الأربعاء:04. 01. 2006

صباح الخير
ابن الديرة


لنعترف أولا بأن دول الخليج والجزيرة العربية تقيم في المسافة ما بين مشروع ايراني للتسلح النووي ومخزون فعلي للسلاح النووي ldquo;الاسرائيليrdquo;، الأول ما زال مشروعا، لكنه غير مرغوب فيه غربياً وخليجياً.

والثاني قائم وواقع، غير مرغوب فيه عربياً ومحروس ومدعوم دوليا، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية.

قراءة المشهد النووي ومخاطره وحساسياته ومنزلقاته ومن كل زواياه، أمر معقد، واكثر جدية من مجرد مبادرات بحثية، او تصريحات موسمية، تحاول تقديم روافع لمفاصل عمل عربي مشترك صدئة، ولا تقل عنها صدءاً مفاصل خليجية، لا تجيد قراءة ما في السطور الدولية من ظلال، وما بينها من فراغات وكمائن.

ما السبب في هذه الرخاوة العربية، بما فيها الخليجية، في التعامل مع قضية اخلاء ما يسمى جغرافيا ldquo;الشرق الأوسطrdquo; من السلاح النووي وغيره من اسلحة الدمار الشامل؟؟

ان المفارقة الصاخبة الآن، ان ldquo;الشرق الأوسطrdquo; الهلامي، مقصود به ldquo;اسرائيلrdquo; وايران فقط، بعد ان ثبت بأن العراق ldquo;نظيفrdquo; للغاية، ولا أحد يجرؤ على الاقتراب من الهند والباكستان النوويتين.

عرب الخليج. كغيرهم من بقية العرب، تستشعر الخطر من اسلحة نووية في قلبها وحولها وفي حديقتها الخلفية، وهو خطر لا يقبل القسمة ولا الاختزال، في أزمنة بدت فيها ديناميات ldquo;العسكرةrdquo; والحروب والعنف والغلو، وقد تحولت الى ناموس كوني.

ان الأمن العربي القومي بمجمله مكشوف مكشوف مكشوف، وفي لحظة انكسار ولا يحتمل المزيد من التذرر والتشظي، واسوأ ما يتردى فيه الخطاب العربي او العقل السياسي العربي الآن، هو القبول بتجزئة الأمن القومي فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل.

الثغرات تتعمق والشقوق تتسع حتى في الثوب الواحد في القطر والإقليم وهناك من يريد اقناعنا بأن الاستدراك مستحيل، وهناك من يسهر لتدمير المعيار الوطني والقومي.

ان الخطر أشد واكثر بأضعاف مما يعتقد البعض ممن يغرق في نومه.

فهل نسارع جميعا لقراءة المشهد من كل الزوايا، ونناقش الأمر مناقشة صريحة، بعيدة عن هواجس النجاة القطرية والمواقف الآنية، والمصالح الضيقة؟!!

انها لعبة النار، لا تنهيها صواريخ مضادة منصوبة هنا او هناك، ولا ضمانات من نظام دولي سريع التغير والتقلب والموازين لنرمم ما يمكن ترميمه. ونستدرك ما يمكن استدراكه. ولا نطلق السيقان للريح، والا فإننا نورط احفاد احفادنا في مستقبل مفتوح على آفاق غير محسوبة.


[email protected]