إيلاف من بغداد: أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في تصريح يعكس موقفاً ثابتاً وحاسماً، أن بلاده تحترم حق الشعب السوري في تحديد مصيره دون أي تدخل خارجي. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الإيرانية طهران، إلى جانب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حيث أشار إلى أهمية استقرار سوريا ودوره المحوري في استقرار المنطقة بأسرها.

وأوضح السوداني أن العراق ينطلق من رؤية شاملة لدعم وحدة الأراضي السورية، مشدداً على ضرورة حماية سيادتها بعيداً عن أي تدخلات أجنبية. وقال في كلمته: "نتعامل مع الملف السوري بوعي وإدراك لأبعاده الإقليمية، ونرى أن استقرار سوريا يعني استقرار المنطقة. نحترم إرادة الشعب السوري في اختيار مستقبله، وندعم أي إطار سياسي ينبع من اختياراته الحرة".

تعزيز العلاقات الثنائية مع إيران
وأشار السوداني إلى أن زيارته إلى طهران تأتي في سياق تعزيز التعاون المشترك بين العراق وإيران، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار للبلدين. وأوضح أن المناقشات الثنائية تناولت مختلف الملفات، من بينها الاقتصادية والإنسانية، مع التركيز على مشاريع استراتيجية تشمل الغاز والكهرباء وإنشاء طرق برية تربط البلدين بدول المنطقة. وأضاف أن هناك توافقاً على أهمية العمل المشترك لتحقيق تقدم ملموس في هذه الملفات، لما لها من تأثير مباشر على استقرار المنطقة.

الوضع في غزة: موقف ثابت ودعوة للتحرك الدولي
لم يغب عن تصريحات السوداني الأوضاع الإقليمية الساخنة، حيث جدد موقف العراق الثابت تجاه الحرب الدائرة في غزة، مؤكداً أن ما يجري يمثل استهدافاً مباشراً للمدنيين العزل. وقال: "إن المجتمع الدولي يقف عاجزاً أمام معاناة الشعب الفلسطيني وفشل في أداء واجباته الإنسانية الأساسية". وشدد على أن الطريق الوحيد لضمان استقرار المنطقة يكمن في وقف الحرب فوراً ومنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وعلى رأسها حق تقرير المصير.

رؤية عراقية للاستقرار الإقليمي
السوداني عبّر عن رؤية عراقية متوازنة تسعى لتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية لضمان الاستقرار الشامل في المنطقة. وأكد أن العراق يضع في أولوياته بناء شراكات بناءة مع مختلف الأطراف لتحقيق السلام والتعاون المثمر، مشيراً إلى أن الاستقرار في سوريا وغزة، رغم اختلاف الظروف، يمثلان محاور رئيسية لا يمكن تجاوزها لتحقيق الأمن الإقليمي.