إيلاف من لندن: تتواصل ردود الفعل في قضية الفضائح الجنسية للملياردير المصري الراحل محمد الفايد، الذي لقبته الصحافة اللندنية بـ"المفترس الجنسي"، فقد كان ممكناً جداً أن يواجه العدالة قبل وفاته لو تم إجراء تحقيق من جانب الشرطة في عام 2012، وفقاً لما أكده مارك ويليامز توماس، الشرطي البريطاني السابق.

وأشارت الصحافة اللندنية الخميس في إطار متابعتها للقضية، أنه يُخشى أن يكون محمد الفايد قد اعتدى جنسياً على ما لا يقل عن 100 امرأة.

تزعم موظفات سابقات في متجر هارودز الفاخر الذي كان يملكه رجل الأعمال الراحل، وكان عمرهن 15 عاماً فقط، أنهن تعرضن للاعتداء على مدار 24 عاماً. واتهمته خمس منهن بالاغتصاب.

الفايد نشر جيشاً من المساعدين لإسكات ضحاياه المزعومات واستخدم سلطته وثروته للتهرب من العدالة، واتهم أكثر من 20 من العاملات السابقات الفايد، الذي قُتل ابنه دودي في حادث سيارة إلى جانب صديقته الأميرة ديانا، بالاعتداء الجنسي.

وزعمت خمس منهن أنهن تعرضن للاغتصاب. ويُزعم أنه نشر موظفي هارودز، وضابط شرطة سابق كبير، ومحامين ووكلاء علاقات عامة لتهديد ضحاياه الذين تجسس عليهم باستخدام كاميرات خفية ومعدات تنصت.

هل قامت الشرطة بمسح الأدلة؟
صحيفة "الميرور" نشرت تقريراً لمتابعة القضية، وجاء فيه أن فتاة تدعى إيلي كانت تبلغ من العمر 15 عاما عندما أخبرت الشرطة في عام 2008 أن الفايد تحسسها وحاول تقبيلها في هارودز.

وهي تدعي أن القضية أسقطت بعد تسريب التفاصيل من قبل شرطة متروبوليتان التي زعمت أنها مسحت الأدلة، قالت إيلي عن رد فعل الفايد عندما قاومته: "لقد دخل في حالة من الغضب وبدأ في الصراخ في وجهي. كنت طفلة عندما حدث هذا، كنت في الخامسة عشرة من عمري وكان عمره يقترب من الثمانين".

جيما المساعدة الشخصية السابقة للفايد، اتهمته بالاغتصاب، وقالت إن الذهاب إلى الشرطة "لم يكن خيارا" وأضافت: "لقد شعر وكأنه رجل قوي للغاية لديه الكثير من المال والعديد من الأشخاص المحترفين من حوله الذين يسهلون كل ما يفعله".

ادعت صوفيا، إحدى مساعدات الفايد، أنه حاول اغتصابها أكثر من مرة. وقالت إن مظهره البهيج كان فعلًا مدروسًا بعناية وأضافت: "هذا يجعلني غاضبة، لا ينبغي للناس أن يتذكروه على هذا النحو. لم يكن الأمر كذلك. لقد كان حقيرا".

مخاوف من استهداف الفايد 100 ضحية
كان زوج سوبي، وهو المنتج التلفزيوني كيتون يتابع ويدقق في قضية الفايد لمدة 6 سنوات، ويعتقد أنه استهدف أكثر من 100 ضحية. وقال: "لقد تحدثت إلى العشرات ممن أعرفهن من المتأثرات، وأريد التحدث إلى نساء في أرقام ثلاثية، أي 100 وربما أكثر".

وزعمت امرأة أخرى أنها تعرضت للاغتصاب عندما كانت مراهقة من قبل الفايد، وقالت إن العاملين في هارودز كانوا "لعبة في يده". وأضافت: "كان محمد الفايد وحشا، ومفترسا جنسيا بلا بوصلة أخلاقية. كنا جميعا خائفين للغاية.

ووصفت إحدى الضحايا المزعومات الفايد بأنه "مفترس". وقالت: "كان يستمتع بالمطاردة ويستمتع بالخوف في عيني".

حاولت تقديمه للعدالة.. ولكن!
صحيفة "الميرور" نقلت عن كبير رجال الشرطة البريطاني السابق مارك ويليامز توماس قوله إنه حاول تقديم محمد الفايد للعدالة، حيث أكد :"لقد فعلت كل ما بوسعي لتقديم محمد الفايد للعدالة لجرائمه الجنسية المفترسة، والتي حدثت على مدى عقود من الزمان".

وتابع :"في عام 2015، أصبحت على علم بخمس ضحايا مختلفات، بما في ذلك 3 كن يعملن معي عن كثب، وكن على استعداد للإدلاء بشهاداتهن، وقد عقد ضباط من شرطة العاصمة اجتماعات مطولة معي ومع النساء، بما في ذلك واحدة تبلغ من العمر 16 عاما وأخرى 18 عاما بعد أن وقعن صحايا للفايد، ولكن بعد حوالي 5 أشهر، أعلنت هيئة الادعاء العام أنه لن يكون هناك أي إجراء ضد الفايد".

وتابع الشرطي البريطاني السابق :"أخبرني مصدر رسمي أن أعضاء المؤسسة البريطانية كانوا يعرفون أن الفايد هاجم فتاة على متن قارب في التسعينيات، كانت خائفة للغاية من تقديم اتهامات ضده، ولكن بعد أن تقدم الفايد بطلب للحصول على الجنسية البريطانية، أخبر والدهاالمسؤولين الحكوميين عن فعلته، وقيل له حينها إن الفايد لن يحصل على الجنسية البريطانية أبدًا، وبالفعل لم يحصل عليها أبدًا".

المال والعلاقات لحماية الفايد
كان لدى الفايد أيضا ثروة هائلة وقوة وشبكة من الأشخاص من حوله ساعدوا في إبقاء جرائمه تحت الكتمان، لقد كان من بين هؤلاء الخبراء ماكس كليفورد، وهو خبير في العلاقات العامة، وهو أيضاً من مرتكبي الجرائم الجنسية. ولقد أصابني الرعب عندما استمعت إلى شريط مسجل لكليفورد، الذي توفي في السجن، وهو يتفاخر بحماية الفايد، الذي وصفه بأنه "رجل عجوز شهواني".

واختتم :"وما زلت أشعر بخيبة أمل شديدة لأنني لم أتمكن من تقديم هذا المفترس إلى العدالة، ولكنني سعيد لأن فيلماً وثائقياً تلفزيونياً نجح أخيراً في كشف هوية محمد الفايد الحقيقي، إنني لا أشك في أن عدد ضحاياه أكبر كثيراً، وآمل أن يشعر هؤلاء الآن بالقدرة على التقدم وسرد قصصهم، حتى يتسنى الكشف عن الحقيقة الكاملة وتفاصيل فساد الفايد".