إيلاف من لندن: أجرى وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني رفقة وفد كبير، اليوم الثلاثاء، محادثات في عمّان مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وذلك في إطار جولة إقليمية استهلها في السعودية ثم قطر ثم الإمارات.

ووصل الشيباني إلى عمان، الثلاثاء، في أول زيارة رسمية له للأردن، وذلك في إطار جولة إقليمية استهلها في السعودية ثم قطر ثم الإمارات يرافقه وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب.

وبعد الاجتماع الذي شارك فيه من الجانب الأردني اللواء يوسف الحنيطي رئيس الأركان العامة واللواء أحمد حسني مدير المخابرات العامة، قال الصفدي بعد اللقاء إن الأردن وسوريا اتفقا على تشكيل لجنة أمنية مشتركة لتأمين الحدود، مشيراً إلى أن البلدين سيتعاونان معا لمكافحة تهريب المخدرات والأسلحة. وأكد الصفدي أن دمشق وعمان ستتعاونان لمنع عودة ظهور تنظيم (داعش).

مؤتمر صحفي

وأوضح الصفدي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية في الادارة السورية الجديدة، أن "نريد علاقات تخدم مصلحة البلدين ومصلحة المنطقة واستقرارها".

وأضاف: "اللقاء مع الوفد السوري أكد الحرص المشترك على بناء علاقات تعاون صادقة". وتابع: "أمن سوريا واستقرارها من أمن الأردن واستقراره. مستعدون لتقديم كل ما نستطيع لسوريا".

وأشار الصفدي إلى: "سنواجه تحدي المخدرات المستمر في سوريا بالتعاون مع الإدارة الجديدة". وذكر: "واجبنا أن نساعد الإدارة الجديدة في سوريا في مواجهة تحديات المرحلة الانتقالية".

كلام الشيباني

من جانبه، تعهد الشيباني بألا يشكل تهريب المخدرات تهديدا للأردن مجدداً في ظل الإدارة الجديدة. وشكر الأردن على استقبال اللاجئين السوريين، مؤكدا الحرص على علاقات مميزة بين البلدين.

وأضاف: "نؤكد عزمنا على توطيد العلاقات مع الأردن على جميع الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية".

وذكر الشيباني: "يجب أن ترفع العقوبات عن سوريا بعد زوال سببها. نعد الجميع بأن سوريا ستكون مصدرا للسلام والأمن لدول الجوار والعالم".

وتابع: "نحترم سيادة دول الجوار ولن نتبع سياسة الابتزاز التي كانت سائدة في عهد الأسد".

وقال الشيباني: "خلال جولتنا العربية لمسنا تعاطفا مع الشعب السوري ورغبة في إنشاء شراكات استراتيجية".

وزار الصفدي في 23 ديسمبر (كانون الأول)، دمشق، وأكد بعد لقائه قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار سوريا، مشيراً إلى أن "إعادة بناء سوريا أمر مهم للأردن وللمنطقة ككل".

واستضاف الأردن في 14 ديسمبر (أيلول)، اجتماعاً حول سوريا بمشاركة وزراء خارجية ثماني دول عربية والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي، إضافةً إلى ممثل للأمم المتحدة.

وأُطيح الأسد في 8 ديسمبر إثر هجوم لتحالف من الفصائل المسلحة بقيادة «هيئة تحرير الشام».

والأردن من البلدان العربية القليلة التي أبقت سفارتها مفتوحة في دمشق خلال النزاع في سوريا.

حدود برية طويلة

وللأردن حدود برية مع سوريا تمتد إلى 375 كيلومتراً. وتقول عمان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، ووفقاً للأمم المتحدة، هناك نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجل في الأردن.

واستؤنفت حركة التبادل التجاري بين البلدين في العشرين من ديسمبر، ومنذ ذلك الوقت دخلت سوريا 600 شاحنة أردنية محملة بالبضائع.

وتمثل سوريا تاريخياً شريكاً تجارياً مهماً للأردن، ولكن النزاع فيها أدى إلى تراجع حجم التجارة بين البلدين من 617 مليون دولار عام 2010 إلى 146.6 مليون دولار عام 2023.

وأرسل الأردن، أول من أمس، 300 طن من المساعدات الإنسانية إلى سوريا في إطار «الجهود المبذولة للوقوف إلى جانب الشعب السوري».

وعانى الأردن خلال سنوات النزاع في سوريا من عمليات تهريب المخدرات لا سيما حبوب الكبتاغون.