بعد أكثر من أربعين سنة على اعدامه، أقام البغداديون تمثالا برونزيا هو الاول من نوعه لعبد الكريم قاسم الذي حكم العراق من 1958 الى 1963 وعرف باسم "الزعيم". وتكفل بعض تجار شارع الرشيد تكاليف التمثال الذي وضع في المكان الذي تعرض فيه قاسم لمحاولة اغتيال فاشلة عام 1959 على يد مجموعة من البعثيين يتقدمهم الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقتل في ذلك الهجوم عبد الوهاب الغريري الذي أقام له صدام تمثالا كأول "شهيد" في حزب البعث، لكن البغداديين أسقطوه بعد سقوط النظام.
ولد "الزعيم" في 21 تشرين الثاني 1914 في محلة المهدية ببغداد من أب سني كان يعمل نجارا ويدعى قاسم محمد البكر وأم شيعية من مدينة الصويرة جنوب بغداد تدعى كيفية حسن يعقوبة التميمي.
وقال المحامي عبد اللطيف العبيدي (70 سنة) الذي جاء من منطقة الكرادة ليرى التمثال: "لم نكن نحبه فقط، كنا نميل الى تقديسه لانه كان رجلا بسيطا وفقيرا مثلنا... عاش ومات وهو لا يملك شيئا. واضاف: "ما ان علمنا انه لم يمت (في محاولة الاغتيال) حتى خرجنا في شوارع بغداد ونحن نهتف: "زعيمنا سلامات موتوا يا بعثية". وروى حسين علي: "كنت أعمل في مقهى قرب بناية وزارة الدفاع وكنت أراه يوميا... كان انسانا بسيطا ودودا متواضعا".
عمل قاسم معلما في مدرسة الشامية عام 1931 ثم التحق بكلية الاركان عام 1941 وحكم العراق بعد سقوط الملكية عام 1958.
وفي أوج قوته، كان يسكن غرفة صغيرة في مبنى وزارة الدفاع في منطقة الميدان وعندما أعدم رميا بالرصاص لم يترك لورثته سوى 16 دينارا و400 فلس وكانت تمثل ما تبقى من راتبه وكل ما يملك.
أعدم قاسم في انقلاب في 8 شباط 1963 في شهر رمضان وكان صائما حين نفذ فيه حكم الاعدام رميا بالرصاص في مبنى الاذاعة.
وروى مرافقه الشخصي قاسم الجنابي (81 سنة): "عندما وصل الزعيم الى دار الاذاعة كان بكامل قيافته جذابا انيقا وقد حلق ذقنه في صباح التاسع من شباط من عام 1963 ... كانوا وعدوه بأن يسمحوا له بمغادرة العراق، ولكنهم نكثوا عهدهم وقرروا اعدامه من دون اي محاكمة ... لقد رفض عصب عينيه عند اعدامه ... ووقف وهتف باسم العراق".
(و ص ف)
التعليقات