في حديث خاص إلى «الوسط»:
باقري: من الضروري عدم الاستهانة بشعوب المنطقة... والأمن والصحة نعمتان مجهولتان
المنامة - ريم خليفة
نفى وكيل وزارة الخارجية الإيرانية للشئون العربية والإفريقية محمد رضا باقري ان بلاده تتدخل في شئون دول الخليج العربية الداخلية، موضحاً ان ذلك يأتي ضمن حملة الإعلام المعادي الذي يثيره الأعداء بين دول المنطقة shy; على حد قوله.
بينما أوضح ان إيران مستعدة للتعاون مع دول المنطقة فيما يخدم مصلحة شعوبها، وذلك من منطلق أخوي لا من منطلق قوة تفرضها دول أخرى من أجل حماية مصالحها في المنطقة باعتبار انهم أقوياء يتعاملون على أساس الأخ الأكبر، وذلك عبر إصدار تعليمات يجب ان تنفذها دول الخليج على رغم انهم من سرقوا الأمن والصحة بإثارة الخلافات الحدودية بين دول المنطقة إلى توفير السلاح الكيماوي وإعطائه للنظام العراقي السابق إبان الحرب العراقية الإيرانية الذي سقط من ورائه ضحايا كثر، واصفاً اياهما بالنعمتين المجهولتين. وكان نص الحوار كالآتي:
كانت هناك شكوك بشأن مشاركة إيران في مؤتمر حوار الأمن الخليجي الاستراتيجي. لماذا كان الرفض بداية ثم القبول نهاية؟ وماذا دار خلف الأبواب من حوارات؟
shy; نحن كنا موافقين منذ البداية على مشاركة إيران في هذا المؤتمر، وأعلنا ذلك رسمياً إلى حكومة البحرين وجميع الدعوات التي وجهت إلى المسئولين الإيرانيين قد أجيبت.
وشخصياً شاركت في هذا المؤتمر نيابة عن النائب الأول لرئيس الجمهورية ووزير الخارجية منوجهر متقي، وخلال العام الماضي جاءت المشاركة الإيرانية على المستوى نفسه، إضافة إلى الدعوات التي وجهت الى مشاركة الاساتذة والباحثين ومسئولين من مجلس الأمن الوطني الإيراني، ولكن بخصوص ما جرى من لقاءات فقد كان يدور عن الأمن في المنطقة وسبل تحقيقه.
وبكل تأكيد فالعالم سئم من الحروب الكثيرة التي حلت على المنطقة ولهذا السبب فإن الجميع يبحث عن سبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بحيث انها شهدت ثلاث حروب مدمرة ولا تستطيع ان تشهد حرباً أخرى مدمرة، وعلى هذا الأساس لابد من التعاون فيما بيننننا من أجل تأمين وتوفير الأمن. فنحن نرى من وجهة نظرنا ان ذلك لصالح الشعوب والحكومات معاً.
منطق القوة
ما انطباعكم العام للمؤتمر؟
shy; نحن نؤيد مبدأ الحوار وتبادل الآراء والأفكار، لكن الأهم ان يخرج الجميع بنتيجة واحدة لهذا اللقاء، الذي جمع جميع الأطراف المعنية أي توفير الأمن لشعوب هذه المنطقة.
يمكن ان تكون بعض الكلمات التي القيت في المؤتمر جاءت لتبرز مواقف حكوماتهم أكثر من أي شيء آخر، بمعنى انهم كانوا بعيدين عن موضوع توفير الأمن بل تحدثوا من منطلق القوة كونهم يعتبرون أنفسهم أقوياء أي يتعاملون على أساس الأخ الأكبر، وذلك عبر إصدار تعليمات يجب ان تنفذها دول المنطقة.
فبعض الكلمات بحثت عن المصالح المادية، إذ كانت تشير بعض المقترحات مثل إقامة نوعية معينة من المشروعات من أجل تحقيق الأمن في المنطقة والحقيقة ان البعض كان يفكر بالسوق لا بالأمن.
