إيلاف من لندن: أعلن رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر أن الذكاء الاصطناعي هو "الفرصة الحاسمة" لجيلنا، حيث وضع خططًا لاستخدام التكنولوجيا لتعزيز النمو.

في خطاب ألقاه في وسط لندن، أقر رئيس الوزراء بالمخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي، لكنه قال إن "المعركة من أجل وظائف الغد تحدث اليوم".

وكان رئيس الوزراء البريطاني، تعهد في بيان، بجعل المملكة المتحدة “رائدة العالم” في مجال الذكاء الاصطناعي، وأعلن عن خطة عمل تهدف إلى جذب الشركات والمستثمرين وتعزيز الاقتصاد المتعثّر.

مناطق نمو

وأوضح ستارمر، في بيان، أنه سيتمّ تنفيذ 50 اقتراحا لإطلاق إمكانات هذه التكنولوجيا بدءا بإنشاء “مناطق نموّ للذكاء الاصطناعي”، أولها في كولهام، قرب جامعة أكسفورد (جنوب شرق إنجلترا)، وتسريع إصدار تصاريح البناء لإنشاء البنية التحتية ومراكز البيانات. وقال: “خطتنا ستجعل بريطانيا رائدة العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي تكنولوجيا ستحدث تغييرات مذهلة في الطب والخدمات العامّة والتعليم”.

وأكد كير ستارمر أن “صناعة الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى حكومة تقف معها، ولا تجلس مكتوفة وتترك الفرص تضيع”، وكان سابقه ريشي سوناك قد أفرط في التركيز على مخاطر الذكاء الاصطناعي بدلا عن فوائدها.

مشاريع جديدة

وتتوقع الحكومة البريطانية أن توفّر المشاريع الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي ما يقرب من 13 ألف فرصة عمل. وحتى الآن التزمت ثلاث شركات تكنولوجية هي “فانتاج داتا سنترز” و”كيندريل” و”إن سكيل” باستثمار 14 مليار جنيه إسترليني (17 مليار يورو) في المملكة المتحدة، لا سيما لتطوير مراكز تخزين البيانات، وفق الحكومة.

وجعل ستارمر الذي تولى السلطة في يوليو/تموز الماضي الانتعاش الاقتصادي على قمة أولويات حكومته.

لكن ستارمر يواجه صعوبات في دفع النمو الاقتصادي في ظل ارتفاع تكاليف الاقتراض، نتيجة ارتفاع سعر الفائدة، والزيادات الضريبية التي لجأ إليها لتوفير الأموال اللازمة لدعم الخدمات العامة في مجال الصحة والتعليم.

طموح اقتصادي

ويسعى ستارمر إلى أن يكون الذكاء الاصطناعي في صلب طموحه لتنمية الاقتصاد. وترى الحكومة أنه في حالة تبني هذه التكنولوجيا كليًّا فقد تزيد الإنتاجية بنسبة 1.5% سنويا بقيمة 47 مليار جنيه إسترليني إضافية (57 مليار دولار) على مدى عشر سنوات.

وكانت الحكومة البريطانية قالت في وقت سابق، إنها ستتبنى جميع التوصيات الخمسين الواردة في تقرير “خطة عمل فرص الذكاء الاصطناعي” الذي قدمه رجل الأعمال مات كليفورد للحكومة العام الماضي.

وتتنافس بلدان بأنحاء العالم في أن تكون مراكز للذكاء الاصطناعي، مع استحضار الحاجة إلى قيود على هذه التكنولوجيا.

وتعد بريطانيا ثالث أكبر سوق للذكاء الاصطناعي في العالم، بعد الولايات المتحدة والصين، عند قياسها بمؤشرات وضعتها جامعة ستانفورد مثل الاستثمار وبراءات الاختراع.