غادر وفد من القضاة والصحافيين العراقيين أميركا بصورة مفاجئة قاطعين زيارة لهم للوقوف على بعض اوجه وسمات الديمقراطية الاميركية. المتحدث باسم الوفد العراقي قال إن اعضاءه شعروا بالحيرة والارتباك إزاء بعض سلوك ادارة الرئيس جورج بوش، وتوصلوا الى انه من الافضل التوقف في هذا الوقت على وجه التحديد، وهو الوقت الذي يتخذ فيه العراق خطواته الأولى نحو الديمقراطية.
وقال محمد ميثاقي، وهو قيادي في الوفد العراقي حاول إسلاميون متطرفون اغتياله في الآونة الاخيرة، انه صعق لدى سماعه الرئيس بوش يقول للجمهوريين إن من ضمن الاسباب التي تحتم عليهم تأييد تعيين هاريات مايرز رئيسة للمحكمة العليا الاميركية هو «دينها».. ومعروف عن هاريات انها مسيحية متدينة؟
قال ميثاقي انه، بعد مرور عامين من التشديد المستمر للدبلوماسيين الاميركيين في بغداد على أهمية «فصل الدين عن الدولة» في العراق الجديد، يشعر بالصدمة والدهشة ازاء حديث المحقق الاميركي السابق كينيث ستار، الذي يعمل الآن عميدا لواحدة من كليات القانون بأميركا، في برنامج اذاعي للمحافظ المعروف جيمس دوبسون ، عن ان هاريات مايرز تستحق التأييد لتعيينها قاضية للمحكمة العليا لأنها «مسيحية متمسكة بالدين بقوة ، وستكون مصدرا لارتياح ومساعدة الناس في الجانب الديني في مختلف انحاء البلاد».
يقول ميثاقي بوضوح ان أميركا تحاول ان تعلّم العراق ضرورة الإبقاء على الدين بعيدا عن السياسة وفي نفس الوقت يطلب رئيسها ومفكروها في مجال القانون والتشريعات من الرأي العام دعم ترشيح هاريات مايرز رئيسة للمحكمة العليا لأنها مسيحية ملتزمة.
«ماذا ستفعل اذا وجدت عنوانا على صحيفتك اليومية الاسبوع المقبل يقول، ان رئيس العراق برر تعيين رئيس للمحكمة العراقية بقوله: «لا تلقوا بالا على الجانب المتعلق بالخبرة والتجربة. فقط اهتموا بحقيقة انه مسلم اصولي»؟
وذكر عبد الوهاب الانفي عضو الوفد، وهو محام شيعي مصاب بعرج نتيجة للتعذيب في سجون صدام، انه لم يرد قضاء يوم آخر في واشنطن بعدما استمع الى فريق بوش وهو يدافع عن حقه في استخدام التعذيب في العراق وأفغانستان. وقال انه تأثر بقرار مجلس الشيوخ بنسبة 90 صوتا للا شيء بمنع تعذيب السجناء العسكريين. ولكنه اوضح انه شعر بإحباط شديد من التقارير التي تشير الى ان البيت الابيض ربما يعترض على مشروع القانون بسبب هذا التعديل، الذي يحظر المعاملة «القاسية وغير الانسانية والمهينة» لأسرى الحرب.
وقال انفي : «لقد تعرضت للتعذيب لمدة 8 سنوات في عهد صدام. كيف يمكن حدوث ذلك من قبل اعظم ديمقراطية في العالم؟ لا يجب وجود تعذيب في العراق في المستقبل. نعود الى بلادنا الان لأني لا اريد افساد وفدنا بكل هذه الاحاديث عن حق التعذيب».
واخيرا ذكر صحافيي رئيس تحرير صحيفة عراقية جديدة وعضو الوفد، انه يريد العودة بعد مشاهدة مؤتمر عبر الفيديو يوم الخميس الماضي بين الجنود في العراق وبين بوش. وكانت المجموعة وهي مكونة من 10 جنود اميركيين وجندي عراقي تتلقى توجيهات حول كيفية الرد على بوش.
وقال الصحافي: لقد شعرت بكوابيس خلال مشاهدة ذلك. كان الامر وكأنه من تعليمات صدام حسين.
وبالصدفة غادر الوفد العراقي واشنطن مع عودة مساعدة بوش كارين هيوز من جولة في الشرق الاوسط. وكانت رحلتها تهدف الى تحسين صورة اميركا بين المسلمين بتقديم صورة اكثر دقة عن اميركا وبوش. وقالت «كلما عرفوا المزيد عنا، اعجبوا بنا».
(نعم، هذا الموضوع مختلق. كنت اتمنى الا يكون حقيقيا بمثل هذه الدرجة).
خدمة «نيويورك تايمز»














التعليقات