فهم يرون انه لابد من بذل المزيد لتوفير الأمن وبثه في شعوب المنطقة حتى يشعرون بالطمأنينة للتصدي للإرهاب.
نعمتان مجهولتان
إذاً، ما وجهة نظركم إزاء الإرهاب؟
shy; من جهتنا نكره الإرهاب بل ونرفضه تماماً ولا يمكن مثلاً لـ «إسرائيل» التي تنفذ وتقوم بالعمليات الإرهابية ضد الفلسطينيين ان تكون عملياتها مقبولة، بينما مقاومة الفلسطيني عن أرضه ضد ما يقترفه الإسرائيليون بحقه يصفونها إرهاباً shy; على حد قولهم.
ونحن هنا نؤكد انه لابد من اجتثاث جذور الإرهاب في المنطقة ومن المهم ألا يستهينوا بقدرات شعوب المنطقة، لأنه ان كان هناك شيء من هذا القبيل فإن شعوب المنطقة لن تقبل.
ولهذا فإنني أوكد ان على تلك الدول ألا تتحدث من منطق القوة في مثل هذه المؤتمرات لأنه أمر سيء بدرجة سوء الارهاب نفسها.
فالذين جاءوا إلى هذا المؤتمر من وراء البحار جاءوا للمساس بصحتنا وأمننا اللذين هما واقعاً نعمتان مجهولتان في منطقتنا.
وهنا لابد من الإشارة إلى انهم قدموا الى منطقتنا وأعطوا لشخص مثل صدام حسين السلاح الكيماوي الذي استفاد منه /أيام الحرب عبر قواته ضد الشباب الإيراني في ذلك الوقت الذين هم اليوم تقدموا في السن وأصبحوا في وضع صحي محرج، منهم من توفي ومنهم من مازال حياً.
وهم أيضاً يأتون ليعرضوا خريطة أخرى لدولة من دول المنطقة ويقولون هذه حدودكم وتلك حدود الجيران وهي حدود متعارضة مع حدودكم وعلى هذا الأساس فإنهم يسرقون الأمن من منطقتنا لا تعزيزه كما يكررون.
ولقد أثاروا مشكلات عن خط مائي ما أو جزيرة ما بين دول المنطقة ولكن shy; الحمدالله shy; فإن المسئولين والقيادة في هذه المنطقة هي قيادة حكيمة تتعامل على أساس الصداقة والأخوة.
زرع الخلاف
أنتم تقصدون مشكلة الجزر الثلاث مع دولة الإمارات العربية المتحدة؟
shy; لا بشكل عام لقد أوجدوا مشكلة من لا شيء مع جيراننا العرب... ولا أقول عن ذلك خلافاً بل هم من يريدون بث الخلاف وزرعه فيما بيننا.
وأكرر مرة أخرى يجب ان تعود نعمتا الصحة والأمان المجهولتان في هذه المنطقة حتى لا نشهد أي حرب في المنطقة أو اشتباكاً عسكرياً... وهذا لا يتم تحقيقه الا عبر الاحترام المتبادل لحقوق الآخرين.
الإعلام المعادي
هناك قلق من دول الخليج العربية بشأن محاولات إيران للهيمنة على منطقة الخليج من ناحية التطوير العسكري أو التسلح النووي. كيف تردون على مثل هذه التعليقات؟
shy; هذا هو الإعلام المعادي في الواقع والإعلام الذي يوجهه الأعداء في المنطقة عبر تخويف جيراننا الأشقاء وهذه المسألة ليست جديدة ففي السنوات الطويلة الماضية بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران واجهنا ومازالنا نواجه مثل هذا الإعلام المعادي.
فقبل عشرين عاماً عندما كنت سفيراً لبلدي في دولة الكويت وقتها كان الاخوة الكويتيون يقولون لي إنكم تريدون تصدير ثورتكم إلى دول المنطقة، وهذا هو الإعلام المعادي الذي ينادي بأن إيران تريد السيطرة على الدول الأخرى.
