أدوية مبتكرة تبشر بتغيير مسار الزهايمر، لكنها تواجه تحديات التكلفة والتقنيات المعقدة عالميًا.

إيلاف من لندن: قال خبراء إن علاجات جديدة قد تفتح "حقبة جديدة" في مواجهة الزهايمر، حيث تدخل أدوية مثل ليكانيماب (Lecanemab) ودونانيماب (Donanemab) السوق، لتُبشر بإبطاء المرض بنسبة تصل إلى 30%. جيف كامينغز، أستاذ علوم الدماغ، وصف هذا التقدم بأنه فرصة لفهم بيولوجيا الزهايمر وإيجاد حلول جديدة.

لكن التحديات تبقى كبيرة. هذه الأدوية، التي وافقت عليها دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، تتطلب تشخيصًا معقدًا باستخدام تقنيات مثل فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني أو البزل القطني، إلى جانب متابعة طبية دقيقة.

الفجوة العالمية في الحصول على العلاج
بينما تقدم الأدوية أملاً جديدًا، فإن تكاليفها المرتفعة تُعرقل انتشارها عالميًا. تكلفة العلاج تتراوح بين 20,000 و25,000 جنيه إسترليني سنويًا لكل مريض، وقد تضاعف اختبارات الفحص هذه التكلفة. لا تزال الأدوية غير متوفرة ضمن هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، ما يبرز التحدي في توسيع نطاق الوصول إليها، خاصة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

التحدي الأكبر؟ أكثر من ثلثي المرضى يعيشون في هذه البلدان، حيث الموارد والبنية التحتية الصحية محدودة.

حلول بديلة: اختبارات الدم والحبوب اليومية
لتجاوز عقبات التشخيص المكلف، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على استخدام اختبارات الدم كوسيلة لتحديد المرضى المؤهلين للتجارب السريرية. هذا الاختراق قد يُمهّد الطريق لاعتماد هذه الاختبارات في العيادات بدلاً من الفحوصات المكلفة، ما يوسع إمكانيات التشخيص.

علاوة على ذلك، تُجرى تجارب لتطوير أدوية تُحقن تحت الجلد، ما يُبسط عملية العلاج ويسمح بإجرائه في المنزل. كما يُتوقع أن تقدم أشكال الحبوب اليومية، مثل تلك التي تُختبر على أساس دواء سيماجلوتايد، نقلة نوعية بحلول أواخر عام 2025.

هل يمكن علاج الزهايمر نهائيًا؟
رغم التقدم، يرى الخبراء أن علاج المرض بالكامل لا يزال بعيد المنال. ومع ذلك، يؤكد كامينغز أنه يمكن خلال عقود التوصل إلى طرق للتحكم في العمليات البيولوجية التي تسبب المرض، ما يمنع تطوره في الدماغ.

في المقابل، تُشير الدراسات إلى أن 40% من الحالات يمكن الوقاية منها حاليًا من خلال استهداف عوامل الخطر مثل التدخين، شرب الكحول، وتلوث الهواء. هذا يجعل التوعية والوقاية محوريين، إلى جانب البحث عن علاجات أكثر شمولية.

تعزيز الشمولية في الأبحاث
دعا كامينغز إلى إشراك الدول النامية في التجارب السريرية لتعزيز المعرفة حول فعالية الأدوية بين مختلف السكان. كما أكد أن دمج هذه الدول سيزيد من القدرات العلمية ويعمق فهم الخرف في المناطق التي تعاني نقصًا في الموارد.