجددة من حماس في غزة وعلى الضفة الغربية، ومن الحوثيين في اليمن ستكون شبه مؤكدة.

"لا شيء واضح"

وإلى صحيفة هآرتس العبرية ومقال تحليلي كتبه جاك خوري بعنوان "نتنياهو يملك القوة لمنع حرب إقليمية ــ كل ما يتطلبه الأمر هو اتفاق مع حماس".

يقول الكاتب إنه يمكن الشعور بالتوترات بشأن التهديد بتصعيد إقليمي في الأيام القليلة المقبلة في كل ركن من أركان الشرق الأوسط. ولكن بعيدا عن السؤال "الفني" هل ستهاجم إيران إسرائيل؟، يتردد صدى سؤال رئيسي: هل تندلع حرب إقليمية شاملة؟

ويضيف أن الخوف كبير، وقد يؤدي إلى ظهور سيناريوهات مرعبة. لا شيء واضح، ولا أحد لديه إجابات مؤكده.

لكن ومع ذلك كله، يوضح الكاتب، أن رجلا واحدا لديه القدرة على إزالة فتيل القنبلة الموقوتة، أو على الأقل تهدئة الصراع الوشيك، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. وإذا أعلن أنه يسعى إلى التوصل إلى اتفاق مع حماس يضمن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإعادة الرهائن المحتجزين هناك، ثم عقد اجتماع لمجلس الوزراء ومناقشة في الكنيست حول هذه القضية، حتى برغم أن الكنيست في عطلة، فإن هذا من شأنه أن يضمن خفضا فوريا لحدة التوتر.

ويجادل المقال، بأن مثل هذا الإعلان لن يكون بأي حال من الأحوال استسلاما لإيران وحزب الله، وبالتأكيد ليس لحماس. فالحقيقة أن جميع كبار المسؤولين العسكريين في إسرائيل، فضلا عن الولايات المتحدة وجميع البلدان الأخرى في المنطقة، يؤيدون التوصل إلى اتفاق.

كما أن أغلبية الجمهور الإسرائيلي تؤيد التوصل إلى اتفاق، بدءا من أسر الرهائن وداعميهم إلى أحزاب المعارضة، التي وعدت نتنياهو بشبكة أمان لمنع وزراء اليمين المتطرف من الإطاحة بحكومته.

ويخلص الكاتب إلى أن هذا لا يستلزم التفاوض على إزالة المستوطنات أو التنازل عن الأراضي أو إقامة دولة فلسطينية. بل يستلزم فقط إعادة الرهائن إلى ديارهم، وإنهاء حرب استمرت قرابة عشرة أشهر، وتوفير فرصة جيدة لمنع اندلاع حرب لم يشهد الشرق الأوسط مثيلاً لها من قبل.

"نتنياهو تعلم كثيراً من طريقة تفكير ترامب"

إسماعيل هنية
BBC

ونختم جولة الصحف في صحيفة الشرق الأوسط ومقال رأي كتبه، طارق الحميد، بعنوان "ما بعد هنية".

يقول الكاتب إن ما بعد اغتيال هنيه شئ، وما قبله شيء آخر. وسواء ردت إيران بنفسها، أو عبر حلفائها، على مقتل هنية، فإن الوقائع الآن تتغير، وإلى ما يريده نتنياهو.

ويضيف أنه وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قوة عظمى. إلا إنها لم تتمكن لمدة تسعة أشهر من التوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. الآن، ومع اغتيال زعيم حماس، إسماعيل هنية يوم الأربعاء، بدا أن العداء الدموي بين الاثنتين يتعمق، بينما يقف صانعو السلام الأمريكيون على الهامش.

ويؤكد الكاتب أن نتنياهو، وبعد زيارة واشنطن الأخيرة، وانسحاب بايدن من السباق الرئاسي، لم يعد يكترث لأحد، ولا حتى للإدارة الأميركية، وسيتصرف كيفما شاء.

موضحا أن نتنياهو أدرك أن الموازين اختلت في واشنطن مع انسحاب بايدن، وباتت لديه عدة أهداف، منها، تأكيد زعامته الداخلية، ورسم، أوحتى فرض، خريطة طريق جديدة على الرئيس الأميركي القادم، فإذا كانت كامالا هاريس فهذا يعني أنها ستجد واقعاً عليها التعامل معه.

وفي حال كان الرئيس هو ترامب، فيكون نتنياهو قد مهد له خطة عمل لتنفيذها. ومن الواضح أن نتنياهو تعلم كثيراً من طريقة تفكير ترامب، تحديداً عملية اغتيال قاسم سليماني، وسار على خطاه في اغتيال شخصيات غير متوقعة كان يعتقد أنها خط أحمر، مثل هنية، وفي إيران.