وعلى هذا الأساس فإنه يمكنني ان أؤكد انه لا شيء يصل إلى اخواننا من دول المنطقة قادماً من إيران الا المحبة والاخوة والصداقة.
جدل بحريني والشاهرودي
كونكم ذكرتم تصدير مفاهيم الثورة الإيرانية إلى دول المنطقة. هناك من يتهم ايران بتدخلها في الشأن الداخلي في البحرين. كيف تردون على مثل هذا الكلام؟ وكيف تنظرون للحوارات التي حصلت ومازالت بشأن إصدار قانون للأحوال الشخصية الذي أثار طرحه كثيراً من الجدل المذهبي في الشارع البحريني؟
shy; بخصوص القسم الأول لسؤالك فإنه كما ذكرت مسبقاً انما هو نتيجة لحياكة الإعلام المعادي والموجه لأعداء الجمهورية الإسلامية ولمملكة البحرين، وواقعاً ليس هناك أي تدخل في شئون البحرين الداخلية.
وبكل تأكيد فإن المسئولين في الحكومة البحرينية يعرفون هذه السياسية بأدق تفاصيلها، فهناك من يبالغ في هذه المسألة كونه يريد نقل هذه الأزمة إلى الدول الأخرى واتهام الآخرين.
أما القسم الثاني من السؤال فهذا شأن داخلي بحريني وبالتأكيد هناك تجربة في إيران واذا أراد المسئولون البحرينيون وخصوصاً المهتمين الاستفادة من تجربتنا في هذا القانون فيمكننا ان نقيم تعاوناً علمياً للاستفادة من خبرتنا في هذا المجال، إذ نضعها تحت تصرف الاخوة في البحرين.
فقبل فترة كانت هناك زيارة لرئيس السلطة القضائية في إيران السيد الشاهرودي للبحرين وكانت هناك موضوعات جيدة طرحت خلال اللقاءات والاتفاقات بين دور السلطتين القضائيتين في كل من إيران والبحرين.
وإذا كان هناك أي تعاون أو تناول مختص للاستفادة من القانون الأحوال الشخصية المعمول به في إيران فنحن نرحب بذلك.
بعد مؤتمر الدوحة الذي عقد الخميس الماضي بشأن حماية أمن الخليج. هناك من قال انكم ستجلبون قوات حلف الناتو إلى المنطقة مثلما جلب النظام العراقي السابق القوات الأميركية. ما ردكم على ذلك؟
shy; (يبتسم) لماذا نحن نجلب قوات حلف الناتو إلى المنطقة...؟ فليست هناك أية صلة أو علاقة بيننا وبين الناتو فنحن نقف في موقف محايد، نحن لسنا مع الشرق ولا مع الغرب... وبصراحة فانني استغرب من هذا السؤال،
العراق
ما ردكم على الاتهامات البريطانية بأنكم تقفون وراء بعض العمليات المسلحة في جنوب العراق؟
shy; وأنا بدوري أسأل... ماذا يفعل البريطانيون في جنوب العراق...؟ ولماذا جاءوا إلى العراق من الأساس...؟ ومن وجه الدعوة اليهم...؟
كيف تقيمون الوضع الحالي في العراق؟ وما رأيكم بالدعوة التي وجهها الرئيس العراقي جلال طالباني إلى من يسمون أنفسهم بالمقاومة إلى الحوار ونبذ العمليات المسلحة؟
shy; ليس هناك أي طريق أمام العراق الا تحقيق الوحدة بين شتى أطيافه وان أراد أي شخص ان يكون العراق ديمقراطياً مستقلاً فلابد ان يتبع هذا النهج بدعم كل طوائفه ومذاهبه واثنياته.
أما ما يقوم به الرئيس جلال طالباني فأنا لا أعرف تحديداً ما يقوم به لكن مبدئياً نحن نريد عراقاً واحداً.
التعليقات