على رغم الظروف الصعبة في البلاد
سامراء - كلشان البياتي:
الأرجح أن اعادة بناء العراق هي عملية معقدة, وخصوصاً لجهة إعادة بناء المؤسسات ذات الطابع العلمي وتطويرها بطريقة تمكنها من اللحاق بركب التطور العالمي. وتعطي صناعة الأدوية مثالاً عن هذا الأمر. فقبل الحرب الأخيرة، حاز العراق مؤسسات دوائية وصلت الى مستوى معقول من التطور العلمي، خصوصاً بالقياس الى نظيراتها في المنطقة.
وطاولت الحرب تلك المؤسسات، التي تمثل شركة «سامراء للأدوية» نموذجاً منها. وفي فترة ما بعد الحرب، وعلى رغم الظروف المعقدة التي تعيشها البلاد، عملت الأيدي العراقية بجهد من أجل اعادة تشغيل الشركة، على أسس علمية تتوافق مع واقع التطور في عالم الصناعات الدوائية راهناً. وتشتهر مدينة سامراء، التي تقع على مسافة 120 كيلومتراً شمال بغداد، بأنها مركز تاريخي وديني، تدل اليه مئذنتها الملوية الشهيرة.
في ظل التاريخ العريق لمدينة سامراء، تُبذل جهود للوصول بالدواء العراقي لمستويات عالمية.
وحققت الشركة أخيراً عائدات طائلة، وقدرت مبيعاتها بـ 18.189 بليون دينار عراقي (الدولار يساوي 1500 دينار)، وبين تموز (يوليو) عام 2003 وأواخر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004.
وفي لقاء مع «الحياة»، اشار المدير العام للشركة د. إبراهيم عباس طعمة الى «أن الشركة تأثرت بالظروف الأمنية السيئة التي تعيشها مدينة سامراء. وانخفضت إنتاجيتها، ثم عادت للعمل، وتصاعدت وتيرة انتاجها مجدداً. وحققت ارباحاً من خلال اعتماد سياسات اقتصادية مُتَبصّرة، تشتمل على توقيع عقود لتوريد مواد أولية، وتعبئة وتغليف المكائن وغيرها».
قال ان كلفة اعاد تشغيل الآلات بلغت قرابة 3.935 مليون دولار. وبيّنَ أن عقود الشراء المحلي بلغت 50 عقداً مُتنوّعاً، بلغت قيمتها 5.526 بليون دينار عراقي.
وأوضح أن الشركة «اتبعت سياسة تسويقية جديدة لتصريف إنتاجها، تتمثل بالبيع المباشر إلى المخازن الأهلية المخوّلة تأمين الأدوية إلى الصيدليات وبالتالي المستهلك. كما فُتح منفذ تسويقي لتلبية حاجات دوائر الدولة من الأدوية». واضاف ان الشركة تسعى راهناً لتفعيل جهودها مع «الشركة العامة لتسويق الأدوية» باعتبارها الجهة المسؤولة عن تأمين الدواء في العراق. وقال: «تعاقدنا أخيراً مع الشركة العامة لتسويق الأدوية على برنامج تسويق للعام 2005 يشمل 90 في المئة من أنتاج شركتنا، وبقيمة أجمالية بلغت 33 بليون دينار، مع العمل على أيجاد أسواق خارجية للانتاج ومعاودة النشاط التصديري المتوقف منذ عام «1990.
وأوضح طعمة أن الشركة «تعتمد الدساتير العالمية المعتمدة علمياً لتحقيق مواصفات النوعية العالمية لتكون منتجات الشركة بمستوى المنتجات المثالية للشركات العالمية. واستطاعت خلال فترة قصيرة نسبياً أن تُحسّن نوعية الانتاج، اضافة الى اعتماد مواد التعبئة والتغليف القياسية بنسبة 100 في المئة، على رغم الأمكانات المحدودة». وأشار الى أن الإيرادات المحققة عن عقود التصنيع للغير منذ بدء العمل في تموز (يوليو) عام 2004 بلغت2،250 بليون دينار. وقال ان «هناك نية لاستثمار طلبات التصنيع للغير بتأجير مصانع لتنفيذ هذه الطلبات خارج العراق». ولفت إلى ان «النية متجهة لمنح امتياز من شركتنا لبعض الشركات العالمية، بهدف الانفتاح على العالم الخارجي وإيجاد سوق عالمية لمنتجاتنا. وقد منح امتياز لشركة براون الهندية عن تصنيع 69 مستحضراً دوائياً».
وفي مجال التعاون مع الشركة العامة لصناعة الأدوية في نينوى (ومقرها مدينة الموصل)، أكد أن شركة «سامراء» اتفقت مع شركة أدوية نينوى، وفق مبدأ التعاون المشترك، على مقايضة المواد الكيماوية ومواد التعليب، بما يحكم استمرار عمل الشركتين والتعاون في المجالات الفنية والعلمية والاستشارية.












التعليقات